غلق المعابر مع تركيا يرفع وفيات حديثي الولادة بالشمال السوري

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
21 مايو 2020
20A34CC1-F814-49E2-860B-47E275410149
+ الخط -
فاقمت مشكلة إغلاق المعابر بين الشمال السوري وتركيا، بسبب تفشّي فيروس كورونا، سوء الوضع الطبي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ولا سيما في إدلب، شمالي غرب سورية.

فعلاوة على نقص الإمكانات الطبّية في مستشفيات إدلب ومحدوديتها، زاد إغلاق المعابر من معاناة القطاع الصحي، ما رفع عدد الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة، الذين يحتاجون دخول الرعاية المركّزة في المستشفيات التركية.

وقالت الطبيبة آلاء عبيد، التي تعمل في مستشفى "الأمومة"، في مدينة إدلب، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إنّهم كانوا في السابق ينقلون الكثير من الأطفال، الذين يحتاجون للرعاية، إلى المستشفيات التركية، خاصة حالات الخدّج الشديدة (حديثي الولادة والأطفال الذين يولدون بأحجام صغيرة، ويعانون ضيق تنفّس).

وأضافت: "هناك العديد من الحالات التي تعاني مشاكل في القلب، وتحتاج إلى عمليات جراحية طارئة. صادفنا قبل مدة حالتين لطفلين، لديهما آفات قلبية، وكان أحدهما بحاجة لعملية جراحية والآخر لعناية مركّزة في تركيا. لكننا لم نستطع أن نقوم بشيء لأجلهما. إضافة إلى أنّ حالات الأمراض الكلوية وحالات القصور الكلوي لدى الأطفال، تحتاج أيضاً إلى أن يتمّ نقلها إلى تركيا".

وتابعت عبيد: "بالنسبة للأكبر سناً، فهناك حالات أمراض أورام الدم، وعلاجها، ليس متوفرا لدينا دائماً".


وأشارت إلى أنّ "إمكانات القطاع الطبي، ولا سيما المختصّ برعاية الأطفال وحديثي الولادة في إدلب، لا تفي بالحاجة، حيث إنّ عدد أجهزة العناية والمنافس والحضانات، غير كافٍ لتغطية مناطق الشمال السوري. وكنّا نقوم بتحويل الكثير من هذه الحالات، التي تحتاج إلى هذه الأجهزة، إلى تركيا. لكن اليوم، للأسف مع إغلاق المعبر، لم يعد بإمكاننا ذلك، وهناك العديد من الأطفال الذين يفارقون الحياة نتيجة الأمر".
وأضافت عبيد: "لدينا الآن طفلة هي شقيقة لتوأم (خديجة شهر سابع)، عندما استقبلناها كان وزنها لا يزيد عن كيلوغرام واحد، وكانت بحاجة للدخول إلى تركيا لتلقي العلاج المناسب وهو غير متوفّر لدينا. ولم يكن هناك إمكانية لإدخالها إلى تركيا، فتوفيت".

وفي السابق، كان يدخل عشرات المرضى يومياً إلى تركيا، من مناطق الشمال السوري، الخارج عن سيطرة النظام، لتلقي العلاج في المستشفيات الحكومية التركية. لكن في الفترة الأخيرة، وضعت الحكومة التركية الكثير من القيود على دخول المرضى، وحصرتها بالحالات الأكثر حرجاً، كذلك منعت المرافقين من الدخول مع المرضى. لكن مع إغلاق المعبر، من قبل الحكومة التركية، بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا، بات إدخال المريض ذي الحالة الحرجة، أمراً بغاية الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
يُقلق موسم الأمطار والشتاء سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

غرقت وتضررت خيام كثيرة للاجئين في السنوات الأخيرة بفعل العواصف والأمطار والسيول خلال الشتاء في الشمال السوري لكنهم لا يزالون داخلها، وتتهددهم مآسٍ جديدة
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
الحرب والفقر والتلوث يقضي على حياة السوريين (العربي الجديد)

تحقيقات

لا خيارات أمام النازحين في الشمال السوري، إذ تحاصرهم نفايات المصافي النفطية البدائية المعروفة بـ"الحراقات" ويتراكم تأثيرها الملوث في الهواء والماء ليقتلهم
المساهمون