31 مايو 2017
في أصل الصحوات السوريّة وملحقاتها
"هل تعلم ما هو الجيد بشأن الحقيقة؟ أنّ الجميع يعلم ما هي، مهما طال الزمن الذي استطاعوا فيه العيش من دونها. لا أحد ينسى الحقيقة، فرانك، لكنّهم يصبحون أكثر براعة في الكذب فقط". ما قالته آن ويلر لزوجها في رواية "الشارع الثوري"، للأميركي ريتشارد يايتس، يصح كذلك لوصف ما يحصل في سورية. فثمة شيء نتن يحدث أمامنا بعد خمس سنوات من ثورةٍ حصيلتها مقتل نحو نصف مليون وتهجير عشرة ملايين. هي ثورة تآمرت عليها كلّ دول العالم تقريبا. هذا نعرفه. لكن، ما لم يعلن أخيراً أن التآمر على الثورة تكلّل بمشاركة المعارضين أنفسهم فيه، بعجرهم وبجرهم، فقد نجح الأميركيون والإيرانيون، وبمساعدة الطيران الروسي السفّاح، بفرض "هدنةٍ" قبلتها المعارضة السياسية ضدّ كل منطق ثوري عقلاني، كان يجزم أن الأمر سيكون كارثياً. وبالفعل، أدّى ذلك في المحصّلة النهائية لاستحداث النسخة المحدثة والناجحة من الضوابط التي حوّلت المعارضة إلى قوات "صحوات" سوريّة. أتى ذلك بعد محاولات عديدة فاشلة للأميركيين في تشكيل نواة لمليشياتٍ أو جيوشٍ تقاتل "داعش" فقط من دون نظام الأسد من مرتزقة عرب سنة. لكن، هذه المرة، اشتملت "الصحوات السورية"، في نسختها الأرقى، على جيوشٍ من المعارضين السياسيين والناشطين الإعلاميين السوريين والعرب، علمانيين وإسلاميين ("سنُّة" على فكرة)، بالإضافة إلى مقاتلين (سنّة أيضاً) من فصائل الجيش الحرّ وفصائل إسلاميّة صنّفت "معتدلة"، بعد تأديبها وتأدّبها، وجدوا أنفسهم في الخندق نفسه مع قاتلهم (ما زال يقتل) وحلفائه المجرمين. وباتوا يشاركونه، مسرورين الآن، بقتال كل من يخالف تحالف أميركا وإيران وروسيا وحزب الله، تحت راية "قتال داعش".
ففي سورية، المستعمرة الإيرانية اليوم، هناك فرق سياسي شاسع بين "داعش"، التنظيم المعروف الذي يعمل بلا خجل أو وجل لتأسيس "خلافةٍ سنيّة"، و"داعش" كما يعنيه واقعيّاً تحالف نظام الأسد وأميركا وإيران. إّن تسمية "داعش" عندما يستعملها هؤلاء تعني كلّ من يقف ضدّهم، وتشمل عمليّاً كل العرب السنة الذين يواجهونهم، مهما كانت هويّتهم الأيديولوجية. لكن هذا الفرق السياسي الحادّ والمفهومي يبدو أمراً غير ذي صلة بالنسبة للخطاب السائد للمعارضة السورية التي تلهث للدخول إلى "سورية الجديدة" التي يريدها باراك أوباما وعلي خامنئي بأيّ ثمن.
كتب وائل عصام مقالاً شرح فيه ما يكفي من حيثيات "هدنة" المعارضة مع الأسد في صحيفة القدس العربي (25 مارس/ آذار 2016)، جاء فيه أن "فصائل الهدنة باتت ضمنيًاً في صفّ النظام في معركته مع الجهاديين". وتبيّن فعلاً أن "هدنةً" بهذا الحجم "صلبة" بما فيه الكفاية، لتسمح لقوات النظام ومليشياته بأن تُفرِغ عديدها من كلّ ريف حلب الشمالي وجنوب سورية، لتذهب إلى تدمر راضيةً مرضيّة، مطمئنّة بأنّ فصائل المعارضة السورية لن تستغلّ ذلك، فتهاجم مواقعها. لا بل أكثر من ذلك، تبرّعت فصائل الجيش الحرّ في الجنوب بفتح حربٍ على حركة المثنى منذ شهرين، وهي فصيل سلفي محلي معارض، قاتل النظام إلى جانب "الحرّ" منذ 2012، بعد أن اتهمته بأنه "قريب من داعش". وهو أمر نفته حركة المثنى جملة وتفصيلاً (موقع "الجزيرة"، 27 مارس /آذار 2016). أمّا قرية الطوقلي شمال حلب، فقد استعادها "الحرّ" من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بغطاء جوي أميركي مباشرة. وما عدا الغوطة الشرقية، باتت منذ بضعة أشهر معظم المعارك التي تدخل فيها المعارضة وقواتها في سورية محصورة فقط بقتال "داعش"، أو من يتهمهم هؤلاء بأنهم "قريبون من داعش".
لا يمكن أن يعني هذا كله إلا أمراً واحداً: أن "التطمينات" التي أتت لنظام الأسد وحلفائه لم تكن فقط "غير مباشرة"، بل كانت، على الأرجح الأعمّ، مباشرة، أي تمّ نقاشها بالتفصيل بين الأطراف المقاتلة وداعميها بينهم وحلفاء الأسد. وليس أبدًا مصادفة أن يأتي ذلك بموازاة وفد "معارض" يدّعي "تمثيل الثورة"، قَبِل من "عندياته" نقاطاً قدّمها مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي مستورا، سمسار الاستعمار الأميركي-الإيراني في سورية وموفد المنبر المسمى "الأمم المتحِدة" (علينا نحن العرب)، والذي قال، في وثيقته، ببقاء نظام الأسد وإلى ما شاء الله. ومن يعلم، قد نرى على الأرجح حافظاً الصغير حاكماً للبلاد بعد عقدين أو ثلاثة، ذلك أنّ عباقرة السياسة في المعارضة السورية أثبتوا أنهم يحترمون "المجتمع الدولي" فوق ما يتوقعه هو نفسه منهم. فهم، عكس نظام الأسد، لا يخونون العهود.
أما "الصحوات السورية" فهي ليست سوى نسخة معدّلة سورياً لتجربة الصحوات العراقية التي
قام بها الأميركيون بعد عام 2006، حيث تمّ تأليف جيش من العشائر العرب السنة لقتال تنظيم القاعدة حينها (موقع الجزيرة، 2 فبراير/ شباط 2016). لكن، ما لبثت الصحوات أن تحوّلت إلى جيش من مرتزقة عشائريين، يقاتلون لحساب أميركا، ويحققون، في نهاية المطاف، مصلحة إيران. وفي النهاية، نكث الأميركيون بالوعود التي أعطوها لهم، بضمّهم للجيش العراقي. فإيران لم تقبل الأمر، وتحوّل سكان المناطق في المحافظات الشرقية والشمالية إلى العداء الصريح لإجرام الإيرانيين ونظامهم في العراق، مفضلين على ذلك التعايش مع وجود تنظيم داعش في مناطقهم، بدل أن يقاتلوه مجدداً لحساب الاستعمار الأميركي-الإيراني. ومن غير المستبعد أن تلاقي الصحوات السورية مصيراً مشابهاً لمصير الصحوات العراقية مع إيران.
الطامة الكبرى، في ذلك كله، درجة التهافت السياسي الذي وصل إليه منظرون في المعارضة السورية في تشديدهم على أولوية الحرب ضد تنظيم "داعش" على الحرب ضد النظام وايران، فبما أنّ داعش "معادِلة" للنظام بحسبهم، فلا مشكلة أن نتخلّص من الأول حتى لو كنا في ذلك حلفاء موضوعيين أو ذاتيين ربما للنظام. لكن، نعود دائماً إلى حقيقة آن ويلر وزوجها فرانك. إنّ تنظيم داعش المجنون والإرهابي الذي لا يمكن أن يقبل بوجوده أكثرية السوريين، بعدما أرادوا سقوط نظام الأسد، لم يقتل سوى 1% مما قتله منهم نظام الأسد والإيرانيون والروس. إذ ذاك، تصبح الوظيفة السياسيّة للمظاهرات اليومية التي تصرخ، هذه الأيام، شعارات ضد الأسد، والتي تنظمها التنسيقيات المحليّة السورية في المناطق الموجودة تحت سيطرة المعارضة (وليس تحت سيطرة داعش)، توفر غطاءً يومياً فلكلورياً لتمرير الاتفاق القائم مع الأسد، وهو اتفاق مضاد للثورة بأهازيج الثورة نفسها. فنحن لم نعد هنا في نطاق الثورة، بل في مملكة شبح الثورة المتلاشية. جثّة الثورة التي تتحلّل وتتفسخ بسرعة، وأوّل ضحاياها كانت مدينة تدمر التي دُمِّرت عن بكرة أبيها، وسط صمت المعارضة المدويّ، وذلك في "تحريرٍ" قالت عنه قناة "سي إن إن" الأميركية أنه "يوم مجيد للإنسانية".
فضح ذلك كله بيان تنسيقية تدمر المحلية الذي تمّ محوه بعد ساعاتٍ من على صفحة التنسيقية، وقال "استغل الأسد الهدنة بشكل ناجح جدًا، وسحب جلّ مقاتليه من جبهاته مع قوات المعارضة السورية وجبهة النصرة التي التزمت بالهدنة، وزجّ بها بزخم في معارك تدمر ضد تنظيم الدولة، وهو مطمئنّ الجانب من التزام قوات المعارضة بالهدنة. يأتي ذلك في الوقت الذي أججت فيه قوات المعارضة والمناهضة الخلاف بينهما، فشنوا الهجمات على مدن بعض، وأردوا القتلى فيما بينهم... خسرنا في فترة الهدنة السابقة، وربح الأسد.. ليست المسألة بأحجار تدمر، بل المسألة بمئات الأرواح التي أزهقت في تدمر تحت القصف، وعلى طرقات النزوح، في خفاء إعلامي يسجّل كوصمة عار لهذه الثورة اليتيمة".
ولنذكر بالمناسبة، هنا، أنّ بعض شيوخ طرق الثورة السورية ومريديهم، وفي حمأة ترويجهم الذي لا ينتهي المقولة الخرافية المناقضة لكل واقع ومنطق سياسي، وتقول إن "الأسد وداعش متفقان أو متحالفان"، وهي مقولةٌ ساهمت بإنتاج القبول الواسع للركيزة الأيديولوجية "للصحوات السورية"، بل قل غسل الدماغ لجزء كبير من الجماهير السورية المعارضة للأسد. هؤلاء الشيوخ وتلاميذهم بكوا ولطموا كثيراً، حين سيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر، لانّ الأخير بعدها قام بتفجير السجن المرعب الذي كان كثيرون منهم نزلاءه. ذلك أنّهم فقدوا "ذكرياتهم" فيه إلى غير رجعة. فبحسب بعض الكتّاب المفرطي الحساسيّة، كانت جريمة داعش التي لا تغتفر حينها أنّها منعت "تحويله إلى متحف". حقا. يا للشاعريّة. لكن، لا بأس، ما عليهم الآن إلا أن يتأملوا خيرًا، فالنظام في المستعمرة الإيرانية المفدرلة الآتية التي ستسمى أيضاً سورية، والذين يساهمون في الإتيان به هذه الأيام، إذا ما بقي قائما مدة كافية سيبني سجن تدمر من جديد. وهو لن يكون متحفًا. حتماً.
ففي سورية، المستعمرة الإيرانية اليوم، هناك فرق سياسي شاسع بين "داعش"، التنظيم المعروف الذي يعمل بلا خجل أو وجل لتأسيس "خلافةٍ سنيّة"، و"داعش" كما يعنيه واقعيّاً تحالف نظام الأسد وأميركا وإيران. إّن تسمية "داعش" عندما يستعملها هؤلاء تعني كلّ من يقف ضدّهم، وتشمل عمليّاً كل العرب السنة الذين يواجهونهم، مهما كانت هويّتهم الأيديولوجية. لكن هذا الفرق السياسي الحادّ والمفهومي يبدو أمراً غير ذي صلة بالنسبة للخطاب السائد للمعارضة السورية التي تلهث للدخول إلى "سورية الجديدة" التي يريدها باراك أوباما وعلي خامنئي بأيّ ثمن.
كتب وائل عصام مقالاً شرح فيه ما يكفي من حيثيات "هدنة" المعارضة مع الأسد في صحيفة القدس العربي (25 مارس/ آذار 2016)، جاء فيه أن "فصائل الهدنة باتت ضمنيًاً في صفّ النظام في معركته مع الجهاديين". وتبيّن فعلاً أن "هدنةً" بهذا الحجم "صلبة" بما فيه الكفاية، لتسمح لقوات النظام ومليشياته بأن تُفرِغ عديدها من كلّ ريف حلب الشمالي وجنوب سورية، لتذهب إلى تدمر راضيةً مرضيّة، مطمئنّة بأنّ فصائل المعارضة السورية لن تستغلّ ذلك، فتهاجم مواقعها. لا بل أكثر من ذلك، تبرّعت فصائل الجيش الحرّ في الجنوب بفتح حربٍ على حركة المثنى منذ شهرين، وهي فصيل سلفي محلي معارض، قاتل النظام إلى جانب "الحرّ" منذ 2012، بعد أن اتهمته بأنه "قريب من داعش". وهو أمر نفته حركة المثنى جملة وتفصيلاً (موقع "الجزيرة"، 27 مارس /آذار 2016). أمّا قرية الطوقلي شمال حلب، فقد استعادها "الحرّ" من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بغطاء جوي أميركي مباشرة. وما عدا الغوطة الشرقية، باتت منذ بضعة أشهر معظم المعارك التي تدخل فيها المعارضة وقواتها في سورية محصورة فقط بقتال "داعش"، أو من يتهمهم هؤلاء بأنهم "قريبون من داعش".
لا يمكن أن يعني هذا كله إلا أمراً واحداً: أن "التطمينات" التي أتت لنظام الأسد وحلفائه لم تكن فقط "غير مباشرة"، بل كانت، على الأرجح الأعمّ، مباشرة، أي تمّ نقاشها بالتفصيل بين الأطراف المقاتلة وداعميها بينهم وحلفاء الأسد. وليس أبدًا مصادفة أن يأتي ذلك بموازاة وفد "معارض" يدّعي "تمثيل الثورة"، قَبِل من "عندياته" نقاطاً قدّمها مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي مستورا، سمسار الاستعمار الأميركي-الإيراني في سورية وموفد المنبر المسمى "الأمم المتحِدة" (علينا نحن العرب)، والذي قال، في وثيقته، ببقاء نظام الأسد وإلى ما شاء الله. ومن يعلم، قد نرى على الأرجح حافظاً الصغير حاكماً للبلاد بعد عقدين أو ثلاثة، ذلك أنّ عباقرة السياسة في المعارضة السورية أثبتوا أنهم يحترمون "المجتمع الدولي" فوق ما يتوقعه هو نفسه منهم. فهم، عكس نظام الأسد، لا يخونون العهود.
أما "الصحوات السورية" فهي ليست سوى نسخة معدّلة سورياً لتجربة الصحوات العراقية التي
الطامة الكبرى، في ذلك كله، درجة التهافت السياسي الذي وصل إليه منظرون في المعارضة السورية في تشديدهم على أولوية الحرب ضد تنظيم "داعش" على الحرب ضد النظام وايران، فبما أنّ داعش "معادِلة" للنظام بحسبهم، فلا مشكلة أن نتخلّص من الأول حتى لو كنا في ذلك حلفاء موضوعيين أو ذاتيين ربما للنظام. لكن، نعود دائماً إلى حقيقة آن ويلر وزوجها فرانك. إنّ تنظيم داعش المجنون والإرهابي الذي لا يمكن أن يقبل بوجوده أكثرية السوريين، بعدما أرادوا سقوط نظام الأسد، لم يقتل سوى 1% مما قتله منهم نظام الأسد والإيرانيون والروس. إذ ذاك، تصبح الوظيفة السياسيّة للمظاهرات اليومية التي تصرخ، هذه الأيام، شعارات ضد الأسد، والتي تنظمها التنسيقيات المحليّة السورية في المناطق الموجودة تحت سيطرة المعارضة (وليس تحت سيطرة داعش)، توفر غطاءً يومياً فلكلورياً لتمرير الاتفاق القائم مع الأسد، وهو اتفاق مضاد للثورة بأهازيج الثورة نفسها. فنحن لم نعد هنا في نطاق الثورة، بل في مملكة شبح الثورة المتلاشية. جثّة الثورة التي تتحلّل وتتفسخ بسرعة، وأوّل ضحاياها كانت مدينة تدمر التي دُمِّرت عن بكرة أبيها، وسط صمت المعارضة المدويّ، وذلك في "تحريرٍ" قالت عنه قناة "سي إن إن" الأميركية أنه "يوم مجيد للإنسانية".
فضح ذلك كله بيان تنسيقية تدمر المحلية الذي تمّ محوه بعد ساعاتٍ من على صفحة التنسيقية، وقال "استغل الأسد الهدنة بشكل ناجح جدًا، وسحب جلّ مقاتليه من جبهاته مع قوات المعارضة السورية وجبهة النصرة التي التزمت بالهدنة، وزجّ بها بزخم في معارك تدمر ضد تنظيم الدولة، وهو مطمئنّ الجانب من التزام قوات المعارضة بالهدنة. يأتي ذلك في الوقت الذي أججت فيه قوات المعارضة والمناهضة الخلاف بينهما، فشنوا الهجمات على مدن بعض، وأردوا القتلى فيما بينهم... خسرنا في فترة الهدنة السابقة، وربح الأسد.. ليست المسألة بأحجار تدمر، بل المسألة بمئات الأرواح التي أزهقت في تدمر تحت القصف، وعلى طرقات النزوح، في خفاء إعلامي يسجّل كوصمة عار لهذه الثورة اليتيمة".
ولنذكر بالمناسبة، هنا، أنّ بعض شيوخ طرق الثورة السورية ومريديهم، وفي حمأة ترويجهم الذي لا ينتهي المقولة الخرافية المناقضة لكل واقع ومنطق سياسي، وتقول إن "الأسد وداعش متفقان أو متحالفان"، وهي مقولةٌ ساهمت بإنتاج القبول الواسع للركيزة الأيديولوجية "للصحوات السورية"، بل قل غسل الدماغ لجزء كبير من الجماهير السورية المعارضة للأسد. هؤلاء الشيوخ وتلاميذهم بكوا ولطموا كثيراً، حين سيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر، لانّ الأخير بعدها قام بتفجير السجن المرعب الذي كان كثيرون منهم نزلاءه. ذلك أنّهم فقدوا "ذكرياتهم" فيه إلى غير رجعة. فبحسب بعض الكتّاب المفرطي الحساسيّة، كانت جريمة داعش التي لا تغتفر حينها أنّها منعت "تحويله إلى متحف". حقا. يا للشاعريّة. لكن، لا بأس، ما عليهم الآن إلا أن يتأملوا خيرًا، فالنظام في المستعمرة الإيرانية المفدرلة الآتية التي ستسمى أيضاً سورية، والذين يساهمون في الإتيان به هذه الأيام، إذا ما بقي قائما مدة كافية سيبني سجن تدمر من جديد. وهو لن يكون متحفًا. حتماً.