غضب شعبي في غزة بسبب نقص التجهيزات بمدرسة للحجر الصحي

16 مارس 2020
خلال تجهيز المدرسة (فيسبوك)
+ الخط -
أحدثت صور نشرها ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمدرسة حكومية جنوبي قطاع غزة حُوِّلَت إلى مركز للحجر الصحي المؤقت للمسافرين العائدين إلى القطاع عبر معبر رفح البري مع مصر، إثر مخاوف تفشي فيروس كورونا الجديد، ضجة واسعة بسبب غياب التجهيزات اللازمة في المكان.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً "فيسبوك"، بعشرات المنشورات الرافضة للآلية التي جُهِّز بها المكان، خصوصاً أنه جرى توفير بعض الفُرُش والوسادات البسيطة فقط دون توفير أية لوازم أخرى للمسافرين الذين سيُحجَر عليهم 14 يوماً.

واعتبرت غالبية الآراء أن المكان غير صالح للمكوث الإنساني طوال هذه الفترة، إلى جانب ضرورة العمل على نقلهم إلى أماكن أخرى، مثل الفنادق، أو القيام بتوفير المعدات واللوجستيات الكافية لأكثر من 40 شخصاً، بينهم نساء وأطفال.

وبرر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، في تصريح صحافي نشره عبر صفحته الشخصية في فيسبوك ما جرى بأنه تعامل سريع مع الحدث نتيجة إدخال السلطات المصرية المفاجئ لهؤلاء المسافرين.

وذكر معروف في منشوره أن ما حدث هو تخصيص المدرسة فيما لم يُستكمَل ترتيب المكان وتوفير مستلزماته، حيث تأخر تجهيزه بسبب ما جرى من أحداث في محيطها بسبب اعتراض الأهالي وسكان منطقة حيّ النصر الواقعة شرقي رفح.

وبيّن المسؤول الحكومي أنه جرى إشغال غرف الحجر الصحي بالمعبر للمرضى وأصحاب عمليات القلب وزراعة أطفال الأنابيب، وهي مجهزة بالكامل، فيما سيُجهَّز المكان بما يليق بالفلسطينيين ويتناسب مع الشروط الصحية اللازمة.

ووفقاً لمعروف، إن الحجر الصحي إجراء وقائي احترازي، وشروطه ليست مثل العزل الطبي، ولا يعني وجود حالات اشتباه، إذ أُخذَت عينات فحص انتقائية من العائدين، وستُعلَن نتائجها فور انتهاء فحصها في المختبر المركزي بغزة.

ولم يوقف هذا التبرير الحكومي موجة الانتقادات الواسعة التي طاولت الجهات الحكومية المتمثلة بوزارة الصحة ووزارة الداخلية، حيث طالب هؤلاء بسرعة تدخل الجهات المعنية للعمل على توفير مركز حجر صحي يتوافق مع المعايير الصحية.

واعتبر الكاتب مأمون أبو عامر، في منشور كتبه عبر صفحته في فيسبوك، أن المشهد المنشور في المدارس على أنه عزل صحي يشير إلى أن هذا العزل غير لائق وغير فعال، لأنه سيؤدي إلى إصابة آخرين حتماً إذا وجد أي شخص داخل الغرفة مصاب.

أما هداية شمعون، فكتبت عبر فيسبوك قائلة: "منذ أكثر من شهر، كان بإمكان حكومة غزة الاستعداد وتجهيز أماكن حجر صحية تليق بالبشر، وغير منطقي أي تبرير الآن لما يحدث في مدرستي من حجر صحي برفح، حيث أُجبر العائدون على المكوث فيها".

وكتب الأكاديمي الفلسطيني سعيد النمروطي عبر صفحته في فيسبوك قائلاً: "ما يُتداوَل منذ مساء أمس الأحد عبر وسائل التواصل الاجتماعي (إن كان صحيحاً) حول المدرسة التي أُعدَّت للحجر الصحي كارثة حقيقية، ولا يمكن أن يكون مقبولاً مهما كانت المبررات وضعفت الإمكانات وخلافه".

واتفق مشير عامر مع سابقه في أن المدرسة الابتدائية التي أُخليَت غير لائقة وغير ملائمة لأسباب صحية وإنسانية، معتبراً أنّ من الأفضل وضع الناس تحت الحجر الصحي في أحد الفنادق حيث يوجد هناك عدد كافٍ من الغرف المنفصلة وعدد من السُّرر المنفصل بعضها عن بعض ومراحيض داخلية في كل غرفة ومكان يليق بالكرامة الإنسانية.

المساهمون