على مواقع التواصل.. حرب من نوع آخر

12 يوليو 2014
(تويتر)
+ الخط -

اتخذ الناشطون الفلسطينيون والعرب على عاتقهم فضح الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ انطلاق العدوان الأخير. أما سلاحهم هذه المرة فكان مواقع التواصل الاجتماعي التي نشروا عليها كل الصور والمعلومات والفيديوهات التي تصلهم من مختلف المصادر وبمختلف اللغات. كما ردّوا على المواقع المنحازة لإسرائيل من خلال إظهار حقيقة العدوان وهمجيّته. استمدّ الناشطون طاقتهم من تجربتهم ونجاحهم في فضح جرائم الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012، ونجاحهم في إفشال حملات إسرائيلية عدة، كان آخرها "إعادة المستوطنين الثلاثة الذين عثر عليهم مقتولين في الخليل". لكن الملاحظ في الفترة الأخيرة ومنذ بداية العدوان أن تغريدات الفلسطينيين ومن يقف في صفِّها اقتصرت على التغريد والتدوين على الوسم (هاشتاج) الداعم لغزّة من دون اختراق الوسم الإسرائيلي.

"غزة تحت القصف" و"إسرائيل تحت القصف"، بين هذين الوسمين الرئيسيين تدور رحال المعركة في الفضاء الافتراضي منذ أيام. يغرد الناشطون الفلسطينيّون والعرب بصور الشهداء الذين سقطوا في المجازر الإسرائيلية. كذلك ظهرت أوسمة فلسطينيّة عدة اكتسحت "تويتر" باللغتين العربيّة والإنجليزيّة مثل "فلسطين تقاوم"، "غزة تقاوم"PalestineUnderAttack"، "GazaUnderAttack"، "prayforgaza... والتي سجّلت حضوراً وتغريدات تفوق التغريدات الإسرائيليّة التي اقتصرت في معظمها على " israelunderfire". ففي حين سجّلت الأخيرة نحو 20 ألف تغريدة في الـ 24 ساعة الماضية، سُجِّلت 300 ألف تغريدة على "غزة تحت القصف" ومثلها تقريباً للنسخة الإنجليزيّة و130 ألف على "غزة تقاوم"، و23 ألف على "PalestineUnderAttack".

وعلى صفحات "فيسبوك" احتلّت صور صواريخ المقاومة في سماء فلسطين حصة الأسد من الصور المتداولة. واتخذت التغطية الشعبية الفلسطينيّة طابع الحرب النفسية على الاحتلال ومستوطنيه، خصوصاً بعد "المفاجآت" التي ردّت بها المقاومة الفلسطينيّة براً وبحراً وجواً منذ بداية العدوان. فالصواريخ التي يستقبلها الفلسطينيون بالزغاريد داخل الأراضي المحتلّة يوثقونها لتكون متوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة سقوطها. ويتغزلون بها بعبارات مثل  "يا ضيوف القدس من غزة استقبلناكم... بالفرح والأمل ونشوة في الروح والنفس"، "يا ابن غزة امرر بالقدس وقُل لمن فيها... إن في غزة رجال الله تحميها... قل لهم عن مقاومة لا تكل ولا تستسلم والشهادة أسمى أمانيها". وقد نشرت صور هذه الصواريخ بكثرة على الصفحات الإسرائيليّة للترهيب، إضافة إلى التداول الواسع لمقاطع الفيديو والاستعراضات العسكريّة الصادرة عن "كتائب القسام" ومختلف فصائل المقاومة.

كذلك حاول الإعلام الفلسطيني البديل الكشف عن "فبركة" بعض التسجيلات التي تداولتها الصفحات الإسرائيلية في الأيام الأولى، التي سرعان ما تبنّتها بعض المواقع المحليّة على أنها عملية تصفية للمقاومين من "كتائب القسّام" أثناء اقتحامهم قاعدة "زيكيم" العسكريّة. كما انتقد الناشطون بشدّة تغطية بعض وسائل الإعلام الغربيّة للعدوان على غزة معتبرين أنها منحازة للرواية الإسرائيليّة.

المساهمون