عندما تمتعض MTV من "العنصرية"

24 يونيو 2015
مكسيم خليل وكاريس بشار في "غداً نلتقي" (فيسبوك)
+ الخط -
قناة MTV اللبنانية ممتعضة. وقد عبّرت عن ذلك بوضوح في نشرتها الإخبارية ليلة أمس. ممتعضة من ماذا؟ الحقيقة أن المحطة منزعجة من عرض قناة LBCI اللبنانية أيضاً، لمسلسل "غداً نلتقي" السوري من تأليف رامي حنا وأياد أبو الشامات، وإخراج رامي حنا، وبطولة مكسيم خليل وكاريس بشار وعبد المنعم عمايري وغيرهم...
في رأي قناة MTV أن عرض المسلسل مهين للبنانيين، لأن في نصه ومشاهده "عنصرية سورية ضد اللبنانيين". وفي التقرير الذي عرضته القناة، تكشف لنا بعض مظاهر هذه العنصرية. ففي مشهد تحصل ملاسنة بين سائق لبناني وسائق سوري، فيعبّر السائق اللبناني عن غضبه لأن السائق الآخر سوري. أما المشهد الثاني فيظهر السائق السوري وهو يقول لأحد الأطفال السوريين معه وهو يؤنّبه: "فوق التل وتحت التل بنص الأشرفية هلق بفكرونا فلسطينيين يا حمار". تعبّر المراسلة عن غضبها المحق من وسم منطقة الأشرفية بالعنصرية ضد الفلسطينيين وضد السوريين. وتتابع في مشهد أخير، لتؤكد "عنصرية كاتب السيناريو"، وهو عندما تقول كاريس بشار إنها لا تحب السيدة فيروز!
كل ما سبق، جمعته المراسلة بطريقة غير مترابطة، لتخبرنا أنّ الكاتب عنصري، وأنّ العمل عنصري يشوّه صورة اللبنانيين، وفي دعوة مباشرة إلى الرقابة على الأعمال الفنية والإعلام، تخرج القناة علينا بدعوة للأمن العام ليتحرّك، ويوقف العمل.
في ما يلي لن ندخل في المنافسة الرمضانية المحتدمة بين القنوات اللبنانية، وفي إمكانية أن يكون هذا التقرير هو من باب الذبذبة بين المحطات اللبنانية، في رمضان، وقبله وبعده.
ماذا تريد تحديداً قناة MTV؟ أن تخبرنا ألا عنصرية ضد السوريين في لبنان؟ أن يخرج هذا الكلام عن MTV تحديداً مستفزّ، هي (وغيرها من لقنوات) التي أطلت علينا بمجموعة تقارير وبرامج تنضح عنصرية ضد السوريين، من برنامجها "الفكاهي" "ما في متلو" إلى تقاريرها الإخبارية. مثلها مثل أغلبية القنوات اللبنانية، التي عبّرت كل على طريقتها عن امتعاضها من اللجوء السوري في لبنان.

اقرأ أيضاً: العنصرية... كخبز يومي


ماذ تريد قناة MTV؟ أن تقول لنا إن اللبنانيين استقبلوا السوريين بأحضان مفتوحة؟ الاعتقال العشوائي للسوريين، القوانين المحلية الظالمة، الحملات الإلكترونية المحرضة ضدّهم، التظاهرات الداعية إلى "الحد من عمل السائقين السوريين في لبنان"، منع تعليم أطفال اللاجئين في المدارس الرسمية، توقيف السوريين في وسائل النقل العام وضربهم من قبل مواطنين تحت أنظار الأمن اللبناني، حرق خيام اللاجئين في بعض المناطق... وغيرها من الممارسات تكشف عكس ذلك.
وأخيراً ماذا تريد قناة MTV؟ أن تقول لنا إن من لا يحب فيروز هو عنصري ضد لبنان؟ طيّب هذه النقطة تحديداً لا تستحق الردّ...
 في لبنان عنصرية وعنصريون ضد السوري والفلسطيني، والعمال الأجانب والنساء... هذه هي الحقيقة التي وثقتها المنظمات الدولية، والجمعيات المحلية، وما عدا ذلك، تحريك لغرائز "وطنية" مصطنعة.






دلالات