كانت الصبية فرح تصور بهاتفها النقال حين كتبت:" لا أستطيع التوقف عن البكاء، هذه منطقتي، ربما أموت الليلة".
وخلال فترة بسيطة جذبت صفحة فرح 160 ألف متابع حول العالم، وقامت وسائل إعلام بعمل اقتباسات من حياتها تحت الحرب في غزّة، كما فعلت بعض الصحف الدنماركية.
مؤخرا قامت "سكاي نيوز" بخطوة أخرى، فقد نظمت لقاء تويتر بين فرح والسائلين (سؤال وجواب) وبهاشتاغ #AskFarah الذي حصل على ألفي سؤال بحسب "توبسي" لقياسات الاستخدام.
قصة فرح بكر جذبت العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، بطرح أسئلة للصبية الفلسطينية عن حياتها وتحمّل هذه الحرب الجارية وعن شعورها تجاه "حماس". حاول بعض مؤيدي إسرائيل التشكيك برواية فرح وهم يمطرونها بأسئلة عن الصواريخ التي تنطلق على مدن الاحتلال، لكن معظم المغردين أبدوا تعاطفا وتفهما لأوضاع الفلسطينيين.
ذات يوم من أيام العدوان على غزّة كتبت فرح:" لقد نجوت من ثلاث حروب، هذا كاف".
ردت عليها الأميركية أماندا: "والأميركيون يعتقدون بأن لديهم كل شيء، ليحمها الرب إني أبكي عليها وعلى عائلتها يوميا وتعاطفي يذهب إليها ولأهلها".
أما "اريك كوال" فكتب:" أتمنى أن يتوقف كل ذلك من أجل هؤلاء الأطفال فلتتوقف عملية الإبادة".
أحد المعلقين المكنى بـ "1965"، كتب يرد على ما تنقله فرح "ليس هناك فرق بين غيتو وارسو وغيتو غزّة، الفرق الوحيد أن غيتو وارسو دام فقط 4 سنوات وقليل من الناس قتلوا، فمن هو الإرهابي؟".
ما عرضته فرح بكر لم يكن بحاجة لأن يكون على الطريقة الإسرائيلية ولا بتفوهات أفيخاي أدرعي والناطقين باسم البروباغندا الصهيونية التي تتلقف "خبر قصف صاروخ من جانب مناطق المدنيين" لتجعل منه كل القصة، لا الحرب وما تخلفه من دمار وقتل منهجي.
صحف دنماركية وسويدية وبريطانية تناقلت تغريدات فرح بكر وهي صحافة كانت مضطرة لأنسنة النقل كلما تقدم عدد متابعي فرح، رغم أن صحافة اليمين المؤيدة للرواية الإسرائيلية ومنذ قصف مستشفى الشفاء ومدارس الأونروا، حاولت جاهدة تعزيز تبريرات الاحتلال ففشلت حتى في الإجابة عن سؤال مذيعة دنماركية تسأل متحدثا من تل أبيب: لماذا يا سيدي قصفتم تلك المناطق الآهلة بالسكان وقتلتم كل تلك الأعداد؟".
صحيفة دنماركية تساءلت: ألم يكن على تلك الصحافية أن تسأل الناطق باسم حكومة إسرائيل: أعطنا أعداد من قتلوا من الإسرائيليين بتلك الصواريخ التي تتحججون بها لتدمير غزّة ومسشفياتها ومدارسها؟".
الصحفي الدنماركي، آلان سورنسن، استخدم هاتفه النقال ليعرض عبر تويتر بعض ما التقطه من صور فظائع الحرب على غزّة، سورنسن كان يعمل مراسلا لـ ” كريستلي دوابلاديت" (اليومية المسيحية) منذ عام 2000 ويقيم في القدس، وبمجرد أن انتقل إلى غزّة ليعرض الحقيقة راح الإسرائيليون يطلقون عليه صفة "معاد للسامية". غضب الإسرائيليون على الصحفي سورنسن لأنه نقل صورة تناقلتها معظم مواقع الأخبار لمجموعة إسرائيليين يجلسون على تخوم غزّة فرحين بقصفها.
وبالرغم من ذلك لم يستطع الإسرائيليون كسب عقول وقلوب المتابعين، على الأقل في الدنمارك التي اقتحمت تغريدات فرح صحفها والقناة التلفزيونية الرئيسة فيها "دي ار1" التي نقلت أمس قصة فرح بعنوان "عندما تحولت صبية بسن 16 سنة إلى متحدثة باسم غزّة"، وذلك بتزايد أعداد متابعي ما تنقله مباشرة من غزّة.