فقدت السوريّة غالية رحّال ابنها الشاب خالد العيسى خلال تغطيته هجوم النظام السوري على حلب، وأسّست أحد أنجح مشاريع دعم وتمكين المرأة السوريّة في البلاد، لتفوز بجائزة "المرأة البطل والثقة" التي تقدّمها وكالة الأنباء "رويترز"، كنتيجة لأنشطتها الاجتماعيّة الناجحة. وتعدّ رحّال إحدى أكثر النساء إلهاماً في سورية، ومن بين الناشطات البارزات في الثورة.
ولدت في مدينة الثورة التابعة لمحافظة الرقة في 17 فبراير/ شباط في عام 1974، ولديها ثلاثة أبناء وفتاة، بينهم الإعلامي خالد الذي قُتل في حلب العام الماضي. هي نفسها، أسّست منظمة "مزايا"، وهي رئيستها حاليّاً ومديرة مكتب المرأة، وقد عمدت إلى إدخال الأنشطة النسائية لتفعيل دور المرأة ومواكبة مشاكلها وهمومها في سورية.
تقول رحّال لـ "العربي الجديد": "كغيري من نساء سورية، خسرت ابني وبيت العائلة، وصرت بعيدة عن بقيّة أولادي الذين هاجروا إلى ألمانيا". تتحدّث عن معاناة النساء السوريّات في ظلّ الظروف الراهنة. تقول: "أعمل 12 ساعة بالتعاون مع نساء كثيرات في ظروفٍ غير عادية"، مشيرة إلى أنّ "المرأة عانت من ضغوط نفسيّة كبيرة وعدم استقرار بسبب الحرب والفراق وهجرة الأبناء أو استشهادهم. كلّ هذا أدى إلى اختفاء الفرح من بيوتنا".
تتابع أنّ الحرب والقصف المستمر ساهما في زيادة معاناة المرأة. قبل أيام، عاشت ليلة صعبة في مدينة كفرنبل، حين اشتدّ القصف طوال الليل، ما منع الناس من النوم، وأرعب الأطفال والنساء. لكنّ بعد توقّف القصف، توجهت إلى المركز للعمل "ما من شيء يمكن أن يثنيني عن المتابعة".
وعن الدور الذي فُرض على المرأة خلال الثورة، تقول إن معظم النساء كنّ يتّكلن على أزواجهن أو أولادهنّ الشبان لتأمين معظم متطلّبات الحياة. لكنّ بات يتوجّب على المرأة اليوم المشاركة في قيادة هذه المرحلة، وتأدية مهام داخل المنزل وخارجه. من هنا، اختارت أن يكون شعار منظّمتها "لم أعد عبئاً بل أصبحت سنداً". تشير إلى أنّ النساء اللواتي يعملن معها في المركز مؤمنات بهدف يجب تحقيقه، موضحة أنّ "الأشخاص الذين لديهم أهداف يرفضون الاستسلام، حتّى لو كان الثمن هو الموت".
اقــرأ أيضاً
ترى رحّال أنّ المرأة السوريّة قدّمت ما تستطيع تقديمه، وقطعت أشواطاً للحصول على حرّيتها الشخصية، وحصلت على بعض حقوقها بعد الثورة. وعن هجرة الشباب، تقول إنّنا "نربّيهم على أن يعودوا إلى بلادهم حين تحتاجهم". تضيف: "قبل أن يسافر أولادي إلى ألمانيا، أخبرتهم بأن السفر سيكون مؤقتاً، ويجب عليهم العودة حين تبدأ عمليّة إعادة إعمار سورية".
تؤكّد أن المرأة السورية قادرة على المشاركة في مرحلة البناء في سورية بعد انتصار الثورة، شرط تأهيلها وتدريبها لمدّة لا تقل عن أربع سنوات. وتقترح إعداد كوادر نسائية سرّية وتأهيلها، لافتة إلى أنّ هذا سيجعل المرأة السورية تلعب دوراً رئيسياً في بناء سورية الجديدة.
وعن سبب بقائها في سورية ورفضها الهجرة، توضح رحّال أنها حصلت على فرص كثيرة، ومنها تأشيرة إلى بريطانيا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، لكنّها رفضت المغادرة "نحن الذين أطلقنا الثورة. ففي حال هاجرنا، من سيبقى فيها؟ وإذا كنّا سنموت في النهاية، الأفضل أن نموت في وطننا". وتُطالب رحّال بمنح المرأة السورية مزيداً من الخصوصية. تقول إنّه في حال أرادت المرأة العمل في سورية "فعليها العمل بصمت بعيداً عن الأعين". وتنصح منظّمات المجتمع المدني بالعمل من دون ترويج لأنشطتها لأن الأساس هو أن يكون هناك عمل جدّي وتخطيط وإيمان.
تطالب رحال بأن يكون هناك تكتّل نسائي في سورية وخارجها، بهدف توحيد الأصوات النسائية السورية وتمكينها وتقويتها لبناء سورية، لافتة إلى أن هذا التكتّل ليس موجوداً حتى الآن، علماً أن النساء السوريّات مضطرات على حلحلة الكثير من المشاكل.
وعن مشروعها "مزايا"، تقول إنه يساهم في تنظيم دورات تدريبية ونشاطات للنساء والأطفال، والهدف هو مساعدة النساء على الاعتماد على أنفسهن. بعد مرور خمس سنوات على تأسيس المركز "حقّقتُ 35 في المائة من الأهداف التي أطمح إليها شخصيّاً". توضح أنّه مهما كان الإعلام قوياً ومتابعاً لهموم ومشاكل المرأة في سورية، فإنه لن يتمكّن من نقل جزء صغير من معاناتها الحقيقية التي تعيشها يومياً، في ظلّ فقدان أفراد من العائلة، وزواج القاصرات، والفقر، والأمية، والعنف الجسدي والنفسي. تختم: "أرى هذه المشاكل يومياً، لكن لا أستطيع تقديم أيّة حلول".
اقــرأ أيضاً
ولدت في مدينة الثورة التابعة لمحافظة الرقة في 17 فبراير/ شباط في عام 1974، ولديها ثلاثة أبناء وفتاة، بينهم الإعلامي خالد الذي قُتل في حلب العام الماضي. هي نفسها، أسّست منظمة "مزايا"، وهي رئيستها حاليّاً ومديرة مكتب المرأة، وقد عمدت إلى إدخال الأنشطة النسائية لتفعيل دور المرأة ومواكبة مشاكلها وهمومها في سورية.
تقول رحّال لـ "العربي الجديد": "كغيري من نساء سورية، خسرت ابني وبيت العائلة، وصرت بعيدة عن بقيّة أولادي الذين هاجروا إلى ألمانيا". تتحدّث عن معاناة النساء السوريّات في ظلّ الظروف الراهنة. تقول: "أعمل 12 ساعة بالتعاون مع نساء كثيرات في ظروفٍ غير عادية"، مشيرة إلى أنّ "المرأة عانت من ضغوط نفسيّة كبيرة وعدم استقرار بسبب الحرب والفراق وهجرة الأبناء أو استشهادهم. كلّ هذا أدى إلى اختفاء الفرح من بيوتنا".
تتابع أنّ الحرب والقصف المستمر ساهما في زيادة معاناة المرأة. قبل أيام، عاشت ليلة صعبة في مدينة كفرنبل، حين اشتدّ القصف طوال الليل، ما منع الناس من النوم، وأرعب الأطفال والنساء. لكنّ بعد توقّف القصف، توجهت إلى المركز للعمل "ما من شيء يمكن أن يثنيني عن المتابعة".
وعن الدور الذي فُرض على المرأة خلال الثورة، تقول إن معظم النساء كنّ يتّكلن على أزواجهن أو أولادهنّ الشبان لتأمين معظم متطلّبات الحياة. لكنّ بات يتوجّب على المرأة اليوم المشاركة في قيادة هذه المرحلة، وتأدية مهام داخل المنزل وخارجه. من هنا، اختارت أن يكون شعار منظّمتها "لم أعد عبئاً بل أصبحت سنداً". تشير إلى أنّ النساء اللواتي يعملن معها في المركز مؤمنات بهدف يجب تحقيقه، موضحة أنّ "الأشخاص الذين لديهم أهداف يرفضون الاستسلام، حتّى لو كان الثمن هو الموت".
ترى رحّال أنّ المرأة السوريّة قدّمت ما تستطيع تقديمه، وقطعت أشواطاً للحصول على حرّيتها الشخصية، وحصلت على بعض حقوقها بعد الثورة. وعن هجرة الشباب، تقول إنّنا "نربّيهم على أن يعودوا إلى بلادهم حين تحتاجهم". تضيف: "قبل أن يسافر أولادي إلى ألمانيا، أخبرتهم بأن السفر سيكون مؤقتاً، ويجب عليهم العودة حين تبدأ عمليّة إعادة إعمار سورية".
تؤكّد أن المرأة السورية قادرة على المشاركة في مرحلة البناء في سورية بعد انتصار الثورة، شرط تأهيلها وتدريبها لمدّة لا تقل عن أربع سنوات. وتقترح إعداد كوادر نسائية سرّية وتأهيلها، لافتة إلى أنّ هذا سيجعل المرأة السورية تلعب دوراً رئيسياً في بناء سورية الجديدة.
وعن سبب بقائها في سورية ورفضها الهجرة، توضح رحّال أنها حصلت على فرص كثيرة، ومنها تأشيرة إلى بريطانيا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، لكنّها رفضت المغادرة "نحن الذين أطلقنا الثورة. ففي حال هاجرنا، من سيبقى فيها؟ وإذا كنّا سنموت في النهاية، الأفضل أن نموت في وطننا". وتُطالب رحّال بمنح المرأة السورية مزيداً من الخصوصية. تقول إنّه في حال أرادت المرأة العمل في سورية "فعليها العمل بصمت بعيداً عن الأعين". وتنصح منظّمات المجتمع المدني بالعمل من دون ترويج لأنشطتها لأن الأساس هو أن يكون هناك عمل جدّي وتخطيط وإيمان.
تطالب رحال بأن يكون هناك تكتّل نسائي في سورية وخارجها، بهدف توحيد الأصوات النسائية السورية وتمكينها وتقويتها لبناء سورية، لافتة إلى أن هذا التكتّل ليس موجوداً حتى الآن، علماً أن النساء السوريّات مضطرات على حلحلة الكثير من المشاكل.
وعن مشروعها "مزايا"، تقول إنه يساهم في تنظيم دورات تدريبية ونشاطات للنساء والأطفال، والهدف هو مساعدة النساء على الاعتماد على أنفسهن. بعد مرور خمس سنوات على تأسيس المركز "حقّقتُ 35 في المائة من الأهداف التي أطمح إليها شخصيّاً". توضح أنّه مهما كان الإعلام قوياً ومتابعاً لهموم ومشاكل المرأة في سورية، فإنه لن يتمكّن من نقل جزء صغير من معاناتها الحقيقية التي تعيشها يومياً، في ظلّ فقدان أفراد من العائلة، وزواج القاصرات، والفقر، والأمية، والعنف الجسدي والنفسي. تختم: "أرى هذه المشاكل يومياً، لكن لا أستطيع تقديم أيّة حلول".