في. إس. نيبول.. رحيل الروائي الإشكالي

12 اغسطس 2018
في. إس. نيبول
+ الخط -

رحل ليلة أمس الروائي الهندي البريطاني في إس نيبول (1932-2018) تاركاً خلفه أسئلته عن الهوية والمنفى والانتماء والاغتراب، في أكثر من ثلاثين كتاباً بين رواية ودراسات وكتب الرحلات ألفها حائز نوبل عام 2001، وبوكر 1971.

رغم أسلوبه الأدبي الجميل ولغته الثرية وعالمه السردي الغني والمركب، إلا أن كتابات نيبول كانت دائماً تحمّل الإنسان الذي يكبر في فقر دول العالم النامي مسؤولية كل شيء هو فيه، متجاهلاً التاريخ الكولونيالي، وهو ابن إحدى المستعمرات الكبرى للتاج البريطاني.

في أدبه، يوشك نيبول أن "يزدري" إنسان العالم الثالث وطريقة تفكيره ونمط حياته وتقاليده وهذا ما يظهر في شخصيات رواياته، وهي مسألة عرّضته للانتقاد حتى من كتاب أوروبيين.

بعد إعلان رحيله، كتب الروائي سلمان رشدي على حسابه في تويتر "اختلفنا في حياتنا، حول السياسة والأدب، لكنني أشعر بالحزن كما لو أنني فقدت أخي الأكبر".

شعور نيبول بالاغتراب لم يترافق مع هجرته إلى لندن، لكنه شعور قديم ألفه بعد أن هاجرت عائلته من الهند إلى جزيرة ترينيداد القريبة من جزر الكاريبي، وعن تلك الفترة يقول "إنه لم يشعر أبداً بأنه في بلده"، أما طفولته فيقول عنها "كانت طفولة بشعة، وكانت عائلتي رهيبة وكبيرة، ولم يكن فيها أي جمال، بل إنها كانت عائلة مليئة بالحقد".

الفرصة التي حصل عليها نيبول للهروب من جحيم العائلة كانت منحة للدراسة في جامعة أوكسفورد، وهي فترة يقول فيها الشاب الذي كان يحلم بالأدب منذ كان في العاشرة "كانت درجة علمية بلا قيمة، ولم أجد في أكسفورد إلا العزلة واليأس، فقد كنت أعد نفسي لشيء آخر غير ما كنت أدرس وكنت أذكى من معظم زملائي".

نشر نيبول روايته الأولى بعنوان "عامل التدليك المتصوّف" عام 1955، وفي البداية لم يلتفت إليها أحد إلى أن حازت جائزة مخصصة للأدباء الشباب.

لم يكن الراحل شخصية محبوبة بل إشكالية ساخرة، وفي كثير من المرات قدّم سخرية في غير محلها، فقد كان يمكنه أن يجادل في أي شيء بلا عمق كبير، فيحاجج في الأثر الكارثي للإسلام على الاستعمار، وفي عام 2001 طالب السعودية ومصر والجزائر وباكستان بدفع تعويضات إلى أميركا بعد أحداث 11 سبتمبر.

في مرة أخرى لم يخف تمييزه ضد النساء، فيقول إنه يستطيع أن يميز كتابة المرأة بقراءة فقرة واحدة من عمل ما. وقد خاض في جدل وصراع أقرب إلى المشاجرة مع ديريك والكوت، وقد وقع شجار كبير بين الشاعر والروائي، وقام الأخير بعضّ والكوت الذي قال "لقد عضني، لا بد أن أتجنّب الإصابة بوباء، وإلا فإنني سأموت مثلما هو أدب نايبول ميت".

كان نيبول متعدد العلاقات مع النساء، وعنيفاً معهن ويوصف بالغرور والفظاظة، وقد اعترف لكاتب سيرته باتريك فرنش أن العنف الذي مارسه على حبيبته مارغريت غودينغ ذهنياً وعاطفياً قد يكون تسبب بقتلها وكانت قد لقيت حتفها في حادث سيارة مروّع.

من أهم روايات نيبول: "شارع ميجيل"، ومنزل السيد بيسواس"، والمحاربون"، و"في منعطف النهر"، و"الهند ألف ثائر وثائر".

دلالات
المساهمون