قصفت طائرات عملية، "عاصفة الحزم"، اليوم الاثنين، مطار عدن الدولي، الذي يتواجد فيه مسلحين حوثيين، وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، تزامناً مع خروج الآلاف في محافظة تعز، في تظاهرة للمطالبة باسترداد مؤسسات الدولة من سيطرة (الحوثيين).
وقال سكان محليون ومصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الطائرات استهدفت مدرج المطار، ونفذ من خلال غارتين جوتين".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشن فيها طائرات "عاصفة الحزم" ، غارات داخل عدن، وبعد ساعات من استهداف رتل عسكري في محيط المدينة، من الجهه الشرقية، تحديداً في منطقة العلم، مدخل عدن الشرقي.
وطال القصف، بحسب المصادر، قوة للحوثيين تتمركز في الجهة الشمالية الشرقية لمطار عدن باتجاه حي العريش، بمدينة خور مكسر".
ورد الحوثيين بمضادات الطيران، وأطلقوا عدد من القذائف بشكل عشواي باتجاه عدد من المدن، وفقاً للمصادر ذاتها.
وقال سكان محليون ومصادر طبية إن "القصف الذي يشنه الحوثيون بشكل عشوائي على مناطق عدة بعدن أودى بحياة 12 شخصاً خلال استهداف حافلة ركاب وحي سكني في مدينة خور مكسر".
وطال القصف صباحاً منطقة "النهدين" جنوبي العاصمة التي تقع فيها دار الرئاسة، فيما سمعت المضادات الأرضية بكثافة في أوقات متقطعة طوال النهار، خلافاً للأيام الماضية التي كان القصف فيها يشتد ليلاً ويهدأ نهاراً.
وجاءت هذه التطورات، بالتزامن مع ضربات متواصلة في محافظة صعدة، شمالي البلاد، تستهدف مواقع الحوثيين، ولفتت مصادر محلية إلى أن القصف طال العديد من المديريات، وفي مقدمتها "كتاف" و"شدا" ومدينة "صعدة" ومطارها ومناطق محيطة بها، وكذلك الجبال الواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
كذلك اندلعت معارك عنيفة في محافظتي عدن والضالع، حيث تتقدم قوات الجيش الخاضعة لنفوذ الرئيس السابق علي عبدالله صالح وخاضت مواجهات مع مسلحي "اللجان الشعبية" الموالين للرئيس عبدربه منصور هادي.
وتضاربت الأنباء حول عدد الذين استهدفوا خلال قصف على مخيم للنازحين في مديرية حرض قرب الحدود مع السعودية، ففي حين نقلت وكالة ( فرانس برس) عن متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة قوله إن "عدد القتلى 45 والجرحى 65"، أوضح مصدر في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بصنعاء لـ "العربي الجديد"، أن "نحو 30 شخصاً قتلوا، بينما أصيب 40 آخرين".
وأوضح المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه، أن "القتلى سقطوا جراء سقوط أربع قذائف مجهولة المصدر في مخيم "المزرق" بمديرية حرض، وهو مخيم يضم نازحين من مناطق الصراع في محافظة صعدة، أثناء الحروب بين الحكومة وحركة أنصار الله (الحوثيين)، بين عامي 2004 و2010".
وبحسب المصدر، فإن "إحدى القذائف سقطت في سوق المزرق، وأخرى استهدفت جسراً قرب المنطقة". مؤكداً في الوقت ذاته أن المكان لا يحوي أي مواقع عسكرية. واتهم الحوثيون الطيران السعودي باستهداف المخيم، فيما لم يعرف بعد المزيد من التفاصيل.
تظاهرات ضد الحوثيين في تعز
خرج آلاف اليمنيين، في محافظة تعز، جنوب اليمن، في تظاهرة نظمها ناشطون شباب، مطالبين باسترداد مؤسسات الدولة من سيطرة الحوثيين.
وانطلقت المظاهرة من منطقة "بئر باشا" إلى موقع معسكر اللواء 35، تأييداً لإعلان معظم كتائب هذا اللواء التي أعلنت تأييدها لعبدربه منصور هادي رئيساً شرعياً لليمن.
وجدد المتظاهرون رفضهم لممارسات مسلحي جماعة الحوثيين في المحافظات الجنوبية، ومحاولة الجماعة زعزعة أمن واستقرار تعز.
ورُفعت في التظاهرة لافتات تضمنت شعار "عاصفة الحزم"، وذكر شهود عيان أن التظاهرة وصلت إلى موقع اللواء الكائن في الجهة الغربية من مدينة تعز.
وأشار الشهود إلى أن "المتحدث باسم أركان حرب اللواء "35" المكلف بقيادة المعسكر بعد طرد قائده السابق الموالي للحوثيين، رحب بالمتظاهرين، وأكد لهم الوقوف بجانب أمن واستقرار تعز"، مشدداً على "استعدادهم لتصدي لأي جماعة تحاول إثارة الفوضى في محافظة تعز".
قصف وحصار بعدن
وفي عدن، تعرض عدد من مناطق لقصف كبير بقذائف الهاون والدبابات والمدافع، من قبل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح.
وأكد سكان محليون، في مدن خور مكسر والشيخ عثمان ودار سعد ومنطقة عمار المختار، أنهم يقبعون تحت القصف العشوائي، من قبل الحوثيين وقوات صالح، في المرابطة على مداخل عدن وفي محيطها. ويستهدف القصف الأحياء السكنية المأهولة بالسكان، والتي تعتبر من أكثر مناطق عدن كثافة وازدحاماً سكانياً.
من جانب آخر، ارتفعت أصوات منظمات العمل الإنساني والأهالي وعدد من المسؤولين المحليين في عدن، بالتدخل الإنساني في عدن، على خلفية الحصار الشامل الذي تفرضه القوات الموالية لصالح، والمسلحون الحوثيون، وسط نزوح كبير للأهالي.
وقال مسؤول في قيادة السلطات المحلية بعدن لـ "العربي الجديد"، إن "الحوثيين يفرضون حصاراً شاملاً على مقومات الحياة".