عيديّة وثياب جديدة ولعب في فلسطين

15 يونيو 2018
عشيّة عيد الفطر في رام الله (عصام الريماوي/فرانس برس)
+ الخط -
يُجمِع الكل على أنّ عيد الفطر هو عيد للأطفال وعلى أنّهم أحقّ بالفرحة من سواهم، ففيه ينتظرون عيديتهم ويحصلون على ما يتمنّون ويرتدون ثيابهم الجديدة ويلهون بألعاب تأجّل موعد شرائها حتى أوّل أيام العيد. لكنّ بهجة العيد تبقى للجميع، وضمانتها عادات وطقوس مختلفة. ويبدو أنّ نمط الحياة اليوم، لا سيّما النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، كان له أثره على تلك الطقوس وقد ساهم في تدهور التواصل الحقيقي بين الناس.

إبراهيم مخلوف، مدرّس فلسطيني (58 عاماً)، يقول لـ"العربي الجديد"، إنّه "على الرغم من بساطة الناس وعفويتهم في السابق، إلا أنّ عيد الفطر كانت له بهجته الخاصة من خلال لمّة العائلة كلها والتنقّل بين بيوت الأقارب لمشاركتهم عيد الفطر وتهنئتهم به". يضيف: "الأمر اختلف في أيامنا هذه، لكنّ ذلك لا يعني أنّ الناس توقّفوا عن زيارة أقاربهم في عيد الفطر. ما زالوا يفعلون إنّما ليس بالعفوية والبساطة السابقتَين". ويتذكّر مخلوف عيد الفطر "عندما كنت صغيراً أرافق وإخوتي والدنا إلى المسجد لصلاة عيد الفطر، مرتدين ملابس لو عُرضت على أطفال اليوم لما نظر أحد إليها أو ارتداها. بعد الصلاة، كنّا نخرج إلى المقبرة ونقرأ الفاتحة عن أرواح موتانا، ثمّ نلقي التحية على الناس في طريقنا، قبل أن نزور خالاتنا وعماتنا وأقاربنا ونجتمع أخيراً في بيت واحد وسط أجواء جميلة لا يمكن نسيانها".




من جهته، يرى عاهد الشخشير (50 عاماً)، وهو من مدينة نابلس، شماليّ الضفة الغربية المحتلة، أنّ "التكنولوجيا ألهت مع تطوّرها المخيف، الناس وعقّدت حياتهم وقلبتها رأساً على عقب. فازداد استخدام الناس لها، صغاراً وكباراً، واستبدلوا العلاقات الاجتماعية الحقيقية بها. واليوم، يكتفي كثيرون بتبادل التهاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي". يضيف الشخشير لـ"العربي الجديد"، أنّه "حتى لو التقى الناس اليوم في البيوت وجهاً لوجه، فإنّهم يظلون منشغلين بأجهزتهم الخلوية"، مؤكداً أنّ "ماديّة الحياة وتطوّرها السريع سرقتا الناس من البساطة وأبعدتهم عن الحياة الاجتماعية الجميلة التي كانت أولوية في السابق".

عيد الفطر الذي يتحدّث عنه الكبار يختلف عن عيد الصغار اليوم. سيدرا عبيدات (12 عاماً)، تنتظر العيد "لأنه يشعرني بالفرح". لكنّها لا تمارس طقوسه القديمة، بل تكتفي بجمع عيدياتها من أجل شراء بعض الحاجيات والألعاب التي تحلم عادة باقتنائها. ففي يوم عيد الفطر، تستيقظ سيدرا باكراً وترتدي ملابسها الجديدة كبقية أطفال بلدتها السواحرة الشرقية، جنوب القدس المحتلة، وترافق والدَيها في زياراتهما للأقارب. وتوضح سيدرا لـ"العربي الجديد"، أنّ "العيدية أحصل عليها من أخوالي وأعمامي ومن والدَي، وبعدها أبدأ بالتخطيط لما أريد شراءه".

أمّا لين تيم (ثمانية أعوام)، من بلدة بيت ساحور، شرق مدينة بيت لحم، فتشعر بأنّ عيد الفطر لعب ومرح. وتعبّر عن سعادتها بلباسها الجديد، وما تحصل عليه من عيديات لتشتري الألعاب والحلويات. وتنفق لين، بحسب ما تخبر "العربي الجديد"، كلّ ما تحصل عليه في شراء العرائس والحلويات. وهذا العيد، تبدو متحمسة لمرافقة والدها عند زيارته لشقيقاته، فهي تنوي جمع مال أكثر من ذلك الذي حصلت عليه في عيد الفطر الماضي.

من جهتها، حبيبة زبون (سبعة أعوام)، من سكان مخيّم العزة للاجئين الفلسطينيين، شمالي مدينة بيت لحم، تتمنى أن تكبر أكثر في كلّ عيد حتى تحصل على عيدية أكبر مثلما هي حال شقيقاتها اللواتي يكبرنها سناً. تقول لـ"العربي الجديد"، إنّها تحب اللعب كثيراً في العيد، وخلاله تصبح جميلة بلباسها الجديد.




خالد العزة (تسعة أعوام)، من مخيّم العزة كذلك، وهو يرغب خلال عيد الفطر هذا في شراء مسدس يطلق حبيبات بلاستيكية صلبة، ليلعب "شرطة وحرامية" تماماً مثلما اعتاد صغار أيّام زمان لعبها. قبل أيام، راح خالد ينتظر العيد على أحرّ من الجمر، ويأمل في أن يحصل على عيدية كافية تمكّنه من شراء ذلك المسدس.