منذ استقلال باكستان عن الهند في العام 1947 كانت الحكومة الفدرالية تدير مناطق القبائل الباكستانية، بواسطة قانون خاص يسمى "إيف سي أر". لكن القبائل تصف هذا القانون بالجائر أو الأسود، كونه يحرم القبائل الكثير من حقوقها. فبموجبه لا محكمة في مناطق القبائل ولا برلمان، وتبقى أوامر الحكومة الفدرالية سارية المفعول. وبموازاة ذلك، كان النظام القبلي بمثابة حكومة موازية، غير أنها اضمحلت بعد أن سيطرت التنظيمات المسلحة على المنطقة، ثم سيطر الجيش عليها بشكل كامل إثر القضاء على تلك التنظيمات في العام 2013.
وأخيراً، وبعد تحرك القبائل لنيل حقوقها، بدأت الحكومة الباكستانية تفكر بتغيير النظام هناك. ودعا البعض لأن تكون تلك المناطق إقليماً جديداً، أو لتكون بمثابة منطقة جلجت بلتستان أو "كشمير الحرة"، وذلك بهدف أن يكون لها حكومة مستقلة، لكن يبدو أن الجيش لم يكن راضياً عن ذلك، وحرض على ضم تلك المناطق إلى إقليم خيبربتختونخوا، وهو ما أيدته الحكومة بعد سجالات طويلة داخل البرلمان وخارجه. وعلى الرغم من معارضة بعض الأحزاب السياسية والدينية، فإن البرلمان الاتحادي أقر قانون انضمام القبائل إلى إقليم خيبربختونخوا، وهو ما وافق عليه أيضاً برلمان الإقليم في 27 مايو/أيار الحالي. لكن هذا الأمر أغضب القبائل، التي أحاط أعضاؤها بمبنى البرلمان. وترفض القبائل القانون، كونه أقر من دون التشاور معها، ومن دون أخذ رأيها بعين الاعتبار، كما تدعي. وقال شفاعت حسين أفريدي، الذي حضر من منطقة جم في مقاطعة خيبر القبلية للاحتجاج أمام مبنى البرلمان الإقليمي، "لن نقبل هذا القرار. نحن القبائل لا بد أن نقرر بشأن مستقبلنا. أما ما فعلته الحكومة، فهو لأجل خطف الأضواء والقضاء على الحركة التي بدأتها القبائل لنيل حقوقها. الآن استفاقت الحكومة كي تخدعنا على مر السنوات المقبلة". وبعد أن رفض المتظاهرون الغاضبون التوقف عن مسيرتهم باتجاه مقر برلمان الإقليم، اندلعت اشتباكات مع قوات الأمن، ما أدى إلى إصابة 20 متظاهراً، كما تدعي الشرطة، ومقتل إثنين من المحتجين كما تدعي القبائل.
كذلك قد تستفيد أطراف أخرى من موضوع الخلاف بين الحكومة الباكستانية والقبائل، وسط معارضة أحزاب دينية وسياسية، بينها الحركة القومية البشتونية بزعامة محمود خان أجكزاي، وجمعية علماء الإسلام بزعامة المولوي فضل الرحمن، وهي تعد من أكبر الجماعات الدينية، لقرار السلطات، بحجة أنه ليس علاجاً ناجعاً لما تعاني منه القبائل. كما قد تستفيد "حركة حماية البشتون" من غضب القبائل من القرار. وكانت الحركة أعلنت أنها ستطلق المرحلة الثانية من الاحتجاجات بعد عيد الفطر.