يُعاني بعضهم من زيادة كبيرة في الوزن نتيجة إصابتهم ببعض الأمراض، كمرض الشراهة، أو قد يكون الجسم مقلاً في حرق الدهون. وغالباً ما تؤدي هذه الزيادة إلى أمراض خطيرة، مثل الضغط والسكري وانسداد الشرايين.
في المقابل هناك من يُعانون من النحافة المفرطة، أبرزهم المشاهير وعارضات الأزياء، نتيجة سوء التغذية أو لأسباب عدة سنتعرف عليها.
تُعرّف اختصاصية التغذية بيان أحمد النحافة المفرطة، بأنّها حين يكون وزن الشخص أقل من الوزن الطبيعي، أي يكون الوزن نسبة إلى الطول أقل بكثير من الوزن المفترض. وتُرجع بيان في حديث إلى "العربي الجديد" أسباب النحافة إلى جينات وراثية يحملها الشخص، تماماً مثل ميل أجسام بعضهم إلى البدانة المفرطة، ففي الأخيرة يُخزّن الجسم الخلايا الدهنية بطريقة أسرع، وفي النحافة المفرطة الأمر معاكس.
وتوضح بيان أنّ النحافة المفرطة قد تسبّبها عادات غذائية سيئة، منها تناول الطعام بطريقة خاطئة، وقلة كميته، ونوعية الطعام قليلة الدسم والمأكولات التي لا تحمل مواد دهنية تكسب الوزن. كذلك تؤدي بعض الأمراض إلى النحافة المفرطة، "مثل فقر الدم، مشاكل الغدة، ومشاكل في المعدة (سوء امتصاص المواد الغذائية)، والأورام الخبيثة، ولبعض الأدوية تأثيرات بهذا الشأن، إضافة إلى المشاكل النفسية".
علاج النحافة المفرطة
نبدأ من العادات الغذائية، بحسب بيان التي تشدّد على أنّه: "تجب زيادة السعرات الحرارية التي يأخذها من يعاني النحافة المفرطة، لتكديسها في الجسم واكتساب الوزن. ولا بدّ من تناول أكثر من وجبة خلال النهار، وتقسيمها إلى خمس أو ست وجبات، لتكبير المعدة كي تتّسع لكمية طعام أكبر". وتدعو إلى تغيير نوعية الطعام في الصباح، والتنويع: "يمكن تناول البيض والخبز والحليب كامل الدسم مع العسل، لزيادة السعرات الحرارية calories، إلى جانب التمر واللبنة كاملة الدسم والجبنة الدسمة".
هي إذاً الحرية التي ما بعدها حرية في الأكل طوال النهار. يمكن أيضاً الإكثار من "السناك" الذي يحتوي على سعرات حرارية أكثر من غيره، مثل الفواكه المجففة والتمر والأفوكادو والكوكتيل، مع إضافة القشطة والعسل والمكسرات، والابتعاد عن الفواكه التي تحتوي على مياه كثيرة، مثل البطيخ والشمام. وبالنسبة إلى طعام الغداء تنصح بيان بتناول المأكولات الدسمة، لكن الصحية في الوقت نفسه، كلحم البقر، وصدور الدجاج مع الجلد، لكن بكمية قليلة، والسمك بكمية أكبر، وبعد الغداء ينبغي تناول سناك مثل الشوكولا والمكسرات والفواكه المجففة والميلك شيك.
كما لو أنّها حمية معكوسة. فكلّ ما هو "محرّم" على من يتبعون حمية لإنقاص الوزن، "حلال" على طالبي الوزن، وينبغي أن يتناولوه بكثرة وفي أوقات متقاربة. ولطعام العشاء هناك خيارات كثيرة. يُمكن بداية أن نلجأ إلى خيارات تشبه الفطور والغداء، أي دسمة، ويُمكن تناول المعجنات واللبن كامل الدسم والفوشار والبيتزا والمعكرونة، مع زيادة كميات الجبنة. وبالطبع لا بدّ من الإكثار من المشروبات الساخنة، مع إضافة العسل بدل السكر. وللنحيف/ة ما يريده من الحلويات العربية، خصوصاً تلك التي تحتوي على المربّى والعسل والقشطة. ويُفضل ترك السلطة إلى ختام وجبة العشاء منعاً للشبع.
وتختتم بيان بنصيحة ضرورية وهي "الابتعاد عن رياضة المشي والركض، لأنّها تحرق الدهون". وتُفضل ممارسة رياضات الأوزان، أي تلك التي تزيد من حجم العضلات ووزنها في الجسم، مثل حمل الحديد. وفي الوقت نفسه عدم تناول البروتينات الاصطناعية، "لأنّها مضرّة للكلى".