سيف الدين عبد الفتاح

إنّ أحد أكثر مزايا التفكير المنظومي أهميةً هي قدراته على بناء وإنتاج النماذج وتوليدها ضمن المجالات المعرفية على تنوّعها وتشكيلاتها.

التحقيب التاريخي ليس مُجرَّد عملية تصنيف زماني تمرّ من دون مناقشة ومساءلة، بل هي عملية حضارية ومعرفية ومنهجية في الأساس، وقد يستغلّها صاحب القوة أيديولوجياً.

تتمثل خطورة المركزية الغربية في بعدها الضمني، حيث إنها تخترق المنظومة الفكرية والثقافية والحضارية للإنسان بشكل غير واعٍ لاستبطان فكرة أن الغرب هو المركز.

نشب في ساحات الفكر العربي تنازعًا بشأن مفهوم النهضة في إطار أوصاف عدة، مثل "النهضة العربية" و"النهضة الإسلامية". هنا وجهة نظر حول المسألة.

ارتباط الظاهرة الاستشراقية بالمقاصد الكولونيالية ضمن ارتباطات "النشأة" جعلها تنتقل بين أفكار متعدّدة تشكّلت في اهتمامات وبنيات معرفية تنوّعت في أشكالها.

من الاستشراق ما أضاف ووصف وأنصف في كثير ممّا كتب، وفيه مدارس ظلّت تمثّل غطاءً معرفياً أو أداةً معرفيةً للحضارة الغربية، خاصّةً في مراحلها الكولونيالية.

لم تشهد الظاهرة الاستشراقية نقداً من جانب المفكّرين والمثقّفين من عرب ومسلمين فحسب، بل شهدت كذلك انتقاداً واسعاً من مدارسَ فكريةٍ غربية.

يرتبط الأمر بضرورة أن ننفصل عمّا يُسمّى "مقولات العقل الأعمى"، وهو الذي يتّسم برؤية أحادية في توصيف المشكلة وفي حلّها تشوّه المعرفةَ وتنمّط الواقع.

التمييز بين الاستغراب العلمي والاستغراب الزائف التابع؛ يُؤكّد ضرورة الدعوة لبناء استراتيجية معرفية وحضارية وثقافية لدراسة الغرب.

يهتم حقل ودراسات ما بعد الاستعمار بتفكيك علاقات القوّة والسلطة التي نشأت في خضمّ فترة الاستعمار وبعدها، ليطعن بالسيطرة الاستعمارية وتركات الاستعمار.