فنّانو غزّة يلوّنون بالحبّ والألوان جدران ميناء المدينة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
23 يناير 2015
+ الخط -
لا يتوقّف قطاع غزّة عن ضرب أمثلة الصمود والتحدي، عبر شبابه ونسائه وأطفاله، الذين استخدموا مختلف الأساليب الفنية والجمالية في التعبير عن حبّهم للحياة، وسعيهم إلى التحرّر من الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول بمختلف أساليبه تنغيص حياتهم.

هذه المرة اختار فنانون تشكيليون تلوين حجارة ميناء غزة الصغير برسومات غرافيتية وألوان جذّابة تدلّ على حبّ الشعب الفلسطيني للسلام والهدوء، فجمعتهم مبادرة "مية هِمة ولَمة" التابعة لمؤسسات تامر للتعليم المجتمعي، التي نفّذت عدداً من الأنشطة المشابهة.

المواطنون أعربوا عن سعادتهم بتلك المبادرة التي اعتبروها "مميّزة"، خصوصاً أنّها التفتت إلى المشهد الجمالي للميناء، الذي سيشكّل تلوين حجارته لوحة فنية، وساعدوا الفنانين في الرسم والتلوين، ولسان حالهم يقول: "مدينتنا هي الأجمل رغم كلّ الصعوبات".

تقول الفنانة التشكيلية داليا عبد الرحمن، صاحبة الفكرة، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ الفريق الشبابي المكوّن من الفنانات والفنانين جاء إلى الميناء لرسم ملامح فنية ورسوم غرافيتية على الصخور، مشيرةً إلى أنّ "الميناء مهيّأ كي يكون مكاناً سياحياً، لذلك فكرنا بتغيير ألوان الصخور".

وتوضح عبد الرحمن أنّ هناك عدداً كبيراً من الأماكن التي يجب تلوينها في قطاع غزّة، واخترت الميناء ضمن الخطوات الأولى لأنّني وعدد كبير من المواطنين نتردّد إليه يومياً كونه المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزّة المحاصر.

وتضيف: "تعكس تلك الألوان مشهداً جميلاً على الصخور، وستساهم في تحسين نفسية آلاف المواطنين الفلسطينيين الزائرين للمكان، خصوصاً أنّه من أوّل الأماكن التي يزورها ضيوف القطاع"، لافتة إلى أهمية تجديد ألوان الأماكن البارزة في غزّة.

"لن نتوقّف حتّى نرى غزّة ملوّنة بألوان زاهية، تساهم في تحسين الحالة النفسية لأهلها الذين عايشوا الحروب والفترات الصعبة"، تقول، وتضيف زميلتها الفنانة التشكيلية إلهام الأسطل، في حديث إلى "العربي الجديد"، إنّ الفكرة جاءت "من أجل إدخال السعادة إلى قلوب الناس، الذين عانوا جرّاء ظروف قطاع غزّة الصعبة، من خلال الرسم على الحجارة الصماء، وتحويلها إلى لوحات ناطقة بالجمال والحب والفرح".

وتضيف الأسطل: "النظافة يمكنها عكس المشهد الجمالي للمدينة، كذلك الألوان الجميلة والرسومات المميّزة يمكنها تحويل الأماكن القديمة والمدمّرة إلى مشاهد ممتعة"، لافتة إلى أنّها شاركت في عدد من الأنشطة المشابهة، وستستمرّ إلى جانب زملائها حتى تلوين الأماكن الجميلة كافة.



وتوافقها الرأي الفنانة التشكيلية غدير أبو روك التي كان دافعها الأوّل من المشاركة في المبادرة رؤية البسمة على وجوه الغزيين الزائرين للميناء. وقالت لـ"العربي الجديد" إنّ "المبادرة لاقت تجاوباً كبيراً من قبل الجمهور، الذي أبدى إعجابه فيها". وأكدتّ أنّها لا تتوانى عن المشاركة في أيّ نشاط يمكنه أن يدخل الفرحة إلى قلوب المواطنين.

أما الفنان التشكيلي عمرو النبريص فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ النشاط يهدف إلى إظهار الوجه المشرق لقطاع غزّة، الذي يبيّن مدى الجمال والحضارة، كذلك يساهم في التخفيف من المعاناة المتواصلة التي تعصف بأهالي غزّة نتيجة الظروف الصعبة التي يمرّون بها".

ويختم: "أردنا كذلك إيصال رسالة إلى العالم بأنّنا رغم الدمار والحصار والحروب والتجويع، سنستمرّ بزرع الأمل في نفوس أطفالنا وأهلنا، وأهالي الشهداء والأسرى والجرحى"، داعياً الفنانين كافّة إلى تشجيع المبادرات المشابهة.
المساهمون