أثارت وفاة مستشار في التخطيط التربوي بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتارودانت، جنوب المغرب، أول من أمس الجمعة، غضباً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، جراء ما اعتبر "إهمالاً طبياً" بأحد المستشفيات الذي نقل إليه، نتيجة تدهور حالته الصحية جراء إصابته بفيروس كورونا الجديد.
وشن الكثير من رواد تلك المواقع هجوماً واسعاً على السلطات الحكومية، بعد أن تم تداول رسالة قصيرة للراحل، ساعات قبل وفاته بمستشفى سيدي حسين بورزازات، جنوب البلاد، أطلع من خلالها أحد أصدقائه على أنه "يختنق، وأنه" ترك "بدون عناية طبية في وقت يحتاج فيه إلى الإنعاش"، ملتمساً منه التدخل لدى معارفه من أجل تمكينه من الرعاية الصحية.
وانتشر وسم #راني_مخنوق (إني أختنق) بشكل واسع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، أمس السبت، لإثارة الانتباه للوضعية الكارثية التي تتخبط فيها المستشفيات العمومية جراء تفشي فيروس كورونا، وذلك بعد نحو 4 أيام على تداول هاشتاغ مماثل بعنوان #مراكش_تختنق لتسليط الضوء على "الوضعية الكارثية" التي تعرفها مستشفيات المدينة في ظل الارتفاع المتسارع لعدد الإصابات بالفيروس.
وخلف ارتفاع الإصابات بالفيروس ضغطاً كبيراً على أقسام الإنعاش بالمستشفيات المغربية، في وقت دقت فيه أعلى سلطة في البلاد ناقوس الخطر بشأن الوضعية الوبائية المقلقة التي يعيشها المغرب منذ بدء المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي.
وعلق الناشط، عمر آيت الطالب، في تدوينة له على موقع فيسبوك، بالقول إن الرسالة التي بعثها المستشار التربوي، خالد مرابعا، قبل ساعات من وفاته، إلى صديقه "ستبقى وصمة عار على جبين كل المسؤولين عن القطاع الصحي بورزازات ومن كان السبب في وفاة الأستاذ خالد. وهي رسالة كذلك لمن يشكك في وجود كورونا".
وكتب حساب bejaad online "وضع مرعب، يجعلني كأم وربة أسرة أتساءل كيف يمكن أن أبعث بناتي للمدارس، فاليوم هن محميات لأننا كأبوين نلتزم التزاما صارما بالبروتوكول والتعليمات الوقائية، وبناتي مازلن في الحجر الصحي لم يخرجن إلا ثلاث مرات منذ رفعه، وحتى خروجهن لم يكن فيه اختلاط أو اقتراب من الناس. اليوم نحن كأبوين نتحكم في الوضع، لكن غذا إن كان هناك قرار بالدراسة الحضورية ولو جزئية، كيف نتخلص من رعب أن بناتنا يمكن أن يصبن ويحملن الفيروس بسبب استهتار المسؤولين في ظل غياب أي خارطة طريق واضحة المعالم أو بروتوكول قوي للحماية من الفيروس".
من جهته، علق حساب je vous apprendre بالقول "شعب مختنق ليس بسبب كورونا، وإنما بسبب الفساد والحكرة والنهب والمحسوبية والزبونية والفوارق الاجتماعية. وما نراه وما حصل ما هو إلا نتيجة لسنوات من القمع والنهب للثروات وقتل الحياة الكريمة للفقراء".
الناشطة أسماء بالعربي تساءلت، في تدوينة لها على صفحتها الخاصة بموقع فيسبوك، عن مصير أجهزة التنفس التي قيل بأن المغرب تمكن من صناعتها ويخطط لتصديرها إلى الخارج.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه محمد آيت إيشو، أن ما حدث هو "صرخة مواطن على ضعف الخدمات الصحية بمستشفى سيدي حساين بناصر بورزازات"، وعلق المدون عماد بيروكي على حادثة وفاة المستشار التربوي بالقول إن" الإهمال وغياب التجهيزات الطبية يقتل مرضى كورونا".
بالمقابل، اعتبر مصطفى برجال أن الشعب المغربي يتحمل المسؤولية الكاملة في ما وقع لأن الدولة بذلت قصارى جهدها في محاربة فيروس كورونا.