ويتداول السعوديون، هذه الأيام، مقاطع عديدة لأمراء أثناء تفقدهم مناطق ومشاريع في مناطقهم، حيث تصل الكاميرا قبلهم. هذه الفيديوهات التي يفترض أنها "عفوية" لا تخلو من التصنع في حركات الأمير وسلوكه.
وآخرها ما تم تداوله على نطاق واسع فيديو لنائب أمير مكة المكرمة، عبدالله بن بندر، المقرب من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، متفقداً كورنيش رابغ (شمال مدينة جدة)، ومبدياً صرامة إزاء المسؤولين لما وجده من فراغات في أرضية الكورنيش، مما أدى إلى سحب المشروع من المنفذ.
وللأمير مقاطع عديدة يتم تداولها، أبرزها خلال موسم الحج، حين انتقد بعض الموظفين بسبب خدمات الركاب في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ووصل الأمر حدّ التوبيخ مطالباً أن تكون الخدمات أفضل مما هي عليه.
كما تم تداول مقطع، في وقت سابق، لأمير الرياض، فيصل بن بندر، في جلسة تخللها نقاش حاد مع أحد مالكي الكسارات، أظهرته في موقف حازم تجاهه.
وكان مقطع آخر من جملة المقاطع، قد أظهر أمير منطقة يباغت أحد المستشفيات الحكومية، فجراً، وينتقد القائمين عليها.
ويرى مراقبون سببين لاتساع هذه الظاهرة، الأولى مرده إلى شبح الإقالة الذي قد يهدد عدداً منهم فيهرعون نحو تسجيل مقاطع فيديو آملين أن تكون ذات مفعول سحري وتحميهم من سهام التقصير. أما السبب الآخر فيندرج في سياق الإبقاء على أمير في منصبه، رغم انتقادات تطاوله، أو التسويق لأمير من أجل منصب تمهيداً لاعتلائه، وهي ضمن خطط محمد بن سلمان شخصياً بالإيعاز بالتركيز على الأمير عبدالله بن بندر، وإظهاره بمظهر المسؤول الحازم، إيذاناً بحلوله محل الأمير خالد الفيصل، كأمير لمكة، إذ تشير التسريبات إلى أن فرضية إقالته تلوح في الأفق.
لكن الفيديوهات لا تعكس واقع الأمر، إذ يتذمر السواد الأعظم من السعوديين من المعاملة التي ينالونها في بعض إمارات المناطق وصعوبة لقاء أميرها أو نائبه لحل قضية ما، وقلّما لا تكون الأبواب موصدة أمامهم. كما يشتكي هؤلاء من انصراف الأمراء نحو التركيز على سبيل المثال على افتتاح مشاريع تقوم بها الإمارة لا تتعلق مباشرة بالمواطنين، ما زاد من حدة سخطهم تجاه المسؤولين.