شيّع آلاف الفلسطينيين، اليوم الإثنين، جثامين الشهداء الأطفال الثلاثة: خالد بسام محمود أبو سعيد (14 عاماً)، وعبد الحميد محمد عبد العزيز أبو ظاهر (13 عاماً)، ومحمد إبراهيم عبد الله السطري (13 عاماً)، وجميعهم من منطقة وادي السلقا في المحافظة الوسطى.
وردد المشاركون في جنازة التشييع شعارات وهتافات، تدعو المقاومة للرد على جريمة اغتيال الأطفال الثلاثة، وغيرها من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزّل الذين يشاركون في الفعاليات المختلفة لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على الحدود الشرقية للقطاع.
ودعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أحمد بحر، "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بكل أذرعها وفصائلها للانتقام والثأر لدماء الشهداء"، وعلى وجه الخصوص الأطفال الثلاثة الذين استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي شرق دير البلح وسط القطاع مساء أمس الأحد.
وشدد بحر، في كلمة ألقاها خلال مشاركته هو وعدد من القيادات الفلسطينية بتشييع جثامين الأطفال الثلاثة، على أن "الأمر لن يطول حتى يأخذ الاحتلال حسابه العسير"، مشيراً إلى أن "الاحتلال اعتاد طيلة سنوات الصراع على استهداف الأطفال والنساء والشيوخ".
وأكد البرلماني الفلسطيني أن "المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جريمة الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة بحق الأطفال الثلاثة"، مشدداً على أن "دماء الأطفال الثلاثة وباقي الشهداء الذين ارتقوا لن تذهب هدراً".
بدوره، قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، ورئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى، خالد البطش، إن "جريمة الاحتلال الأخيرة تحمل رسالة للشعب الفلسطيني مفادها بأنه من غير المسموح تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار وأنه عليكم العيش تحت الضغط".
واعتبر البطش في كلمة ألقاها خلال تشييع الشهداء، أن "استهداف الأطفال الثلاثة بهذه القوة يأتي في سياق المناكفة السياسية الإسرائيلية الداخلية وحسابات الانتخابات بين الأحزاب المختلفة"، مؤكداً أن "المسيرات ستتواصل بشعبيتها وبأدواتها السلمية حتى تحقيق أهدافها كاملة".
ودعا الجماهير الفلسطينية للحفاظ على سلمية وشعبية مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار من أجل استمرار المسيرات بشكلٍ يضمن لها تحقيق أهدافها، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "لن يسمح للاحتلال بعسكرة هذا الحراك الجماهيري من أجل الانقضاض عليه وإنهائه".
وأضاف البطش أن "الحراك الجماهيري والشعبي المتمثل في مسيرات العودة هو أداة كفاحية شعبية واسعة الانتشار ستكون حاضرة إلى جانب سلاح المقاومة"، لافتاً إلى أن "المقاومة ستبقى تحمي مسيرات العودة ولن تترك الاحتلال يتغول على الشعب الفلسطيني".
وشدد القيادي في "الجهاد الإسلامي" على "حجم الثقة الكبيرة في المقاومين ودورهم في حماية الحراك الجماهيري والشعب الفلسطيني، من خلال غرفة العمليات المشتركة التي تضم مختلف الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في القطاع".
وشهد القطاع، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد، تظاهرات عفوية قام بها المئات من أجل مطالبة المقاومة بالرد على جريمة اغتيال الأطفال الثلاثة التي أحدثت غضباً وسخطاً واسعاً في الشارع الفلسطيني.