عودة "الائتلاف السوري" إلى الداخل "المحرّر": بالون اختبار؟

26 مايو 2014
مرّ شهر من دون اجتماع "الهيئة السياسية" (أرشيف/فرانس برس/getty)
+ الخط -

رمت الهيئة السياسية لـ"الائتلاف السوري" المعارض، خلال اجتماعها في اسطنبول، يوم السبت، "بالون احتبار"، عندما طرحت "فتح مكاتب للائتلاف والحكومة المؤقتة داخل المدن السورية"، علّها بذلك، تحرك مياه أدائها الراكدة وتمتص ولو جزءاً من فائض الغضب الشعبي على "فشل الائتلاف" في تسليح المعارضة.

وبحسب ما تسرّب عن اجتماع الهيئة السياسية، الذي تعقده بعيداً عن الإعلام، فإن عدم الرضى كان النقطة البارزة. وكان السعي لاسترضاء "الثورة"، هو محور اللقاء الذي نوّع في طرحه وتبريراته، وبالغ في تقدير نتائج "جولة الائتلاف" إلى واشنطن فلندن ومن ثم باريس، علّ أداء المعارضة السياسي، وإن كلامياً، يرقى إلى مستوى التحديات التي تحيق بثورة السوريين، إن لجهة تمدّد النظام على الأرض واستمرار مسلسل قضم المدن عبر خدع الهدنة، أم لناحية استمرار النظام بالإعداد لما يسمّيه "الانتخابات" الرئاسية. وعلى الرغم من المصائب التي تتعرض لها الثورة، فإنّ الهيئة السياسية لـ"الائتلاف" لم تجتمع منذ حوالى شهر كامل. من أجل ذلك، رمت الهيئة "بكامل حمولتها" دفعة واحدة، فطرحت خطة فتح مكاتب لـ"الائتلاف" وللحكومة المؤقتة داخل المدن السورية، كـ"خطوة عملية لتوثيق العلاقة مع الأهالي والمقاتلين الذين يقومون بحمايتهم من الشبيحة والميليشيات الإرهابية التي يستوردها الأسد من النظام الإيراني".

وقيّم الأعضاء نتائج الجولات الدبلوماسية التي قام بها رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، إلى واشنطن وباريس ولندن، وبحثوا النقاط الأساسية التي سيشرع مسؤولو سفارات الائتلاف بتنفيذها، بعد رفع التمثيل الدبلوماسي في واشنطن وباريس ولندن. ولم يَفُتْهُم التعبير عن الخيبة جراء "الفيتو" الروسي الصيني الأخير على مشروع القرار الفرنسي في نيويورك، والتعبير عن قلقهم لما يعانيه السوريون من قتل وتنكيل، والتشديد على ضرورة مدّ "الجيش الحر" بالسلاح النوعي...
وبعد اجتماع الهيئة السياسية لـ"الائتلاف"، قال سفير الائتلاف في باريس، منذر ماخوس، إنه سيكون هناك تحركاً دبلوماسياً آخر على مستوى وزراء الخارجية العرب في منتصف الشهر المقبل، من أجل اتخاذ القرار بشأن تسليم مقعد الجامعة العربية للائتلاف الوطني، بعدما اعترفت به كـ"ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري".

ويتساءل كثيرون عن أهمية الحصول على "مقعد الجامعة" اليوم، بعد انتزاعه خلال القمة التي استضافتها الكويت قبل أشهر، رغم حصول الائتلاف على تمثيل سورية خلال قمة الدوحة التي سبقتها، وأي فائدة يمكن أن تُرتجى من كرسي الجامعة؟

أما الخبر الآخر الذي خرج من الاجتماع، والذي يمكن اعتباره حدثاً، فقد طرح نقل مكاتب الائتلاف والحكومة إلى المناطق "المحررة" في الداخل. رغم أن هذا الطرح مكرر، وطُرح مراراً كطريقة لامتصاص فائض غضب الثوار نتيجة عدم إحساسهم بالقرب من "ممثليهم".

ويرى عدد من المراقبين أن الفائدة الوحيدة من هذا الطرح، في حال تم تنفيذه، ولم يبقَ مجرد بالون اختبار، في أنه سيوفّر من النفقات التي تُصرف على الطيران والمؤتمرات والفنادق، وربما تعود إلى الشعب السوري وهي التي أتت أصلاً على شكل هيئة مساعدات لأجله.

المساهمون