غالاكسي فولد: هكذا تحوّل إلى كابوس "سامسونغ"

24 ابريل 2019
أعلنت الشركة عن هاتفها في فبراير الماضي (جاستن ساليفان/Getty)
+ الخط -
في أسبوع واحد، تحوّل هاتف "سامسونغ" الذكي القابل للطي والذي تبلغ تكلفته ألفي دولار، من أداةٍ مذهلةٍ للمستقبل إلى كارثة وكابوس للشركة. فجهاز "غالاكسي فولد" الذي كان من المفترض أن يكون أول هاتف على الإطلاق مزودًا بشاشة تعمل باللمس قابلة للطي، تم الترويج له وكشف النقاب عنه وتوزيعه لعدد معيّن من المراجعين التقنيين في عرض تم تنظيمه بعناية على مدار الأشهر الستة الماضية. ولكن بمجرّد أن وصل أيدي المراجعين، تصدّعت الشاشة القابلة للطي، لتبدأ من بعدها مرحلة لملمة القصة ومحاولة معالجتها، ومعها سمعة الشركة، في حادثة ذكّرت بأزمة انفجار بطاريات "غالاكسي نوت 7" قبل ثلاث سنوات، عندما اضطرت الشركة لسحب الأجهزة من المنافذ، وهو ما كلّفها الكثير آنذاك.

لكن ماذا حدث؟ بدأت الشركة أواخر عام 2018 الماضي إعلاناتها وتشويقها للهاتف الأول. وبعد أشهرٍ من التكهّن، أعلنت الشركة عن الهاتف في حدثٍ أقيم يوم 20 فبراير/شباط الماضي. أتى الهاتف مع شاشة مرنة بقياس 7.3 بوصات عندما يكون مفتوحاً، وبشاشة خارجية بقياس 4.6 بوصات عندما يكون مطوياً. ويتألف نظام تصويره من ست كاميرات، ومزود بـ12 جيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي (رام) وسعة تخزين داخلية بحجم 512 جيغابايت، وبطارية بسعة 4380 ميلي أمبير. يومها، كشفت "سامسونغ" عن الهاتف "عن بُعد"، ولم تسمح للصحافيين بالاقتراب منه وتصويره عن كثب، كما يحصل عادةً في هذه المناسبات.

بعد شهرين، قدّمت الشركة عيّنات للهاتف لخبراء تكنولوجيين ومراسلين مختصّين بالتكنولوجيا، آملةً في ردود فعلٍ تُثني على اختراعها ذاك. لكنّ المفاجأة جاءتها بتقارير ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُوثّق العيوب التي طاولت شاشة الهاتف، بعد يوم واحد من استخدامه. إذا واجه المراجعون التقنيون مشاكل بعد إزالتهم عن غير قصد الطبقة العليا من شاشة الجهاز الجديد، معتقدين أنها كانت بمثابة غطاء واقٍ، ما أدى إلى تمزيق جزء من شاشة الهاتف. وأعلن آخرون أنهم لم يقوموا بإزالة أي جزء من الشاشة، ومع ذلك أبلغوا عن مشكلات تتعلق بمفاصل الجهاز أو الشاشات. وتضمّنت العيوب كسوراً وانتفاخات ووميضاً في الشاشات.

ردّت الشركة الكورية على هذه الشكاوى بأنها ستحقق في الأسباب الكامنة وراء الخلل، وأن الجهاز سيكون متوفراً يوم الجمعة المقبل من دون تغيير في المواعيد. لم تحدد "سامسونغ" عدد وحدات الاختبار، التي واجهت مشكلات، لكنّها قالت إن "عدداً محدوداً" قد تأثر وإنها "ستفحص هذه الوحدات بدقة لتحديد سبب المشكلة". وصباح الإثنين، أعلن مسؤول في "سامسونغ إلكترونيكس" إرجاء مناسبات إعلامية للهاتف كانت مقررة هذا الأسبوع في هونغ كونغ وشنغهاي. وقبل أن ينتهي اليوم، أجّلت شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية طرح هاتفها حتى الشهر المقبل، على الأقل، بدلاً من يوم الجمعة المقبل. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر لم تسمها أن التأجيل هو أحدث تداعيات خلل في المنتج اكتشفه المراجعون. وكانت الشركة تخطط لبدء مبيعات كوريا الجنوبية وأوروبا في مايو/ أيار، في حين لم تكشف بعد عن موعد بدء مبيعات الصين. كما سحبت عينات التجربة من الخبراء والمراسلين.

ويأتي هذا المشكل في وقت حرج بالنسبة لأكبر شركة لصناعة الهواتف الذكية في العالم، إذ فقدت شركة "سامسونغ" بعض بريقها أمام منافسيها الصينيين الأقل تكلفة، خصوصاً "هواوي" المنافسة الرئيسية، والتي أعلنت بدورها عن هاتف قابل للطي. وكانت "سامسونغ" تأمل أن يساعد التصميم الفريد لـ"غالاكسي فولد" في تنشيط مبيعاتها، خصوصاً بعدما أدى عدم وجود تقدم كبير في الأجهزة أو البرامج، إلى زيادة الضغط على الشركات الأوسع نطاقاً، إذ تمسّك الناس بهواتفهم لفترة أطول، ما أدى إلى أول انخفاض سنوي في مبيعات الهواتف الذكية العالمية العام الماضي. وبحسب "رويترز"، تخطط سامسونغ لبيع مليون جهاز غالاكسي فولد هذا العام أي ما يعادل أقل من نصف في المئة من 291.3 مليون جهاز هاتف ذكي باعتها الشركة عام 2018.
المساهمون