فنانات باكستان والتحرش... غير آمنات حتى في القبور

19 سبتمبر 2020
الإعلامية الباكستانية ثناء بوتشه (موري فيليبس/Getty)
+ الخط -

ارتفعت في الأشهر الأخيرة وتيرة جرائم الاعتداء الجنسي في باكستان، وتحديداً في مدن البلاد، إذ لا يمرّ أسبوع من دون تسليط وسائل الإعلام الضوء على جريمة أو أكثر تتراوح بين التحرش والاغتصاب. آخرها كان في التاسع من الشهر الحالي، حين تعرّضت سيّدة اسمها ثناء إلى اعتداء جنسي من قبل عدد من الرجال على الطريق الرئيسي بين مدينة سرغوده في إقليم البنجاب وبين العاصمة إسلام أباد حيث تعطلت سيارتها. وادّعى الشباب رغبتهم في مساعدتها ليعتدوا عليها هناك.
هذه المرة أيضاً تعاملت الحكومة الباكستانية بداية بلا مبالاة مع الجريمة، إذ اكتفت بتكرار الوعود بملاحقة الفاعلين. لكن عكس كل المرات السابقة، اتخذ هذا الاعتداء بعداً شعبياً، مع حملة عنيفة على مواقع التواصل أجبرت البرلمان والحكومة على التحرّك، والإعلان عن بدء صياغة قوانين جديدة لتجريم الاعتداءات الجنسية.
اللافت هذه المرة كذلك كان مشاركة فنانات وفنانين يتمتعون بشعبية وتأثير واسع في البلاد، في هذه الحملة. هؤلاء لم يكتفوا باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لإدانة الجريمة، بل خرجوا إلى الشوارع مع متظاهرين آخرين مطالبين الحكومة بالتحرك من أجل الوصول إلى الجناة وملاحقتهم قضائياً.

اللافت هذه المرة كذلك كان مشاركة فنانات وفنانين يتمتعون بشعبية وتأثير واسع في البلاد

على رأس هؤلاء النجوم كانت الإعلامية الباكستانية ثناء بوتشه التي غرّدت منتقدة المسوؤلين والمشرفين على الطرق الرئيسية في البلاد، خصوصاً أن أكثر من حادثة اعتداء جنسي حصلت هناك. وأعادت الممثلة صنم بلوش تغريد ما كتبته بوتشه، مع وسم يطالب بإعدام المغتصبين.

فيما تساءلت الممثلة المسرحية عائشة عمر، في تغريدة لها، عن مستقبل ضحية الاغتصاب وعن حرية النساء في التنقّل داخل المدن الباكستانية: "ماذا لو احتاجت المرأة في بلادنا إلى الخروج ليلاً لظرف طارئ؟ وماذا لو احتاجت إلى مساعدة طبية؟ هل يمكننا المشي في شوارع باكستان آمنين؟ بينما في الأجزاء الأخرى من العالم يمكن الخروج من المنزل في الساعة الواحدة صباحاً. لكن في بلدنا لسنا في أمان حتى داخل سياراتنا".

وأضافت ساخرة "لمَ يُصدم الرجال عند سماعهم عن جرائم اغتصاب؟ هل هذه المرة الأولى التي ينتهك فيها جسد المرأة؟ الحقيقة أن هذا هو واقع بلادنا الأليم، إن المرأة غير آمنة، لا في السوق، ولا في الشارع ولا داخل سيارتها، ولا في منزلها، حتى إنها غير آمنة في قبرها".

كذلك رسمت مهويش حيات علامات استفهام حول أداء الحكومة وأجهزة الأمن، وقالت في تغريدة لها على "تويتر": "كيف يمكن للمرأة في سنغافورة أن تمشي إلى المنزل بمفردها حتى في الساعة الرابعة صباحاً؟ لماذا لا نشعر بهذا الأمان هنا؟ هل نعيش في مجتمع متحضر أم في الغابة؟". 

إلى جانب الفنانات، شارك فنانون كثر في التفاعل مع القضية، منتقدين الحكومة. وكتب الممثل فيروز خان مخاطباً رئيس الوزراء عمران خان "إني أعتمد دائماً على وعدك بأن تتحول باكستان إلى ما يشبه المدينة التي كانت في عهد النبي محمد، لن يحصل ذلك إلا بشنق المغتصبين".

وشارك فنانو البلاد في احتجاج أمام النادي الصحافي في مدينة كراتشي؛ العاصمة الاقتصادية لباكستان، يوم الثلاثاء الماضي، وعبّروا عن استيائهم وحزنهم بسبب تكرّر الاعتداءات الجنسية في حق النساء. وقالت الممثلة ساره خان في الوقفة الاحتجاجية، إنها تشارك للمرة الأولى في اعتصام "لأنه لا أمن للنساء، ولا للبنات والمراهقات، يجب توعية وتثقيف الرجال لوقف مثل هذه الجرائم، كما يجب على الحكومة معاقبة المجرمين".

فيما قالت الممثلة ماهره خان، وهي واحدة من نجمات بوليوود، إن الاعتداءات الجنسية موجودة في كل دول العالم، "لكن المشكلة الأساسية في بلادنا هي أن الجناة يعرفون أنهم سيهربون من قبضة القانون بسهولة، لذا لا يترددون في ارتكاب جرائم الاغتصاب".

المساهمون