قرارات النيابة المصرية تتضارب بحسب وظائف المتهمين بقضايا الكلاب

قررت نيابة القاهرة الجديدة المصرية، برئاسة المستشار محمد سلامة، اليوم الأحد، إخلاء سبيل مالك كلبين اعتديا على ضابط شرطة يدعى عمرو رامي بمدينة الرحاب، وذلك بكفالة مالية قدرها ألفا جنيه، مع حبس حارس العقار الخاص به أربعة أيام على ذمة التحقيق، بحجة عدم وجود الأول (رجل أعمال) أثناء حدوث الواقعة، وترك الثاني باب الفيلا مفتوحاً.

وأمرت النيابة بالتحفظ على الكلبين في واقعة الهجوم على ضابط الشرطة، وإصابته بمنطقة التجمع الأول شرقي القاهرة، وإيداعهما الحجر البيطري تحت الملاحظة 15 يوماً، وتشكيل لجنة من مديرية الطب البيطري لفحصهما، وبيان نوعهما وجنسهما ولونهما، وما إذا كان أي منهما يعاني أحد الأمراض، أو صادراً بشأنهما تراخيص من مديرية الطبّ البيطري من عدمه.

وسبق لقسم شرطة التجمع الأول أن تلقى بلاغاً من أحد المستشفيات يفيد بوصول ضابط مصاب، وتبين من الفحص أنه تعرض لعقر من كلبين شرسين بمنطقة الرحاب. وقال المجني عليه خلال تحقيقات النيابة إنه "كان ينتظر صديقاً له مساء يوم الجمعة الماضي، وفوجئ بهجوم كلبين غير مقيدين عليه، ومحاولتهما الفتك به لولا تدخل الأهالي، وإنقاذه من بين فكيهما".

وأخلت النيابة ذاتها قبل أيام قليلة، سبيل مالك كلبين هاجما الطفل محمد إيهاب سماحة في مدينة مدينتي، وأصاباه بجروح شديدة في وجهه وأنحاء جسده، بكفالة مالية قدرها ألفا جنيه، بعدما تبين أنه أحد القضاة. وقررت النيابة إيداع الكلبين تحت الملاحظة بالحجر البيطري 15 يوماً، وتشكيل لجنة من مديرية الطبّ البيطري لفحص الكلبين، وبيان نوعهما.

وفي واقعة لافتة، استقبل وزير العدل المصري حسام عبد الرحيم، يوم الإثنين الماضي، الطفل الذي تعرض للعقر رفقة والده، والتقطا الصور التذكارية، لدفع الوالد للتنازل عن المحضر المحرر ضد أحد القضاة، ما استقبله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة، إزاء التمييز الذي يتبعه النظام الحاكم بين المواطنين، وفقاً لوظائفهم ومستواهم الاجتماعي.





وحسب تعليقات ناشطين على مواقع التواصل، فإن ضابطاً تعرض للعقر من كلبين بمنطقة (البنفسج 2)، بالقرب من البوابة (13) لمدينة الرحاب، وعلى الفور نُقل إلى المستشفى العام، وأجريت له عملية جراحية عاجلة، في حين أخلت نيابة القاهرة الجديدة سبيل المهندس مالك الكلبين، لكونه أحد رجال الأعمال المعروفين، وحبست حارس العقار بدلاً منه، مثلما فعلت مع القاضي في الواقعة الأولى.

وتداولت العديد من الصفحات المغلقة لسكان منطقة القاهرة الجديدة على موقع "فيسبوك"، إحدى التدوينات غير الموقعة على نطاق واسع، التي تقول إن "أسبوعاً واحداً فرق بين الواقعتين، لكن القانون تغير بسبب وظيفة صاحب الكلاب. هذه هي العدالة التي نعيشها في مصر، عدالة بنت كلب زي اللي بيطبقوها"، على حد تعبير كاتبها.