قصص لأطفال السكري تحاكي الواقع

14 نوفمبر 2018
تقبل المرض جزء مهم من العلاج (العربي الجديد)
+ الخط -
لا يتقبل الأطفال إصابتهم بالمرض، لكن الصعوبة تغدو أكبر إذا أصيبوا بمرض مزمن سيرافقهم مدى الحياة، مثل مرض السكري.

مواقف كثيرة يعيشها أطفال السكري تثير غضبهم وحزنهم وبكاءهم واعتراضهم، نسجنا حولها قصصاً تحاكي الواقع، وتبيّن أن الأسرة المتفهمة والمساندة تساعدهم على تخطي تلك المشاعر، واستبدالها بما هو إيجابي يمدّهم بالثقة في أنفسهم وبالآخرين. 



قصة الطفل وليد
يرفض وليد مرضه بداء السكري، ويشعر بالغضب لأنه مجبر على تناول حقن الأنسولين يومياً بدون انقطاع. يخبر والده أنه حين يكبر سيتحول إلى "سوبرمان" كي يخفي الحقن نهائياً.

يحتاج أطفال السكري إلى دعم واهتمام كبيرين كي يتقبلوا مرضهم، وبأنهم مختلفون عن غيرهم. والمسؤولية الملقاة على أسرهم ليست بسيطة لكنها غير مستحيلة.

مرض وليد غيّر حياة العائلة بكاملها، لكن حين يتقبل الأهل مرض صغارهم ويتصرفون بوعي وخبرة ودعم، تنتقل المشاعر الإيجابية للصغار تلقائياً ويتحلّون بالشجاعة والقدرة على المواجهة مهما كانوا صغاراً.


قصة الصغيرة سلمى

لا تريد سلمى أن تذهب إلى مدرستها اليوم، وشكت لأمها أنها لا تريد تناول الفاكهة بل تحب أكل الشوكولاتة مثل رفيقاتها. ويبدو أن التعامل مع الصغيرة في المدرسة لا يراعي إصابتها بالسكري، كما أن السماح للتلاميذ جميعاً بتناول ما هو مضر لصحتهم بدل إلزامهم بأكل المغذيات وتعويدهم عليها، يساعد على انتشار الأمراض بينهم لاحقاً ومنها مرض السكري.

سلمى تحتاج لاهتمام خاص من المدرسات والإدارة، وإلى توعية التلاميذ بأن مريض السكري لا يستطيع تناول الحلويات في أي وقت وبكميات كبيرة. ويبدو أن شكوى سلمى تخفي أيضاً عدم أخذ المدرسين في الصف وفي الملعب وضع سلمى في الاعتبار، وبأنها تحتاج لمزيد من المراقبة وتلبية حاجاتها النفسية أيضاً.

حين تتعامل المدرسة مع أطفال السكّري بدون تمييز، ولا تحرمهم من النشاطات والرحلات، وتتحمل مسؤولية مراعاتهم والانتباه لهم، عندها يتعلق الطفل بمدرسته ويجد فيها ملاذاً آمناً يعطيه حقوقه ويتقبل مرضه ويرسخ الثقة بنفسه وبالآخرين.


قصة ماجد ورفيقته هبه
لا يحب الأطفال الحقن على أنواعها لأنها مؤلمة. لكن الصغير ماجد، اعتاد الحقن لكونه مصاباً بالسكري. ويخضع ماجد لفحص مستوى السكر بالدم ثلاث مرات يومياً، ولديه جهاز خاص للقياس. قبل الفحص يستعدّ ماجد فيغسل يديه جيداً ويجففهما، وبوخزة بسيطة في إصبعه تخرج قطرة دم صغيرة توضع على الجهاز الذي يوضح لوالده كمية الأنسولين التي يحتاج إليها صغيره.

بعد وخزة الإصبع يحتاج ماجد إلى حقنة الأنسولين التي اعتادها أيضاً، ويحتاج إليها أكثر من مرة في اليوم لكي يبقى بصحة جيدة. لذلك شجع الصغيرة هبة على تناول الحقنة من دون خوف، وأخبرها أنه عندما يكبر سيعتمد على نفسه ويأخذ الحقن دون مساعدة من أحد.

قصة مازن والشوكولاتة
حين أكل مازن الشوكولاتة لم يعترف لأمه بذلك، ربما خشي أن تؤنبه لأنه مصاب بالسكري، لكن في الحقيقة هي تخاف على صحته. والدة مازن تعرف تماماً أن ابنها يستطيع تناول الحلويات رغم أنه مصاب بالسكري، لكن بكمية متوازنة مع الأدوية. والطفل الذي يتناول يومياً جرعات الأنسولين، يتعلم من أسرته وطبيبه كيف يحتسب وحدات الكربوهيدرات (النشويات والسكريات والفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب والبقوليات) التي يأكلها، وبهذه الطريقة يعيش مريض السكري حياة طبيعية.

مازن لم يحرمه الطبيب من أكل الشوكولاته بالمطلق، لكنه طلب منه أكل القليل منها كي يبقى بأحسن صحة، على أن تحسب والدته الكمية المناسبة في الوقت المناسب.


قصة سامي والعطش
شعر الطفل سامي بالذعر حين بلل ثيابه قبل أن يتمكن من الوصول إلى المرحاض، ودخل في نوبة بكاء حادة منادياً أمه طلباً لمساعدتها، فهو يحتاج إليها في هذه اللحظة أكثر من أي وقت آخر. لا بأس إذا بلل سامي ملابسه لكونه مصاباً بالسكري، خصوصاً في الليل. فأطفال السكري يشعرون بحاجتهم للتبول بكثرة لأنهم يعطشون كثيراً، ويكثرون من شرب الماء لتخفيف عطشهم. وكثرة التبول والعطش هما عارضان من أبرز أعراض المرض.

يتبول الطفل المصاب بالسكري لا إرادياً في الليل، وكل ما يحتاج إليه الطفل في هذه الحالة هو الاحتضان والتخفيف من جزعه، وأخذ حمام دافئ وتبديل ملابسه بأخرى جافة ونظيفة. وتقتضي متابعة الأهل لطفلهم الصغير باصطحابه إلى الحمام أكثر من مرة، وعلى الحضانة أو المدرسة مراعاة تلك الحاجة لديه. كما أن تنظيم مواقيت طعامه وشرابه، وتقليل كميات شربه للماء قبل النوم، وإيقاظه في الليل لقضاء حاجته تخفف من المشكلة إلى حد كبير.




قصة سامر والحقن
سامر أصيب بداء السكري وهو في الثانية من عمره، أصبح في الثالثة عشرة ولكنه لم يعتد حقن نفسه بالأنسولين. يلقى التشجيع من أهله، لكن يبدو أن ذلك ليس كافياً له.

هو يعلم جيداً أن السكري مرض سيلازمه طوال العمر، ولا مفر من التعامل معه باهتمام وعناية. ولكن سامر يمر بمرحلة من الحزن لأنه مريض، والشعور بالاختلاف لأنه غير قادر على مجاراة رفاقه بكل نشاطاتهم الرياضية ورحلاتهم على الدوام.

هي مشاعر طبيعية تسيطر في فترات معينة على المصابين بأمراض مزمنة، لكن التغلب عليها يحتاج أحياناً لدعم أكبر يجعلهم يتقبلون المرض ويتعايشون معه بسلام، ولا يفقدون البهجة والمرح في حياتهم اليومية.

جمعيات كثيرة توفر الدعم النفسي لمرضى السكري وتساعدهم على تخطي مشاعر الإحباط، وتدفعهم باتجاه الاعتماد على أنفسهم. وتقديم هذا النوع من الدعم لسامر سيجعله قادراً بدون شك على متابعة علاجه بنفسه.

دلالات
المساهمون