باتت مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية من أهم الوسائل في حياة الصحافي اليوميّة. فهو اليوم يستعملها لأسباب مختلفة، منها سرعة الوصول إلى المعلومات، ومتابعة الأحداث، بالإضافة إلى الاستعانة بما توفّره هذه الأجهزة من ميزة التسجيل والتصوير وإرسال المواد بسرعة.
وترى الصحافية رائدة دعبول أنّ "التطور الحاصل في عالم الإعلام والنشر، اليوم، يتطلب مني كصحافية أن أكون عارفة بمتطلبات النشر الحديث، ومتقنة للغة الصحافية "الحديثة" المطلوبة في النشر الإلكتروني". وتضيف: "المؤسسة التي أنتمي إليها تفرض عليَّ تقديم مادة خبرية متكاملة، تتميَّز لغتها بالتكثيف والتركيز والوضوح، ومرفقة بصورة تؤكد الخبر. وعلى الرغم من قيامي بهذا الدور خلال مؤتمر دولي نظمته مؤخراً المؤسسة، وكذلك في الترويج لإحدى جوائزها؛ إلا أنني كنت بحاجة إلى التزود بمعلومات أكثر وأعمق عن النشر الإلكتروني. وقد كان ذلك دافعاً لي لمتابعة الدراسة الأكاديمية المتخصصة".
تستلزم قواعد النشر الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الصحافي أن يكتب خبراً موجزاً واضحاً، كما الحال بالنسبة لموقع "تويتر"، بحسب دعبول. والمغرّد في "تويتر" ملزم بعدد أحرف لا يتجاوز 140.
وتضيف دعبول: "يجب أن يكون الصحافي مواكباً للأحداث، ومتابعاً لتطوراتها، وكأنه وكالة أنباء تبث على الهواء مباشرة، فيكتب خبره المكثف ويسنده بصورة فوتوغرافية أو بفيلم فيديو قصير يؤكد صدق المعلومة التي يقدمها. ومن هنا فإن الصحافي مطالب بأن يكون عارفاً بآلية النشر الفورية التي أصبحت تنافس الإذاعة والتلفزيون، ليس فقط من ناحية سرعة بث الخبر القياسية عبر الإنترنت، إنما بوصول ذلك الخبر بأقل التكاليف إلى أماكن بعيدة وقارات عديدة.
فيكفي أن يمتلك الصحافي هاتفا ذكيا أو جهازا حديثا مربوطا بشبكة الإنترنت، وصفحة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي ليبث عليها الأخبار إلى عدد غير محدود من القراء، أولئك الذين بات بإمكانهم أيضاً التعليق مباشرة على ما يقرأون أو ما يشاهدون. كما أصبح باستطاعة الصحافي موافاة القراء بآخر المعلومات المرتبطة بتطورات الحدث ذاته، وكذلك بالاحتفاظ بأرشيف الأخبار التي يبثها، وبالتعليقات الواردة من قبل القراء عليها، ومشاركاتهم لها".
وكي يتمكن الصحافي من أداء مهمته بنجاح، والتي تمثل الجهة التي ينتمي إليها، أو الفكر الذي يمثله، لا بد من توافر عدة أمور ومهارات، من بينها امتلاكه التقنية الحديثة، أولاً، والمهارات الكتابية ثانياً، والسرعة في العمل كذلك، والقدرة على متابعة الحدث بأقل وقت ممكن. وتقول دعبول: "هذا معناه أن استخدام الوسائل الحديثة في تغطية الأحداث يتطلب من الصحافي أن يكون كاتباً ومذيعاً ومصوراً وناشراً في الوقت ذاته، فينقل الأخبار بسرعة؛ ليضع القارئ في قلب الحدث بالفعل، القارئ الذي يصبح مشاركاً في الحدث ذاته".
من جهته، يرى الصحافي الميداني في إحدى المناطق في سورية، بيروز بيريك، أنّ توفّر وسائل التواصل الإجتماعي وشبكة الإنترنت، انعكسا على مجمل نشاطه وعمله الصحافي إذ "تعرّف على الشبكة العنكبوتية مع بدايات الألفية الثانية، بالتزامن مع ربيع دمشق والحراك الطلابي المعارض ضمن جامعة دمشق".
ويضيف بيريك: "يعود الفضل الأكبر لتواصلي عبر الإنترنت بما يخصّ اتخاذ قراري بخوض العمل الصحافي؛ إذ تعرفت على الوسط الصحافي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وما زلتُ أعتمد على صفحاتٍ على "فيسبوك" خاصة بالصحف والمجلات ودور النشر في متابعاتي وقراءاتي للمقالات والدراسات وحتى المنشورات والتعليقات.
مع بدء الحراك الثوري في مارس/آذار 2011 فُرض واقع جديد، وتداخل العمل بين الصحافي والناشط و"شاهد العيان" وعضو التنسيقيّة. ولم يجد الشخص المتنقّل بين هذه الأوصاف، بدءاً من استعمال الهاتف الجوال في تصوير مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافيّة التي ضجّت بها شبكة الإنترنت والقنوات التلفزيونية المهتمة بالشأن السوري. ويقول: "اعتمدت بشكل كبير على "المحادثة" في تبادل المعلومات التي كان لها في بعض الأحيان وزنها في الميدان، وأنشأت العشرات من المجموعات الفيسبوكية لتبادل المعلومات، بعضها كان احترافياً، والبعض الآخر اتّسم بالعشوائيّة وعدم التحقق وطغيان الشائعات على محتواها".
ويُضيف بيريك: "في المنطقة التي أعمل فيها يعتمد على شبكة الموبايل والإنترنت التركية في المناطق المجاورة للحدود. أما في باقي المناطق فنعتمد بشكل كلي على شبكة الإنترنت الفضائي؛ إذ لا يوجد بديل عنها، وينعكس وجودها بشكل إيجابي ومباشر على عملنا كصحافيين. ولولاها لكنّا في حال يرثى لها، فمقاهي الإنترنت المنتشرة بشكل كبير تسهل تواصلنا، وتسد جزءا كبيراً من نقص التواصل، لا سيما بعد حجب تغطية شبكة الموبايل والإنترنت السورية عن المنطقة".
ويُشير إلى أنّه "في الفترة الأخيرة، وبعد حيازة أغلب الصحافيين كاميرات، انحسر استعمال الموبايل في التصوير، وانحصر في استعمال المحادثة (التشات). نعتمد في ترويج نتاجنا الصحافي على صفحاتنا الفيسبوكية وعلى الإيميل و"تويتر" لإخطار الأصدقاء ومتابعي الصفحة بالمواد والصور المنشورة في المواقع والصحف عبر إدراج الروابط" .
الصحافي محسن إبراهيم، من إذاعة "روزانة"، عاصر مرحلتي الداخل والخارج في سورية. وعن ذلك يقول: "بعد فترة من عملي الصحافي، بدأت الثورة في سورية، وكان لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكاميرا الموبايل أثر كبير خلال ذلك. فقد صوّرت الكثير من الصور والفيديوهات في أوائل أيام الثورة بواسطة موبايلي، بالإضافة إلى أنني كنت متواجداً في مدينة "حماة" أثناء الحراك السلمي الكبير، وكنت أتواصل مع عدد من وسائل الإعلام عبر "فيسبوك" أو "تويتر". وبعد خروجي من سورية ظلت وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً مهماً لنا كصحافيين، سواء للأخبار أو للتواصل. لكنّه يُضيف: "يجب التعامل مع تلك الوسائل بحذر شديد من ناحية نقل الأخبار، لأنه من خلال تجربتنا تم تناقل الكثير من الشائعات والأخبار الكاذبة بواسطتها".
وعن تجربتها، تتحدّث المراسلة الإذاعية نسرين شلغين، فتقول: "في تجربتي كصحافية جديدة، كان تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال جيداً عموماً، ومنحتني فرصة أكبر للحصول على المعلومات، إن كان من مراكز الأبحاث أو المقالات أو الشهادات الحية من الناس.كما أنها تزيد فرصة الإعلامي بالحصول السريع على المعلومة من خارج السياق الرسمي والتقليدي المعتاد في الإعلام والصحافة، لكن مع وجود عقبة واحدة، هي أن دقة المعلومة تحتاج إلى العين الخبيرة وقدرة الإعلامي على فرز المعلومات الصحيحة من غير الصحيحة، والربط العقلاني بين المعلومات، حيث إن كثافة المعلومات حول الحدث الواحد، تجعل ذاتية الإعلامي تبرز أكثر". وتختم قائلةً: "كثيراً ما يقع الإعلاميون في فكرة المعلومات المتواترة بين الناس من دون تدقيقها، فيبثون أخباراً كاذبة أو رسائل تفيد ما يريده بالضبط الطرف الذي أطلق الشائعة".
وترى الصحافية رائدة دعبول أنّ "التطور الحاصل في عالم الإعلام والنشر، اليوم، يتطلب مني كصحافية أن أكون عارفة بمتطلبات النشر الحديث، ومتقنة للغة الصحافية "الحديثة" المطلوبة في النشر الإلكتروني". وتضيف: "المؤسسة التي أنتمي إليها تفرض عليَّ تقديم مادة خبرية متكاملة، تتميَّز لغتها بالتكثيف والتركيز والوضوح، ومرفقة بصورة تؤكد الخبر. وعلى الرغم من قيامي بهذا الدور خلال مؤتمر دولي نظمته مؤخراً المؤسسة، وكذلك في الترويج لإحدى جوائزها؛ إلا أنني كنت بحاجة إلى التزود بمعلومات أكثر وأعمق عن النشر الإلكتروني. وقد كان ذلك دافعاً لي لمتابعة الدراسة الأكاديمية المتخصصة".
تستلزم قواعد النشر الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الصحافي أن يكتب خبراً موجزاً واضحاً، كما الحال بالنسبة لموقع "تويتر"، بحسب دعبول. والمغرّد في "تويتر" ملزم بعدد أحرف لا يتجاوز 140.
وتضيف دعبول: "يجب أن يكون الصحافي مواكباً للأحداث، ومتابعاً لتطوراتها، وكأنه وكالة أنباء تبث على الهواء مباشرة، فيكتب خبره المكثف ويسنده بصورة فوتوغرافية أو بفيلم فيديو قصير يؤكد صدق المعلومة التي يقدمها. ومن هنا فإن الصحافي مطالب بأن يكون عارفاً بآلية النشر الفورية التي أصبحت تنافس الإذاعة والتلفزيون، ليس فقط من ناحية سرعة بث الخبر القياسية عبر الإنترنت، إنما بوصول ذلك الخبر بأقل التكاليف إلى أماكن بعيدة وقارات عديدة.
فيكفي أن يمتلك الصحافي هاتفا ذكيا أو جهازا حديثا مربوطا بشبكة الإنترنت، وصفحة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي ليبث عليها الأخبار إلى عدد غير محدود من القراء، أولئك الذين بات بإمكانهم أيضاً التعليق مباشرة على ما يقرأون أو ما يشاهدون. كما أصبح باستطاعة الصحافي موافاة القراء بآخر المعلومات المرتبطة بتطورات الحدث ذاته، وكذلك بالاحتفاظ بأرشيف الأخبار التي يبثها، وبالتعليقات الواردة من قبل القراء عليها، ومشاركاتهم لها".
وكي يتمكن الصحافي من أداء مهمته بنجاح، والتي تمثل الجهة التي ينتمي إليها، أو الفكر الذي يمثله، لا بد من توافر عدة أمور ومهارات، من بينها امتلاكه التقنية الحديثة، أولاً، والمهارات الكتابية ثانياً، والسرعة في العمل كذلك، والقدرة على متابعة الحدث بأقل وقت ممكن. وتقول دعبول: "هذا معناه أن استخدام الوسائل الحديثة في تغطية الأحداث يتطلب من الصحافي أن يكون كاتباً ومذيعاً ومصوراً وناشراً في الوقت ذاته، فينقل الأخبار بسرعة؛ ليضع القارئ في قلب الحدث بالفعل، القارئ الذي يصبح مشاركاً في الحدث ذاته".
من جهته، يرى الصحافي الميداني في إحدى المناطق في سورية، بيروز بيريك، أنّ توفّر وسائل التواصل الإجتماعي وشبكة الإنترنت، انعكسا على مجمل نشاطه وعمله الصحافي إذ "تعرّف على الشبكة العنكبوتية مع بدايات الألفية الثانية، بالتزامن مع ربيع دمشق والحراك الطلابي المعارض ضمن جامعة دمشق".
ويضيف بيريك: "يعود الفضل الأكبر لتواصلي عبر الإنترنت بما يخصّ اتخاذ قراري بخوض العمل الصحافي؛ إذ تعرفت على الوسط الصحافي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وما زلتُ أعتمد على صفحاتٍ على "فيسبوك" خاصة بالصحف والمجلات ودور النشر في متابعاتي وقراءاتي للمقالات والدراسات وحتى المنشورات والتعليقات.
مع بدء الحراك الثوري في مارس/آذار 2011 فُرض واقع جديد، وتداخل العمل بين الصحافي والناشط و"شاهد العيان" وعضو التنسيقيّة. ولم يجد الشخص المتنقّل بين هذه الأوصاف، بدءاً من استعمال الهاتف الجوال في تصوير مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافيّة التي ضجّت بها شبكة الإنترنت والقنوات التلفزيونية المهتمة بالشأن السوري. ويقول: "اعتمدت بشكل كبير على "المحادثة" في تبادل المعلومات التي كان لها في بعض الأحيان وزنها في الميدان، وأنشأت العشرات من المجموعات الفيسبوكية لتبادل المعلومات، بعضها كان احترافياً، والبعض الآخر اتّسم بالعشوائيّة وعدم التحقق وطغيان الشائعات على محتواها".
ويُضيف بيريك: "في المنطقة التي أعمل فيها يعتمد على شبكة الموبايل والإنترنت التركية في المناطق المجاورة للحدود. أما في باقي المناطق فنعتمد بشكل كلي على شبكة الإنترنت الفضائي؛ إذ لا يوجد بديل عنها، وينعكس وجودها بشكل إيجابي ومباشر على عملنا كصحافيين. ولولاها لكنّا في حال يرثى لها، فمقاهي الإنترنت المنتشرة بشكل كبير تسهل تواصلنا، وتسد جزءا كبيراً من نقص التواصل، لا سيما بعد حجب تغطية شبكة الموبايل والإنترنت السورية عن المنطقة".
ويُشير إلى أنّه "في الفترة الأخيرة، وبعد حيازة أغلب الصحافيين كاميرات، انحسر استعمال الموبايل في التصوير، وانحصر في استعمال المحادثة (التشات). نعتمد في ترويج نتاجنا الصحافي على صفحاتنا الفيسبوكية وعلى الإيميل و"تويتر" لإخطار الأصدقاء ومتابعي الصفحة بالمواد والصور المنشورة في المواقع والصحف عبر إدراج الروابط" .
الصحافي محسن إبراهيم، من إذاعة "روزانة"، عاصر مرحلتي الداخل والخارج في سورية. وعن ذلك يقول: "بعد فترة من عملي الصحافي، بدأت الثورة في سورية، وكان لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكاميرا الموبايل أثر كبير خلال ذلك. فقد صوّرت الكثير من الصور والفيديوهات في أوائل أيام الثورة بواسطة موبايلي، بالإضافة إلى أنني كنت متواجداً في مدينة "حماة" أثناء الحراك السلمي الكبير، وكنت أتواصل مع عدد من وسائل الإعلام عبر "فيسبوك" أو "تويتر". وبعد خروجي من سورية ظلت وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً مهماً لنا كصحافيين، سواء للأخبار أو للتواصل. لكنّه يُضيف: "يجب التعامل مع تلك الوسائل بحذر شديد من ناحية نقل الأخبار، لأنه من خلال تجربتنا تم تناقل الكثير من الشائعات والأخبار الكاذبة بواسطتها".
وعن تجربتها، تتحدّث المراسلة الإذاعية نسرين شلغين، فتقول: "في تجربتي كصحافية جديدة، كان تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال جيداً عموماً، ومنحتني فرصة أكبر للحصول على المعلومات، إن كان من مراكز الأبحاث أو المقالات أو الشهادات الحية من الناس.كما أنها تزيد فرصة الإعلامي بالحصول السريع على المعلومة من خارج السياق الرسمي والتقليدي المعتاد في الإعلام والصحافة، لكن مع وجود عقبة واحدة، هي أن دقة المعلومة تحتاج إلى العين الخبيرة وقدرة الإعلامي على فرز المعلومات الصحيحة من غير الصحيحة، والربط العقلاني بين المعلومات، حيث إن كثافة المعلومات حول الحدث الواحد، تجعل ذاتية الإعلامي تبرز أكثر". وتختم قائلةً: "كثيراً ما يقع الإعلاميون في فكرة المعلومات المتواترة بين الناس من دون تدقيقها، فيبثون أخباراً كاذبة أو رسائل تفيد ما يريده بالضبط الطرف الذي أطلق الشائعة".