بدأت الأذرع الإعلامية مواجهة دعوات التظاهر في الذكرى الأولى لمرور عام على تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيسا، في 8 يوليو/تموز، والتي دعت إليها قوى شبابية وسياسيون وحركات معارضة، عبر الترويج لبقاء السيسي في حكم مصر لفترتين رئاسيتين، وفق الدستور المصري، الذي حدد فترتين للرئيس.
وكان لافتا للمصريين، صباح السبت، استضافة برنامج "صباح أون"، على قناة "أون تي في"، التي يملكها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، لعالم الفلك سيد شيمي، الذي صال وجال خلال البرنامج، متوقعا أن "السيسي سيكمل فترته الرئاسية الأولى ويتبعها بفترة ثانية"، هذا التوقع الذي بدا أقرب إلى الرسالة المخابراتية، من نبوءة منجم.
وتقمّص شيمي دور المحلل السياسي، وسط إعجاب مقدمي البرنامج، طالبا "عدم عقد الانتخابات البرلمانية نهاية العام الحالي". ويتقاطع هذا مع ما طالبت به تقارير مخابراتية سابقة، أوصت بتأجيل الانتخابات، لضمان عدم إثارة مشكلات مع رجالات الرئيس المخلوع حسني مبارك، المتغلغلين في أركان الدولة، والأحزاب على الساحة السياسية.
وزاد شيمي: "سيطرة الجيش على مقاليد الحكم في مصر ستنتهي 2020"، أي بعد نهاية الفترة الأولى من حكم السيسي.
ودأبت الأذرع الإعلامية الموجَّهة من قبل الأجهزة الأمنية على الاستعانة ببعض المشعوذين، بجانب المقربين للسلطات من الفنانين وخبراء الميديا والسياسة، لترسيخ بعض القناعات الذهنية في وسط المصريين، والتي يتم عبرها تأهيل عقول المشاهدين وأمزجتهم لتقبل بعض الأحداث والقرارات.
وقد تكرر ذلك الأمر خلال فترة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، ولكن بصورة عكسية؛ فقد توقع الفلكي أحمد شاهين في إبريل/نيسان 2013 سقوط الإخوان على يد حركة تمرد يوم 30 يونيو/حزيران.
كما تنبأ في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2013، بأن مصر ستشارك بقوات عسكرية لحماية السعودية من الأخطار.
وسبق أن ادّعى أحمد شاهين، عضو الاتحاد الأميركي للفلكيين المحترفين على قناة "صدى البلد" التي يمتلكها رجل الأعمال محمد أبو العينين، في عام 2013، أن هناك مخطوطة تاريخية لمحيي الدين الطائي ترجع إلى قرنين، ذكر فيها ما سيحدث في العالم العربي ومصر تحديدا في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن عبد الفتاح السيسي ذُكر اسمه في هذه المخطوطة رئيساً لمصر ومنقذاً لها من حكم الإخوان، وقد قرأ جزءاً من المخطوطة ذكر فيه عبارة "انظر انظر بالأعجمية" وهي تعني "see see" وهو لقب عبد الفتاح السيسي الذي ستخرج جحافل الناس مطالبة به رئيساً.
كما توقعت الفلكية جوي عياد، في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2013، خلع المشير عبد الفتاح السيسي البدلة العسكرية وترشحه لرئاسة مصر، وعقده اتفاقات واسعة في مجال التسليح مع روسيا.
وتكمن خطورة مثل تلك البرامج والقناعات المروجة عبر إعلام مطوَّع لخدمة النظام السياسي، في تغييب وعي البسطاء، الذين تزداد ثقتهم بالمشعوذين والدجالين، ما يغيّبهم عن الحياة وتحدياتها، ما يدفع ثمنه المجتمع المصري، تخلّفًا ورِدّة عن ركب الحضارة العالمية، وارتباطا بالمشعوذين والأحلام التي، ربما، يموتون قبل تحقيقها.
اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز": إدارة أوباما توجه صفعة لنظام السيسي