01 نوفمبر 2024
فلسطين الرمز والمقاومة
تموج الأمة وجغرافيتها في أزمات وحروب واقتتال، يعبر عن حقيقة الأزمة التي تمر بها، سواء مثلت في دولها جميعاً أو خاصاً بكل دولة في انفرادها. وتبدو فلسطين، التي ترزح تحت كيان صهيوني متسلط مغتصب، يعد، في عرف الحركة الاستعمارية، آخر استعمار استيطاني، لا يزال على أرض فلسطين، تسانده قوى دولية، علامة على وهن الأمة وإهانتها والاستهانة بمقدراتها ومكانتها، ومن ثم تعد الحالة الفلسطينية، وفي مقدمتها حال بيت المقدس والمسجد الأقصى أهم مقياس لهذه الأمة وفاعليتها؛ ضاعت القدس أكثر من مرة، واستُردت أكثر من مرة. ولكن، في كل مرة كانت تضيع، كان ذلك تأشيراً على ضعف الأمة، قيمة ومكانة، وما استُردت القدس إلا كان ذلك عنواناً لقدرة الأمة وفاعليتها ومقاومتها.
ولكن، من المؤسف، في هذا المقام، أن يصل وهن الأمة وإهانة قدرها ومقدراتها أن يكون من بين هذه الأمة من يقف في صف الكيان الصهيوني، تارة بالتصريح من دون تلميح، بحمايته والوقوف في خندقه، وأخرى بالوقوف في جانبه، في مواقفه التي تقوم على محاولة تغطية اغتصابه بشرعنة زائفة، وبين هؤلاء الذين يصمتون في العلن، ويتواطأون في الخفاء على فلسطين وأهلها، بل إن بعضهم يسهم في خنق كل شرايين الحياة المتمثلة في معابر تمر منها البشر والاحتياجات. ولكن، في حصار لا يقوم به الكيان الصهيوني فحسب، وبتواطؤ وصمت دولي فقط. ولكن، للأسف الشديد، بمعاونة متصهينة العرب يتخذون من المواقف ويتبنون من الخطابات ما يعد، في حقيقة الأمر، تسابقاً في هذا الميدان الذي يحاول، ومن كل طريق، إدانة مواقف العزة ومحاولة تشويه شرف المقاومة.
تمر فلسطين في شهر فقط بمربع مناسبات يعبر عن هذه المقاومة المضيئة في أفعالها المنيرة، وفي مواقفها الرصينة في حركتها، فتؤكد على المعنى الذي تشكل ذاكرة الأمة وتاجها "فلسطين"، فتشكل هذه الذاكرة، في حقيقتها، عملاً مستمراً في تفعيل وتنشيط المعنى والمغزى الذي يُسَكّن "وذكرهم بأيام الله"؛ إن أيام الذكرى ليست لاحتفالات تقام، لكنها، في حقيقتها، ذكر وتذكير، عمل وتمكين، بصر ووعي وتبصير، اجتماع هذه المناسبات الأربع إنما يشكل طاقة فلسطين بأهلها ورصيدها الحضاري الذي يؤكد على محورية قضيتها في كيان الأمة، ما زالت لا تذكر فقط أبناءها، لكنها تشير، أيضاً، إلى خصومها، حتى ولو كانوا من بني جلدتنا، أو من أعدائها الذين هم محل مقاومتها.
"يوم الأرض"، و"استشهاد أحمد ياسين"، و"استشهاد عبدالعزيز الرنتيسي"، و"يوم الأسير الفلسطيني"؛ مربع يشكل عنوان المقاومة، ما بين أرض اغتصبت وطُرد أهلها، اغتصابها لم يكن إلا عنوانا على هزيمة أمة بأسرها، وقائد قدير أسس قاعدة المقاومة فيها، فمكّن لمقاومة حماس وهو "العاجز القعيد"، لكنه كان بإرادته "معجز من طراز فريد"، يواجه ذلك الكيان المغتصب، بكل قدراته وإمكاناته القيادية، يقود من أهل فلسطين بشر أصحاء يزرع فيهم الدفاع عن حياض الوطن، ويُمَكِّن لمعنى الإرادة لتحرير الوطن، وها هو، قبل أن تطوله يد الغدر الصهيونية، يسلم الراية لأحد أهم زملائه الشيخ عبدالعزيز الرنتيسي الذي كان يؤكد أن موته على يد الكيان الغاصب هو أمر يفخر به، لينال شهادة يعبر عن إرادة، وها هم الأسرى الفلسطينيون يشكلون تمام ذلك المربع، في عنوان مقاومة تؤكد أنه لينال القوم حرية الوطن قد يفقد بعضهم حياتهم، ويفقد بعضهم حرياتهم؛ هذا هو المعنى الذي تحمله المقاومة.
ها هو "أبوعبيدة" رمز الشرف والمقاومة والكرامة الإنسانية، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام الفتية التي تعبر عن ضمير هذه الأمة وإرادتها على شرف المقاومة وكرامتها وعزها، تخرج الكلمات منه كالرصاص الذي يصيب الأعداء في مقتل، يسطر تلك الكلمات تعبيراً عن إرادة صلبة ومقاومة حية الذي يقول إن فلسطين ومقاومتها لا يمكن أن تنسى أسراها. ليس الأسرى فقط في عقولهم، ولكن هم كذلك في قلوبهم، سيعملون ليل نهار على تحريرهم، إنها الصلابة الحضارية والإرادة الفاعلة، حينما تشكل كيان هذا الوطن الذي اغتصبه الصهاينة، وتواطأت عليهم الدنيا، فما ازدادوا إلا تمسكاً، وما أدى ذلك إلا إلى مزيد من مواجهتهم لعدوهم ومقاومته.
يا يوم الأرض، سيسترد هؤلاء كل أرض مغتصبة، أيها الشهيد العاجز في بدنه المعجز في قدرته وأفعاله ستظل الرمز الحي النابض لقلب فلسطين، تشكل رمزا أكيدا للمقاومة والدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة الكيان الاستيطاني، المصطنع المغتصب. يا أيها الشهيد الذي طلب الشهادة فنالها، فطلب العزة بشهادته، فصار رمزاً لاستمرارية المقاومة، يتلقف رايتها من شهيد معجز إلى مشروع شهادة يطلبها، ويحمل راية المقاومة، ليؤكد أن عز هذه الأمة وحياتها لم يكن، في يوم من الأيام، إلا في شهادة ينالها أو مقاومة يضطلع بها، وها هو الأسير الفلسطيني الذي يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني ليشكل بصموده صفحة أخرى، كُتبت بثمن الحرية وفقدها من جراء قيام العدو باعتقالهم، ليقدم صفحة مهمة في كتاب مقاومة الأمة الذي يعلن، في كل يوم، أنه على استعداد أن يدفع الثمن من حياته، ومن حريته، لينال هذا الوطن المغتصب حريته وإرادته واستقلاله وقدرته الحيوية المستمرة على المقاومة .
رمز المقاومة الذي يسكن ذاكرة هذه الأمة، وفي قلبها فلسطين، لا يزال يقدم المعنى والمغزى لأجيال تحمل رايات المقاومة، كل يوم، لذلك العدو الصهيوني، فتتحرك على أرض حررتها لتحرير بقية أرض فلسطين، وتقدم الغالي والنفيس، من أجل هذا الوطن، فتولِّد من شهود هؤلاء شهادة لتلك النفوس الأبية التي تشكل معنى الإرادة والمقاومة، وأسير يعده الأحرار بتحريره ويوفى هو بالصمود، من دون خضوع أو خنوع، تظل هذه المعاني التي يقرر فيها أهل فلسطين تحرير البشر، وكل ذرة تراب من أرض الوطن، فتراهم فقط يحررون فلسطين أو يرابطون لحماية بيت المقدس والأقصى، بل أبعد من ذلك يقدمون لهذه الأمة نفيراً واستنفاراً، لأن تستثمر كل إمكاناتها وطاقاتها في تحرير الأمة، حينما تكون الأمة تاجها فلسطين، وتكون القدس وعاء لكل لهذا الوطن المتمثل في أرض فلسطين، إنها تعبر عن أشواق أمة بأسرها في الحرية والتحرر والمقاومة.
ولكن، من المؤسف، في هذا المقام، أن يصل وهن الأمة وإهانة قدرها ومقدراتها أن يكون من بين هذه الأمة من يقف في صف الكيان الصهيوني، تارة بالتصريح من دون تلميح، بحمايته والوقوف في خندقه، وأخرى بالوقوف في جانبه، في مواقفه التي تقوم على محاولة تغطية اغتصابه بشرعنة زائفة، وبين هؤلاء الذين يصمتون في العلن، ويتواطأون في الخفاء على فلسطين وأهلها، بل إن بعضهم يسهم في خنق كل شرايين الحياة المتمثلة في معابر تمر منها البشر والاحتياجات. ولكن، في حصار لا يقوم به الكيان الصهيوني فحسب، وبتواطؤ وصمت دولي فقط. ولكن، للأسف الشديد، بمعاونة متصهينة العرب يتخذون من المواقف ويتبنون من الخطابات ما يعد، في حقيقة الأمر، تسابقاً في هذا الميدان الذي يحاول، ومن كل طريق، إدانة مواقف العزة ومحاولة تشويه شرف المقاومة.
تمر فلسطين في شهر فقط بمربع مناسبات يعبر عن هذه المقاومة المضيئة في أفعالها المنيرة، وفي مواقفها الرصينة في حركتها، فتؤكد على المعنى الذي تشكل ذاكرة الأمة وتاجها "فلسطين"، فتشكل هذه الذاكرة، في حقيقتها، عملاً مستمراً في تفعيل وتنشيط المعنى والمغزى الذي يُسَكّن "وذكرهم بأيام الله"؛ إن أيام الذكرى ليست لاحتفالات تقام، لكنها، في حقيقتها، ذكر وتذكير، عمل وتمكين، بصر ووعي وتبصير، اجتماع هذه المناسبات الأربع إنما يشكل طاقة فلسطين بأهلها ورصيدها الحضاري الذي يؤكد على محورية قضيتها في كيان الأمة، ما زالت لا تذكر فقط أبناءها، لكنها تشير، أيضاً، إلى خصومها، حتى ولو كانوا من بني جلدتنا، أو من أعدائها الذين هم محل مقاومتها.
"يوم الأرض"، و"استشهاد أحمد ياسين"، و"استشهاد عبدالعزيز الرنتيسي"، و"يوم الأسير الفلسطيني"؛ مربع يشكل عنوان المقاومة، ما بين أرض اغتصبت وطُرد أهلها، اغتصابها لم يكن إلا عنوانا على هزيمة أمة بأسرها، وقائد قدير أسس قاعدة المقاومة فيها، فمكّن لمقاومة حماس وهو "العاجز القعيد"، لكنه كان بإرادته "معجز من طراز فريد"، يواجه ذلك الكيان المغتصب، بكل قدراته وإمكاناته القيادية، يقود من أهل فلسطين بشر أصحاء يزرع فيهم الدفاع عن حياض الوطن، ويُمَكِّن لمعنى الإرادة لتحرير الوطن، وها هو، قبل أن تطوله يد الغدر الصهيونية، يسلم الراية لأحد أهم زملائه الشيخ عبدالعزيز الرنتيسي الذي كان يؤكد أن موته على يد الكيان الغاصب هو أمر يفخر به، لينال شهادة يعبر عن إرادة، وها هم الأسرى الفلسطينيون يشكلون تمام ذلك المربع، في عنوان مقاومة تؤكد أنه لينال القوم حرية الوطن قد يفقد بعضهم حياتهم، ويفقد بعضهم حرياتهم؛ هذا هو المعنى الذي تحمله المقاومة.
ها هو "أبوعبيدة" رمز الشرف والمقاومة والكرامة الإنسانية، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام الفتية التي تعبر عن ضمير هذه الأمة وإرادتها على شرف المقاومة وكرامتها وعزها، تخرج الكلمات منه كالرصاص الذي يصيب الأعداء في مقتل، يسطر تلك الكلمات تعبيراً عن إرادة صلبة ومقاومة حية الذي يقول إن فلسطين ومقاومتها لا يمكن أن تنسى أسراها. ليس الأسرى فقط في عقولهم، ولكن هم كذلك في قلوبهم، سيعملون ليل نهار على تحريرهم، إنها الصلابة الحضارية والإرادة الفاعلة، حينما تشكل كيان هذا الوطن الذي اغتصبه الصهاينة، وتواطأت عليهم الدنيا، فما ازدادوا إلا تمسكاً، وما أدى ذلك إلا إلى مزيد من مواجهتهم لعدوهم ومقاومته.
يا يوم الأرض، سيسترد هؤلاء كل أرض مغتصبة، أيها الشهيد العاجز في بدنه المعجز في قدرته وأفعاله ستظل الرمز الحي النابض لقلب فلسطين، تشكل رمزا أكيدا للمقاومة والدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة الكيان الاستيطاني، المصطنع المغتصب. يا أيها الشهيد الذي طلب الشهادة فنالها، فطلب العزة بشهادته، فصار رمزاً لاستمرارية المقاومة، يتلقف رايتها من شهيد معجز إلى مشروع شهادة يطلبها، ويحمل راية المقاومة، ليؤكد أن عز هذه الأمة وحياتها لم يكن، في يوم من الأيام، إلا في شهادة ينالها أو مقاومة يضطلع بها، وها هو الأسير الفلسطيني الذي يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني ليشكل بصموده صفحة أخرى، كُتبت بثمن الحرية وفقدها من جراء قيام العدو باعتقالهم، ليقدم صفحة مهمة في كتاب مقاومة الأمة الذي يعلن، في كل يوم، أنه على استعداد أن يدفع الثمن من حياته، ومن حريته، لينال هذا الوطن المغتصب حريته وإرادته واستقلاله وقدرته الحيوية المستمرة على المقاومة .
رمز المقاومة الذي يسكن ذاكرة هذه الأمة، وفي قلبها فلسطين، لا يزال يقدم المعنى والمغزى لأجيال تحمل رايات المقاومة، كل يوم، لذلك العدو الصهيوني، فتتحرك على أرض حررتها لتحرير بقية أرض فلسطين، وتقدم الغالي والنفيس، من أجل هذا الوطن، فتولِّد من شهود هؤلاء شهادة لتلك النفوس الأبية التي تشكل معنى الإرادة والمقاومة، وأسير يعده الأحرار بتحريره ويوفى هو بالصمود، من دون خضوع أو خنوع، تظل هذه المعاني التي يقرر فيها أهل فلسطين تحرير البشر، وكل ذرة تراب من أرض الوطن، فتراهم فقط يحررون فلسطين أو يرابطون لحماية بيت المقدس والأقصى، بل أبعد من ذلك يقدمون لهذه الأمة نفيراً واستنفاراً، لأن تستثمر كل إمكاناتها وطاقاتها في تحرير الأمة، حينما تكون الأمة تاجها فلسطين، وتكون القدس وعاء لكل لهذا الوطن المتمثل في أرض فلسطين، إنها تعبر عن أشواق أمة بأسرها في الحرية والتحرر والمقاومة.