ويشير المصدر إلى أن "اتفاقاً تم بين إقليم كردستان العراق والولايات المتحدة، مطلع الشهر الحالي تضمّن إنشاء قاعدتين عسكريتين للجيش الأميركي، واحدة في محافظة أربيل تحديداً في بلدة حرير(70 كيلومتراً شمال مدينة أربيل)، التي تضم في الأساس مهبطاً للطائرات كانت السلطات العراقية قد أنشأته في السابق، بينما تقع القاعدة الثانية بمحافظة دهوك المحاذية للحدود العراقية التركية". ويلفت المصدر إلى أن "عمليات إنشاء القاعدتين دخلت مرحلة التنفيذ الفعلي". ويؤكد أن "القرار بإنشاء القاعدتين جرى بشكل سريع وعاجل، ولن يتم الإعلان عنه لاعتبارات سياسية تتعلق بإيران والتدخل الروسي الأخير في سورية".
إلا أن دورية شهرية ناطقة باللغة الكردية، تنقل في عددها الأخير الصادر، أمس الخميس، عن مصادر لم تفصح عنها، معلومات إضافية حول القاعدتين الأميركيتين. وتفيد الدورية بأن "الولايات المتحدة باتت تدرك أهمية وتأثير إقليم كردستان في الحرب ضد الإرهاب وتحطيم أسطورة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فضلاً عن دور الإقليم في احتضان مليوني لاجئ ونازح من دون مشاكل، وأهميته لجهة وجود احتياطيات كبيرة من الطاقة فيه، ما يدفع القوى الكبرى إلى الإسراع بنقل مصالحها إليه".
اقرأ أيضاً كردستان العراق: لا نملك راداراً لتحديد الطائرات والصواريخ فوقنا
وتؤكد الدورية "عدم وجود ربط بين البدء بإنشاء القاعدتين العسكريتين الأميركيتين في إقليم كردستان، وبين التحركات الروسية الأخيرة في سورية ودخولها الحرب إلى جانب إيران في الجبهة المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد".
ويعتبر إقليم كردستان نفسه، حليفاً للغرب وللولايات المتحدة في موضوع "محاربة الإرهاب"، كما يُفضّل التقارب مع الدول الغربية على التقرّب من إيران وروسيا، على الرغم من وجود نفوذ لإيران ومصالح اقتصادية روسية، تتمثل بعقود تنقيب عن النفط لشركة "غاز بروم".
ويتحفظ إقليم كردستان على انضمام الحكومة العراقية إلى تحالف جديد بقيادة روسيا يضمّ إيران والعراق وسورية، والتخلي عن الولايات المتحدة. غير أن ردّة فعل رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، إزاء احتضان بغداد عمليات تنسيقية للتحالف الرباعي الجديد، جاء دبلوماسياً عندما دعا في بيان له أمس، إلى "قيام تنسيق بين دول التحالف الجديد بقيادة روسيا والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة تنظيم داعش، لأن ذلك سيضمن تحقيق تقدم كبير في الحرب".
ونقل البيان أيضاً على لسان البارزاني وأثناء لقائه وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، قوله إن "الوضع سيتعقّد أكثر إن لم يكن هناك تنسيق وتعاون بين دول التحالف ضد داعش وروسيا ولن يتحقق الاستقرار في المنطقة".
ووجّه البارزاني انتقادات للعالم في موضوع التصدي لتنظيم "داعش"، مضيفاً أن "العبء الأكبر في هذه الحرب يقع عملياً على عاتق قوات البيشمركة في كردستان، وأن العالم لم يقف حتى الآن بالمستوى المطلوب بوجه هذه الظاهرة الخطيرة". ويشدد على أنه "لا يُمكن استخدام الإرهاب كورقة ضغط من قبل دولة ضد أخرى".
اقرأ أيضاً: مظاهرات وإضرابات عمالية في كردستان العراق لتأخر الرواتب