قوبلت الحملات الانتخابية المبكرة التي أطلقها نواب وسياسيون عراقيون استعدادا للانتخابات المحلية المقبلة المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل، بأشكال جديدة من السخرية وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي للتهكم على الأساليب الغريبة لكسب أصوات الناخبين.
مدونون انتقدوا دعوة عضو البرلمان العراقي، جميلة العبيدي، لتشريع قانون يشجع تعدد الزوجات في العراق، واعتبروه دعاية انتخابية مبكرة، لنيل أصوات الرجال، بعد فشلها في تقديم اية خدمات للمرأة خلال وجودها بالبرلمان في الدورة الحالية.
أحمد محمد الركابي قال في تدوينه على "فيسبوك": "جميلة العبيدي أول الفائزين في الانتخابات البرلمانية القادمة ... جميلة العبيدي ضربة معلم". أما قتيبة محمد الأعرجي فعلق بالقول "جميلة العبيدي ضمنت أصوات الرجال في الانتخابات المقبلة"، في حين دعا عدي النعيمي جميع الرجال لمنح أصواتهم للنائبة المذكورة في الانتخابات. كما توقع عمار محمد النصر الله أن تستحوذ العبيدي على أغلب أصوات الرجال في الانتخابات، ومن جميع الطوائف والتوجهات.
أما الإعلامي العراقي محمد مؤيد فطالب بتغيير نصب ساحة التحرير وسط بغداد، وتحويله إلى نصب جميلة العبيدي بعد إقرار قانون تعدد الزوجات الذي اقترحته.
بخلاف الرجال، كانت ردود أفعال النساء على النائبة العراقية غاضبة، فالإعلامية مروة هاشم خاطبت العبيدي بالقول "صخم الله وجهج على هل دكة"، بمعنى "سوّد الله وجهك على هذا المقترح"، وتوعدت بتحطيم البرلمان على رؤوس النواب إذا أقروا القانون.
ونصحت عضو مجلس مفوضية حقوق الإنسان العراقية السابقة، بشرى العبيدي، بإنشاء سوق للجواري في العراق لحل مشكلات الأرامل والمطلقات والعوانس، ونشرت قائمة قالت إنها لأسعار النساء التي وضعتها "سيادة النائبة"، وتساءلت بسخرية "إللي يريد ينوع تنطوه زيادة لو تسوون خصم لو شلون؟
وأعلنت النائبة العراقية جميلة العبيدي أمس الأحد عن تبنيها مشروع قانون يدعو لتعدد الزوجات في العراق للحد من مشكلة وجود نحو أربعة ملايين أرملة ومطلقة وعانس في العراق، مطالبة الحكومة بتوفير مبالغ مالية لتشجيع الرجال وخصوصا الشباب على الزواج بأكثر من امرأة.
ورفضت عضو لجنة المرأة النيابية، ريزان شيخ دلير، اليوم الاثنين، مشروع قانون تعدد الزوجات المقترح، مؤكدة في مقابلة متلفزة أن المرأة العراقية ليست سلعة.
وأضافت "بالنسبة لي لا فرق بين داعش الذي يبيع بناتنا في سوق النخاسة، وبين العراقيين الذين يريدون بيع الأرامل المحترمات بذريعة قانون تعدد الزوجات"، موضحة أن هناك من يريد منح الرجال أموالا لشراء النساء.
أما الدعاية الانتخابية في محافظة ذي قار (390 كلم جنوب بغداد) لافتتاح مطار مدني فكانت مثارا لسخرية العراقيين خلال الأيام الماضية، باعتباره دعاية انتخابية مبكرة لمحافظ ذي قار يحيى الناصري، ووزير النقل كاظم فنجان بعد تبنيهما افتتاح المطار.
صفحات عراقية على مواقع التواصل الاجتماعية نشرت صورا لكتل كونكريت صبغت باللون الأبيض، وكتب عليها "مطار الناصرية الدولي"، كما نشرت صورا لسجادة حمراء ممزقة يقف عليها مسؤولون عراقيون، مشيرة إلى أن الصور تمثل جزءًا من مراسم افتتاح مطار الناصرية التي تمت يوم الجمعة الماضي.
الإعلامي العراقي حسام الحاج انتقد الصور التي وصفها بـ "البائسة" لمدخل المطار، التي قال إنها لصالة ومدرج عسكري قديمين، وعلق ساخرا "نعترف بالمنجز التاريخي العظيم للأحزاب والقوى السياسية النظيفة".
الأكاديمية العراقية سلامة سميسم قالت إن متابعتها لافتتاح المطار، ورؤية الصف الأول من الحضور، تشير إلى أن "فقاعة المطار انتخابية لجهة سياسية معينة، ومنفذ تمويلي لتلك الكتلة لا أكثر ولا أقل".
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر خيمة قال بعض الأشخاص الذين ظهروا فيها إنها صالة الاستقبال في مطار الناصرية.
يشار إلى أن الحكومة المحلية في محافظة ذي قار قالت إنها حولت قاعدة "الإمام علي" العسكرية إلى مطار مدني، وأقامت حفلا لافتتاح المطار حضره المحافظ يحيى الناصري، ووزير النقل كاظم فنجان.