فيتو أوباما ضد مقاضاة السعودية.. إعلان بمواجهة الكونغرس

24 سبتمبر 2016
فتح أوباما باب المواجهة (شاؤول لويب/ فرانس برس)
+ الخط -
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ردود الفعل على استخدام الرئيس باراك أوباما، أمس الجمعة، حق النقض "الفيتو" ضد مشروع "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب" المقدّم من الكونغرس الأميركي، والذي يسمح للناجين وأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بمقاضاة السعودية.


واعتبرت الصحيفة، في تقرير اليوم السبت، أنّ أوباما فتح على نفسه باب مواجهة غير مسبوقة مع الكونغرس، والذي دعم أعضاؤه بالإجماع مشروع القانون، وتعهدوا بالحفاظ عليه. وقالت الصحيفة إنّ عدم قدرة رافضي مشروع القانون، على إقناع المشرعين بالعزوف عن دعمه بحلول الأسبوع المقبل، سيؤدي إلى تجاوز الكونغرس، ولأول مرة، الفيتو الرئاسي في عهد أوباما، في تجربة مألوفة للرؤساء في الأشهر الأخيرة من ولايتهم.

وفي رسالته إلى الكونغرس التي ضمنّها الفيتو، اعتبر أوباما أنّ هذا القانون "يمكن أنّ يحدّ من التعاون مع الحلفاء في مكافحة الإرهاب"، موضحاً أنّ "التشريع من شأنه أن يؤثر على حصانة الدول ويشكل سابقة قضائية خطيرة، كما يمكن أن يعرّض موظفي الحكومة العاملين في الخارج لمخاطر".

كما كتب أوباما "لدي تعاطف عميق مع عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، الذين عانوا الأمرّين"، معتبراً في الوقت عينه أنّ سنّ القانون "لن يحمي الأميركيين من أي هجمات إرهابية ولن يحسن فعالية استجابتنا لمثل هذه الهجمات".

وقالت الصحيفة إنّ أوباما أصدر الفيتو، يوم الجمعة، وراء أبواب مغلقة ومن دون ضجة، محجماً عن لفت الانتباه إلى الجدل الذي يدور بينه وبين عائلات الضحايا، لافتة إلى أنّ المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون، كانت قد أكدت قبل فترة ليست بطويلة، تأييدها مشروع القانون، وقالت إنها لو كانت في المكتب البيضاوي، لوقعت عليه.

من جهته أكد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب أنّه كان سيوقّع على مشروع القانون لو كان رئيساً، واصفاً قرار أوباما بالفيتو بأنّه "مخجل".

كما أنّ رئيسي المجلسين، عضو مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل من كنتاكي، وبول ريان من ويسكونسن، قالا إنّهما يتوقعان تجاوز الفيتو الرئاسي، الأمر الذي يتطلب أغلبية الثلثين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ مكتب ماكونيل قال إنّه يعتبر رسالة الفيتو تستبعد في الأساس، وبضغط من معارضي مشروع القانون، إمكانية تأجيل التصويت إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، أي عندما قد يشعر المشرعون بضغط سياسي أقل لدعم مشروع القانون.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الضغط على الكونغرس، لا يزال في تزايد، من أجل إعادة النظر في مشروع القانون، الذي قد يرسم تمريره خطاً حول آخر نفوذ سياسي متبق لأسر ضحايا أحداث الـ11/9 التي طالبت لفترة طويلة بتمريره، ويقلل من مكانة المملكة العربية السعودية وداعميها في واشنطن.



وفي المواقف التي توردها الصحيفة، فقد وصف السيناتور تشاك شومر، الديمقراطي من ولاية نيويورك، فيتو أوباما بأنّه "مخيب للآمال"، قائلاً إنّه "سيعاد النظر في تجاوز الفيتو بسرعة وعلى نحو سليم في الكونغرس"، مضيفاً إذا لم يرتكب السعوديون أي خطأ، فلا ينبغي عليهم أن يخشوا هذا القانون".

وكشفت الصحيفة أنّ السلطات السعودية حاولت عبر جماعات الضغط القوية وشبكة علاقاتها العامة "قتل" مشروع القانون، وحوّلت، في الأيام الأخيرة، إلى قادة الأمن القومي، ثروة 100 من المديرين التنفيذيين للشركات والمتقاعدين العسكريين للحصول على دعمهم، في وقت عمل المسؤولون في البيت الأبيض على تحويل القضية إلى النواب الذين ينبغي عليهم حفظ فيتو الرئيس.

في المقابل أوردت الصحيفة، ما قالته عائلات ضحايا 11 سبتمبر في بيان، بأنّهم شعروا بـ "غضب وفزع جراء فيتو أوباما" معتبرين أن الأسباب التي أوردها "غير مقنعة ولا تلقى دعماً شعبياً، ما يستدعي منه تقديم توضيحات".

ونقلت الصحيفة عن الناشطة تيري سترادا التي خسرت زوجها في الأحداث، وهي أحد من قدموا مشروع القانون، قولها "عندما غادرنا عند الخامسة يوم أمس شعرنا بمطلق الثقة أن مشروع القانون سيمرر، لكن الآن علينا الاحتفاظ بهذا الدعم حتى الأسبوع المقبل".

وختمت سترادا، وهي واحدة من أفراد عشرات الأسر الذين سافروا إلى واشنطن، للضغط على أعضاء الكونغرس لمواصلة دعمهم مشروع القانون، بالقول "لن يهنأ أحد بالنوم في نهاية هذا الأسبوع".