قطعوا آلاف الكيلومترات تاركين بلادهم أملاً في حياة كريمة، ليجد اللاجئون والمهاجرون أنفسهم في مبانٍ مهجورة في العاصمة الصربية بلغراد في مواجهة الشتاء القارس، مهددين بالموت بردًا.
وينتظر اللاجئون الذين وصلوا صربيا، فتح الحدود أمامهم تحت وطأة البرد، بغية الوصول إلى دول أوروبا الغربية أملاً في مستقبل أفضل، بعد أن أغلقت دول البلقان الحدود أمامهم. ويوجد في الأراضي الصربية قرابة 7 آلاف شخص من طالبي اللجوء والمهاجرين لأسباب اقتصادية، يعيش جزءٌ كبيرٌ منهم في مبان مهجورة، ومواقف سيارات في العاصمة بلغراد.
الباكستاني ألماسار، قدم إلى صربيا قبل 6 سنوات، واضطر للمكوث في موقف سيارات جامعة بلغراد مع 10 آخرين من طالبي اللجوء، رغم هطول الثلوج والأمطار في الخارج.
وأوضح أن الإقامة في مراكز استقبال اللاجئين، تحتاج إلى الحصول على وثيقة من الشرطة الصربية، مضيفاً: "هذا المكان بارد جداً، ونحن نعاني من مشاكل مختلفة كل يوم".
وروى لاجئون متواجدون في أماكن أقيمت على الحدود، بتنظيم من منظمة "أطباء بلا حدود" في صربيا، أنهم ينتظرون ساعات في الطوابير للحصول على مواد التنظيف، وعند توزيع الطعام عليهم مرة واحدة فقط يومياً.
وأشار طالب اللجوء محمد غازي إلى عدم وجود مأوى لهم، وأضاف "نعيش في مكان بارد جداً، وهناك مكان آخر قريب إلا أن الظروف فيه رديئة جداً، إذ أتي أناس لالتقاط صورنا".
وناشد غازي الدول الأوروبية قبول طالبي اللجوء، وقال: "نعاني الكثير من المشاكل، ولا نملك طعاماً نأكله ولا أحذية ولا أي شيء آخر لمواجهة البرد الشديد، نريد أن يُفتح لنا مكانٌ في أوروبا".
أما المقيمون في بيوت مهجورة في بلغراد، فيشكون من أمور عدة وعلى رأسها البرد القارس، إذ يضطرون إلى إغلاق النوافذ بورق مقوى وإشعال النيران لحماية أنفسهم من البرد، إلا أنهم يرون أنفسهم محظوظين بمسألة الطعام مقارنة مع الآخرين.
الباكستاني مهرور، الذي وصل إلى صربيا قبل ثلاثة أشهر، قال: "كل يوم يأتي إلى هنا أكثر من 500 شخص يقدمون لنا وجبة طعام واحدة فقط يومياً، ونحاول التدفئة من خلال البطانيات فقط"، مطالباً السلطات بالسماح لهم بالتوجه إلى إيطاليا.
وفي وقت سابق، قالت مفوضية شؤون اللاجئين في صربيا، في بيان صادر عنها، إنها ستقدم المساعدة لكل لاجئ ومهاجر يتقدم بطلب لذلك، دون مطالبته بأي نوع من الوثائق.
وأشارت المفوضية، إلى توفير المساعدات للمقيمين في مراكز اللجوء، مناشدة المقيمين خارجها بمراجعتها.
وظل آلاف اللاجئين عالقين في الأراضي الصربية بعد أنّ شددت المجر إجراءاتها الأمنية على طول حدودها مع صربيا، بهدف منع تدفق اللاجئين إلى أراضيها.
وأقامت السلطات المجرية في 2015، أسلاكاً شائكة على طول حدودها مع صربيا وكرواتيا، بهدف منع دخول اللاجئين إلى أراضيها التي تعتبر أهم ممر للاجئين باتجاه دول أوروبا الغربية.
(الأناضول)