توقفت قطر، أكبر مورد للغاز المنقول عن طريق البحر إلى بريطانيا، عن إرسال شحنات جديدة منذ عدة أسابيع، إذ إن طلبات الشراء من كوريا الجنوبية تمتص معظم الإمدادات.
ولم يصدر حتى الأن بيان رسمي عن وزارة النفط القطرية توضح أسباب هذا التحول، وما إذا كان مؤقتاً أم دائماً.
وحسب خبراء نفط " يبرز هذا التحول في الموقف القطري مدى هشاشة وضع بريطانيا في الحصول على الغاز الطبيعي المسال من أكبر منتج في العالم في وقت يتعامل فيه تجار الغاز في بريطانيا مع أسواق متقلبة، إضافة إلى اقتراب موعد ذروة الطلب في فصل الشتاء".
لكن محللين ومصادر في قطاع النفط بالعاصمة لندن قالوا "إن تكدس الناقلات خارج الموانئ الأرجنتينية ومنشأة التصدير في ترينيداد وتوباغو، وأيضا احتمال تغطية الطلب بالكامل في كوريا الجنوبية قد يسهم في تخفيف قلق بريطانيا في المستقبل القريب".
وتزايد اعتماد بريطانيا -التي كانت مصدراً صافيا للغاز حتى عام 2004- على واردات الغاز عبر الأنابيب من النرويج وأوروبا والغاز الطبيعي المسال من قطر نظراً لأن إنتاجها من بحر الشمال انخفض بشكل سريع على مدار العقد الماضي.
كما أن نقص شحنات الغاز الطبيعي المسال يعد من أسباب ارتفاع أسعار الغاز في بريطانيا 84 بالمئة منذ التاسع من سبتمبر / أيلول إلى 38.05 بنساً لكل وحدة حرارية.
وعلى عكس اتفاقات قطر طويلة الأمد مع عملائها الآسيويين وبعض العملاء الأوروبيين، لا تخضع الشحنات المنتظمة إلى بريطانيا لضمانات تعاقدية وفي حالات عديدة يمكن تحويل الشحنات إلى أسواق تمنح أسعارا أفضل.
وأبحرت آخر ناقلة لتفرغ حمولتها في بريطانيا من ميناء رأس لفان القطري يوم 4 سبتمبر / أيلول ووصلت إلى مرفأ ساوث هوك في ويلز في مطلع الأسبوع الماضي.
وقال محللون إن الناقلتين القطريتين "رشيدة" و"موزة" قد تتجهان إلى بريطانيا لكنهما لا تزالان على بعد أسبوع وأسبوعين من الموانئ البريطانية على الترتيب، ولم تعلن أي ناقلة رسميا حتى الآن أنها تتجه إلى بريطانيا.