وشاهد مراسل "العربي الجديد" في الحسكة سلام حسن، رتلاً كبيراً من القوات الأميركية مؤلفاً من عشرات المدرعات والحاملات الفارغة، عبر مدينة تل تمر، باتجاه الطريق الدولي "M4"، قادماً من منطقة قسرك قرب تل بيدر شمال غربي الحسكة، مشيراً إلى أنّ القافلة الأميركية اتجهت إلى قاعدة صرين قرب عين العرب التي ما زالت تحت سيطرة الوحدات الكردية، ودخلتها، أخيراً، وحدات من قوات النظام السوري، وشرطة عسكرية روسية.
وأفاد بأنّ القوات الأميركية سيّرت دورية في المنطقة الممتدة بين رميلان والقحطانية شرقي القامشلي، في كل من بلدات الجوادية وباب الحديد والمعبدة وقرية شبك، وهي مناطق تتوفر فيها آبار النفط وحقل رميلان النفطي.
وكانت تعزيزات عسكرية أميركية قد دخلت، قبل أربعة أيام، إلى قاعدة قسرك، قادمة من إقليم كردستان العراق عبر معبر الوليد قرب منطقة المالكية، وذلك بعد أن أخلت القوات الأميركية القاعدة من الجنود والآليات العسكرية، يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وتوجهت إلى معبر سيمالكا الحدودي مع العراق في المالكية.
وجاءت عملية الانسحاب حينها، تنفيذاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سحب جزء من القوات الأميركية من سورية، لكن ترامب تراجع عن تصريحاته وقال إنّ "عدداً محدوداً" من الجنود الأميركيين سيبقون في سورية، بعضهم ليحمي حقول النفط، فيما سينتشر البعض الآخر في قاعدة التنف على الحدود السورية - الأردنية.
دورية روسية
من جهتها، توجهت الشرطة العسكرية الروسية، من معبر عليشار الواقع على الحدود السورية الشمالية، في طريق دورياتها المقبلة المشتركة مع الوحدات التركية.
وتضم وحدة الدورية الروسية 3 سيارات مدرعة وناقلة جنود مدرعة. ويبلغ طول طريق الدورية 160 كيلومتراً، وستسير بمحاذاة الحدود السورية التركية ولن تبعد عنها أكثر من 10 كيلومترات، بحسب موقع "روسيا اليوم" الذي نقل عن ضابط الدورية إيفان جوكوف قوله: "إنّ الطريق صعبة، لذلك نحاول منع دخول القافلة العسكرية بمثل هذا العدد الكبير من المعدات العسكرية إلى عين العرب. وسنسير حول المدينة على الطرق الريفية".
ووقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم تضم 10 بنود، وتقضي بدخول وحدات الشرطة العسكرية الروسية وحراس الحدود السوريين إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج حدود منطقة عملية "نبع السلام" العسكرية التركية. وستساعد هذه الوحدات في سحب القوات الكردية وأسلحتها من المناطق الحدودية، كما ستقوم بالدوريات المشتركة مع الوحدات التركية.
وعلى الصعيد الميداني، أفاد مراسل "العربي الجديد" سلام حسن، بأنّ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) استعادت، ليلة أمس واليوم صباحاً، قرى رجلة الحمرا والمناخ والسيباطية والقاسمية بالريف الشمالي لتل تمر، بعد معارك مع "الجيش الوطني" المدعوم من القوات التركية.
من جانبه، قال "الجيش الوطني" عبر معرفاته الرسمية، اليوم الخميس، إنّ مقاتليه سيطروا على قرى جديدة في محور رأس العين بالقرب من الحدود السورية التركية، كانت بيد المليشيات الكردية.
وأوضح أنّ القرى الجديدة التي سيطر عليها بمنطقة رأس العين هي، بيت الحواس، وخربت جمو، وبيت العلو، والمحمودية، وخربت فراج، والقاسمية، وبيت العبدة، وكنبهر، والفيصلية، حمي عيشي، الحجي، بعيرير، المناجير، السفح، وتل العصافير.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ الطيران الحربي التركي دمّر، صباح اليوم، برجين ضمن صوامع الحبوب، بهدف منع أي عملية تخزين للحبوب بداخلها. وحسب المرصد فقد دارت، اعتباراً من فجر اليوم، اشتباكات في محيط قرية شركراك بالقرب من تل عيسى بريف الرقة، بعد مهاجمة "الجيش الوطني" مواقع لـ"قسد" ما أسفر عن مقتل 8 من عناصره بعد وقوعهم في منطقة ألغام.
Facebook Post |
ونقل المرصد عمن وصفها بمصادر موثوقة قولها إنّه بعد اجتماع غرفة العمليات المشتركة بين "قسد" وقوات النظام السوري الموجودة بتل تمر والدرباسية، أخبرت قوات النظام "قسد" بأنهم "لم يتلقوا أوامر بالانسحاب من المناطق التي انسحبوا منها، أمس الأربعاء، في محيط تل تمر وريف الدرباسية، وأنّ ما حدث كان فراراً من العناصر التي اقتربت من خط الاشتباكات، بسبب مخاوفهم بعد أسر ومقتل زملائهم، خلال المعارك الأخيرة مع الجيش الوطني، دون وجود تغطية جوية أو دعم بري بالأسلحة الثقيلة". وأضافت أنّ الجانب الروسي أبلغ "قسد" أيضاً بأنّ جميع القرى ابتداء من بلدة الأسدية جنوب رأس العين وصولاً إلى الدرباسية، ستكون ضمن نفوذ "قسد".
Facebook Post |
إلى ذلك، جددت "قسد" رفضها لدعوة النظام لها الانضمام إلى صفوف قواته. وأكد قائد "قسد" مظلوم عبدي، في تغريدة له على "تويتر" رفض مقترح وزارة دفاع النظام، دمج عناصر "قسد" بشكل فردي ضمن قواتها، معتبراً أنّه "كان الأحرى بالوزارة تقديم حل على ضوء ما اقترحناه، وهو المحافظة على خصوصية قواتنا في مناطق انتشارها، ضمن الاتفاق المعلن مع الروس"، بحسب قوله.