أفادت مصادر طبية عراقية، اليوم الجمعة، بمقتل متظاهرين اثنين برصاص الأمن في العاصمة بغداد، بينما اتسعت رقعة التظاهرات في البصرة وذي قار والقادسية والمثنى وبابل وكربلاء.
كما تحدثت المصادر نفسها عن تسجيل 50 إصابة وحالات اختناق في صفوف المتظاهرين.
كما تحدثت المصادر نفسها عن تسجيل 50 إصابة وحالات اختناق في صفوف المتظاهرين.
ويشارك الآلاف في التظاهرات، ويتوقع أن يزداد العدد بالساعات المقبلة وسط حضور لافت للمرأة العراقية في هذه التظاهرات.
وتتركز التظاهرات في بغداد بساحة التحرير وأمام جسر الجمهورية وساحة الطيران وعند محيط المنطقة الخضراء، التي سجلت محاولتي اقتحام حتى الآن من قبل المتظاهرين، حيث استخدم الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وسط خلوّ المنطقة الأهم في العاصمة من المسؤولين الحكوميين أو البرلمانيين وتشديد إجراءات الأمن بمحيط السفارتين الأميركية والبريطانية داخل المنطقة الخضراء على نهر دجلة.
وقطعت قوات الأمن ثلاثة جسور تربط جانبي الكرخ والرصافة ببغداد على نهر دجلة، وسط استمرار زيادة عدد المتظاهرين الذين رددوا شعارات من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام" وفي استنساخ لشعارات أطلقت في لبنان رددوا فيها أيضا "كلهم يعني كلهم".
وفي كربلاء سجلت تظاهرات في شارع التربية، كما سجلت حتى الآن تظاهرات في ذي قار والديوانية والمثنى وميسان وواسط، بينما ما زالت البصرة تعيش حالة تأهب أمني غير مسبوقة.
وقال مراسلو "العربي الجديد" في ذي قار وبابل وكربلاء إن قوات الأمن العراقية تلقت أوامر بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين خاصة مع نزول مسلحي "سرايا السلام"، التابعين لمقتدى الصدر إلى التظاهرات حماية لها من أي عمليات قمع متوقعة تحدث على غرار تظاهرات الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وأكد أن "قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين المتجهين نحو المنطقة الخضراء بعد تمكنهم من طرح الكتل الإسمنتية أرضا التي وضعت على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء رغم ضخامتها"، معتبرا أن "خطاب عبد المهدي كان له أثر في خروج التظاهرات، كونه مكرراً وحشو وعود، ما دفع المترددين للخروج فعلا إلى التظاهرات".
وأكدت مصادر طبية عراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، تسجيل 23 حالة اختناق جراء قنابل الغاز، فضلا عن إصابتين جراء رصاص مطاطي بعد تصدي الأمن العراقي لمحاولة اقتحام المنطقة الخضراء والوصول إلى بوابة البرلمان ومبنى وزارة الدفاع العراقية.
وقال ضابط برتبة عقيد في قيادة عمليات بغداد لـ"العربي الجديد"، إن التوجيهات صارمة بعدم استخدام الذخيرة الحية إلا في حال تم تهديد أمن المنشآت الرسمية السيادية العراقية والبعثات الدبلوماسية"، مؤكدا أن هناك خشية ممن وصفهم بـ"المخربين"، لحرف مسار التظاهرات عن سلميتها.
في الأثناء، نصحت الولايات المتحدة الأميركية رعاياها بتجنب السفر إلى العراق، وقالت السفارة الأميركية ببغداد، في تنبيه، إنه "وفقا للتقارير فإنه من المتوقع أن تكون تظاهرات الجمعة واسعة النطاق، وستبدأ بعد صلاة الجمعة. قد يرى المواطنون الأميركيون وجودا مكثفا للشرطة، وكما حصل في التظاهرات السابقة، من المحتمل إغلاق الطرق في جميع المدن الكبرى بما في ذلك بغداد".
وأكدت أن "الإجراءات الواجب اتخاذها هي تجنب السفر إلى العراق وتجنب أماكن التظاهرات، والامتثال لتعليمات السلطة، ومراقبة وسائل الإعلام المحلية لمعرفة الأخبار الجديدة".
وأشار إلى أن الحكومة ستعمل أيضا على تعديل قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة، ومنع الجماعات المسلحة من تشكيل أحزاب سياسية.
ودعت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، في بيان، "المتظاهرين السلميين إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات"، وذكرت في بيان لها، أن اللجنة تدعو إلى التواصل معها حول أي انتهاكات أو قمع أو اعتقال بحق المتظاهرين، ودعت قوات الأمن إلى العمل على حماية المتظاهرين.