عملية باب العامود في الصحافة الإسرائيلية: "نقطة تحول"

04 فبراير 2016
جيش الاحتلال و"الشاباك" عاجزين عن تحقيق حل ميداني (Getty)
+ الخط -

اعتبرت الصحافة الإسرائيلية عملية باب العامود التي وقعت أمس الأربعاء، واستشهد فيها ثلاثة شبان فلسطينيين فيما قتلت مجندة إسرائيلية، تصعيداً في عمليات الانتفاضة، ونقطة تحول تنذر بتصعيد أكثر خطورة في المستقبل.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، أن المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال (الكابينت)، الذي عقد جلسة مشاورات ليلاً، لم يتوصل إلى قرار حازم بشأن تداعيات العملية، وما إذا كان يمكن أن تشكل نقطة تحول.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "عملية باب العامود تعكس الانتقال من العمليات الفردية والارتجالية إلى عمليات منظمة لخلايا مستقلة وغير تابعة لأي من التنظيمات والفصائل الفلسطينية".

وأضاف هرئيل، أن العملية "تشكل تحولاً، لأنه لم يعد بالإمكان مواصلة الحديث عن (ذئاب مستوحدة) ليس بفعل كثرة عدد المشاركين في العملية فحسب، وإنما بفعل التخطيط المسبق للحصول على السلاح والانتقال من قباطيا شمالي الضفة الغربية إلى القدس".

المحلل الإسرائيلي تساءل عن سبب إخفاق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في رصد تحركات أعضاء الخلية، لا سيما أن التخطيط للعملية قام به أكثر من شخص، أحدهم كان ممنوعاً من دخول القدس لأسباب أمنية، كما تبين لاحقاً.

اقرأ أيضاً: ثلاثة شهداء بعملية طعن وإطلاق نار..عند باب العامود بالقدس

ولفت هرئيل، إلى أن الفلسطينيين الثلاثة اختاروا القدس موقعاً لعمليتهم وليس "الأهداف الطبيعية" التي يفترض أن تتمثل، كما في عمليات سابقة، باستهداف الحواجز القريبة، لافتاً إلى أن "البعد الجغرافي لموقع العملية عن مسقط رأس الشهداء الثلاثة يعكس جرأة في التنفيذ".

في المقابل، اختار يوسي يهوشواع في "يديعوت أحرونوت"، أن يضع عبارة "نقطة تحوّل" عنواناً لتعليقه على العملية، مشيراً إلى أن "عملية باب العامود تشكل بشكل رسمي ورمزي، وبالأساس بشكل مؤلم، الانتقال من العمليات الفردية إلى العمليات المنظمة".

يهوشواع أقرّ في تعليقه بأن منفذي العملية لا ينتمون إلى تنظيم معين، وأنه لا توجد بنية تنظيمية تربط بينهم، باستثناء علاقة قديمة تربط عائلاتهم بحركة "فتح"، ولكن الرابط الذي يجمع بينهم هو شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك).

ونقل يهوشواع عن قائد لواء جيش الاحتلال في منطقة جنين، يسرائيل شوما، اعتقاده أن من يربط الخيوط ويشبكها في العمليات للانتفاضة ليس "فتح" ولا "حماس"، وإنما شبكات التواصل.

وفي السياق نفسه، اعترف يهوشواع بأن جيش الاحتلال وجهاز الاستخبارات العامة "الشاباك" غير قادرين على تحقيق حل ميداني، وأن التقديرات تشير إلى أن الانتفاضة ستستمر طويلاً، وهو نفس التقدير الذي يتحدث عنه قائد لواء "كفير"، العقيد غاي حزوت الذي توقع أن تشهد الانتفاضة تصعيداً إضافياً.

اقرأ أيضاً: مسؤول إسرائيلي سابق يؤيد مقاطعة المستوطنات والعصيان المدني

وفي صحيفة "معاريف"، أشار المحلل بن كاسبيت، إلى أن استمرار الانتفاضة والتصعيد الذي شكلته عملية أمس، تزيد من الضغوط التي قد تمارسها الحكومة على الجيش الإسرائيلي وقيادته لإقرار خطوات عقابية جماعية، أو فرض ونصب حواجز عسكرية إضافية، وهي خطوات قد يؤيدها "الشاباك"، بسبب الإحباط الذي بدأ يصيبه جراء فشله في توقع العمليات.

ويوضح بن كاسبيت، أن الجيش وقع عملياً في مصيدة مواجهة الانتفاضة، "لأنه لو كان مصدر العمليات من غزة، فيمكن إرسال طائرات لقصف الهدف، والأمر نفسه كان سيتم لو جاء الهجوم من لبنان أو الجولان".

في المقابل، فإن أي تصعيد عسكري في الضفة الغربية سيضر بالسكان، ويهدد بالقضاء كلياً على ما تبقى من تنسيق أمني، ومن انضباط لمجمل المجتمع الفلسطيني بالضفة، خاصة وأن الاحتلال، ممثلاً بالجيش و"الشاباك"، يعرف أنه "سيفتقد" لرئيس السلطة محمود عباس، بعد رحيله، بحسب بن كاسبيت.

المحلل الإسرائيلي نقل الكلام الأخير عن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، يوآف مردخاي. وهو يرى أن الخطر يكمن في الخوف من عشرات آلاف قطع السلاح الموجودة في الضفة الغربية ومع عناصر الأمن الفلسطيني، لكنه يضيف أن "الأجهزة الفلسطينية مشغولة الآن بمنع العمليات وليس بتصديرها".

ويخلص بن كاسبيت إلى القول، إن السؤال الرئيسي هو إلى أي درجة سيصمد رئيس أركان الجيش وقادته في وجه ضغوط "المستوى السياسي"، للعودة إلى سياسة الحصار والأطواق الأمنية، معتبراً أنه على ضوء تدهور الأوضاع فإن هذا الموقف للجيش وقادته قد لا يصمد كثيراً.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يشرع بتنفيذ قانون "التفتيش الجسدي"

المساهمون