ينصت الأطفال والنساء في تلك القرية الواقعة شمال شرقي واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، إلى العامل الصحي الذي قصدهم في إطار حملة توعية حول الملاريا. لكنّ هذه الصورة لم تُلتقط حديثاً، فالحملات الصحية في أفريقيا وسواها معلّقة اليوم، على خلفيّة جائحة كورونا.
وقد عبّرت منظمة الصحة العالمية أخيراً عن مخاوف من أن يؤدّي فيروس كورونا الجديد إلى إعاقة جهود مكافحة الملاريا في القارة الأفريقية. وصرّح رئيس فريق المنظمة لمكافحة الملاريا أكباكا كالو بأنّه "ينبغي على كلّ شخص مصاب بالحمّى السعي إلى الحصول على الرعاية الطبية اللازمة". أضاف أنّ "ثمّة مرضى يخشون طلب أيّ علاج في خلال أزمة كورونا، لكنّه لا بدّ من أن يعلموا أنّ الحمّى هي أحد أعراض الملاريا كذلك". وتابع أكباكا أنّ "الملاريا مرض خطير جداً وشائع جداً ويؤدّي إلى الوفاة، لذلك يتعيّن الحصول على العلاج في حال الإصابة بالحمى"، مؤكداً أنّ "ثمّة أدوية فعالة لعلاجه".
وبحسب ما تشير جهات صحية مختلفة، فإنّ الملاريا في عام 2020 سيودي بحياة أطفال أكثر بكثير من الضحايا المحتملين لمرض كوفيد - 19 الذي يتسبّب فيه فيروس كورونا الجديد. وتشدّد الجهات على أنّه لا يمكن للبلدان التي تعاني من جرّاء كوفيد - 19 والملاريا على حدّ سواء، في أفريقيا خصوصاً، أن تولي الأهمية الكبرى للفيروس الجديد على حساب الملاريا. وفي السياق، تتوقّع منظمة الصحة العالمية مئات آلاف الوفيات الإضافية بسبب الملاريا، معظمها من الأطفال، في حال لم تتمسك الجهات المعنيّة باستراتيجياتها للوقاية من المرض والسيطرة عليه.
(العربي الجديد)