11 يونيو 2019
عن يهود تونس
محمد محسن عامر (تونس)
يهود تونس مكوّن إثني عريق سابق للوجود العربي الإسلامي، وعاش في سلام في تونس، في أغلب الحقب التاريخية، وهم ثقافيا تونسيون، إذ إنّ اختلاف اليهود ثقافياً عن باقي السكان في حقيقته لا يعدو أن يكون اختلافاً مناطقياً شبيهاً باختلاف عادات سكان الجريد مثلاً عن سكان جبال خمير في الشمال الغريي، بل إنّ يهود حارة نقطة في الجنوب التونسي مثلاً مختلفون عن عادات أبناء ديانتهم في جربة باعتبار أنّهم متماهون مع التكوين الثقافي للمناطق التي عاشوا فيها.
يجب الإقرار بأنّ اليهود العرب كانوا ضحية لعاملين، الأوّل تراث ثقافي أسطوري معاد لهم يعتبر أنّ "قيام الساعة" لن يحدث إلا بتطهير اليهود عندما يتكلم الحجر والشجر في الرواية الدينية الإسلامية. والأهم موجة العداء لليهود التي رافقت النكبة الفلسطينية، ودفعتهم بتواطؤ استعماري عبر صفقات مع الأنظمة الحاكمة لتهجيرهم نحو فلسطين المحتلة، نظراً إلى أن موجات هجرة "الإشكناز" لم تكن كافية بالنسبة لدولة الإحتلال، لتحقيق أغلبية ديمغرافية لصالح اليهود في فلسطين المحتلة.
يهود تونس في علاقة معقدة مع الكيان الصهيوني، سببها علاقات القرابة مع من كانوا يوماً تونسيين، وتنازلوا عن انتمائهم لصالح دولة الإحتلال، ساعدتهم في ذلك علاقات النظام التونسي مع الكيان سراً، وصولاً إلى مكتب العلاقات العلني في تل أبيب الذي كلّف به وزير الخارجية الحالي في حكومة النهضة/ نداء تونس، خميس الجهيناوي.
تحول موسم الغريبة إلى مناسبة سياسية لا دينية، إذ أنّه إلى جانب حج اليهود من كل أصقاع العالم بما فيها "دولة إسرائيل"، أصبح وجهة مفضلة للسياسيين من أجل إرسال رسائل سياسية عن "التسامح" الديني كزيارة مورو البارزة وسياسيين آخريين وإرسال إشارات للخارج حول الموقف من القضية الفلسطينية الذي كان رفض تمرير قانون تجريم التطبيع تعبيره الأبرز .
لن يكون إغلاق ملف يهود تونس إلا عبر مسلكين، هو اعتراف علماني بالتعدّد، وهذا لا يكون عبر الشعارات، ولكن ضمن موقف مواطني شامل تجاه كل أبناء الوطن، والثاني عبر موقف سيادي واضح من الكيان الصهيوني، ناجز وحاسم في مسألة تجريم التطبيع مع دولة الإحتلال.
بول صباغ وجلبير نقاش وجوج عدة والشيخ العفريت وحييب مسيكة.. أسماء نجحت في أن تمنحنا درساً في المواطنة والاعتراف بالآخر المختلف نضالاً يسارياً، كتابة، فناً وموسيقى، إنّ النضال من أجل تحرير فلسطين هو نضال من أجل تحرير اليهود من إيديولوجيا فاشية متخلّفة.
يجب الإقرار بأنّ اليهود العرب كانوا ضحية لعاملين، الأوّل تراث ثقافي أسطوري معاد لهم يعتبر أنّ "قيام الساعة" لن يحدث إلا بتطهير اليهود عندما يتكلم الحجر والشجر في الرواية الدينية الإسلامية. والأهم موجة العداء لليهود التي رافقت النكبة الفلسطينية، ودفعتهم بتواطؤ استعماري عبر صفقات مع الأنظمة الحاكمة لتهجيرهم نحو فلسطين المحتلة، نظراً إلى أن موجات هجرة "الإشكناز" لم تكن كافية بالنسبة لدولة الإحتلال، لتحقيق أغلبية ديمغرافية لصالح اليهود في فلسطين المحتلة.
يهود تونس في علاقة معقدة مع الكيان الصهيوني، سببها علاقات القرابة مع من كانوا يوماً تونسيين، وتنازلوا عن انتمائهم لصالح دولة الإحتلال، ساعدتهم في ذلك علاقات النظام التونسي مع الكيان سراً، وصولاً إلى مكتب العلاقات العلني في تل أبيب الذي كلّف به وزير الخارجية الحالي في حكومة النهضة/ نداء تونس، خميس الجهيناوي.
تحول موسم الغريبة إلى مناسبة سياسية لا دينية، إذ أنّه إلى جانب حج اليهود من كل أصقاع العالم بما فيها "دولة إسرائيل"، أصبح وجهة مفضلة للسياسيين من أجل إرسال رسائل سياسية عن "التسامح" الديني كزيارة مورو البارزة وسياسيين آخريين وإرسال إشارات للخارج حول الموقف من القضية الفلسطينية الذي كان رفض تمرير قانون تجريم التطبيع تعبيره الأبرز .
لن يكون إغلاق ملف يهود تونس إلا عبر مسلكين، هو اعتراف علماني بالتعدّد، وهذا لا يكون عبر الشعارات، ولكن ضمن موقف مواطني شامل تجاه كل أبناء الوطن، والثاني عبر موقف سيادي واضح من الكيان الصهيوني، ناجز وحاسم في مسألة تجريم التطبيع مع دولة الإحتلال.
بول صباغ وجلبير نقاش وجوج عدة والشيخ العفريت وحييب مسيكة.. أسماء نجحت في أن تمنحنا درساً في المواطنة والاعتراف بالآخر المختلف نضالاً يسارياً، كتابة، فناً وموسيقى، إنّ النضال من أجل تحرير فلسطين هو نضال من أجل تحرير اليهود من إيديولوجيا فاشية متخلّفة.
مقالات أخرى
22 ابريل 2018
03 يناير 2018
29 مايو 2017