عقول "ملثمة"
كيف أفكر في المشاورات والمباحثات والمظاهرات وما زلنا نصعد إلى الباص، نحضر التجمعات وفي انتظارنا (أهل الجنة) ليفتوا بعضهم البعض بالحلال والحرام في الصلاة، الصيام، النقاب، الحجاب، طول وطلاء الأظافر، الملابس الملونة، الحلم، كل قول وفعل.
ما الذي يجب وما لا يجب، تُذعرهم ثلاث شعرات ظهرت من تحت الحجاب، يستهجنون صوت امرأةٍ يعلو في الباص (على جنب)، يستفز حفيظتهم صوت طفل ينطق باسم أمه لذا يعلمونه أن اسم أمه (حواء) تفرح المرأة بالغيرة وكونها حلوى مصانة، كأن اسمها نوع من الابتذال والعُري، هو في الأصل ترسيخ في عقل الطفل فكرة الانتقاص من المرأة، فمن هو الرجل الذي سيحترم امرأة وقد تربى على أن اسم أقرب الخلق له عيب، فكيف بعقل وأجساد الأخريات..!!
لا أحد يعلم بوسيلة للتفاهم مع كائنات بشرية تُثير غريزتهم وتفتنهم عين، شعرة، لون، هؤلاء كائنات يفترض أنها طبيعية وتنظر إلى الكون بعين الخالق الذي زين لهم الحياة ليعيشوها لا ليتفننوا في انتقادها ويكونوا وكلاء الوعظ والوعيد.
تفاصيل بغيضة، تزرع الكراهية في قلب المرأة تجاه الحياة والحياة ليس لها ذنب! مضى من العمر ما مضى ونحن سُجناء الموروث الفكري المنسوب للدين ومذنبون أيضاً في التفاني في حفظه، نقل سجوننا وقيدنا وفرضه على الآخرين دون أدنى تدبر أو تفكر، صوت، اسم، وجه، كف، جسد، أفكار المرأة، قضايا رأي عام ويجب الافتاء والاستدلال فيها كأنها خلقت للناس جميعا وليست لها وحدها لا شيء عورة.
العورة الحقيقية في العقل، رجلاً أم امرأة، ما دام قليل المعرفة، رافضاً الفهم وقبول الآخر بما يتلاءم مع الفطرة، التي تقول إن السلوك هو من يحدد لا نوع الجنس، حتى الآن لا أفهم التناقض والربط بين مظهر المرأة الجميل بالحرام والعيب، وفي مظهر الرجل المسموح به وتحليل ظهوره الغير نظيف ومرتب! (المنظر الجميل يثير الشهوة) تتجاهل المرأة هذه التعبئة الخاطئة تقديراً لك أيها الرجل، فلماذا تؤيد وتحاجج وتصادق على أنك حيوان الغريزة، مجرد طُفيلي في هذه الحياة! سواء كنت رجلا أم امرأة فلتنظر إلى سلوكياتك.
التدخل في شؤون الآخرين، فرض وجهة نظر على آخرين لا يؤيدونها (مهما كانت صلة القرابة)، (البصق) في الشوارع سلوكيات خاطئة لكلا الجنسين، من يعيش حياته بعيدا عن سجونكم ولا يتدخل في شؤونكم شخص محترم لذاته ومن حوله وهذا لا يُبيح لكم التدخل في شؤونه واستضعافه.
لا تسمحن بسرقة أعماركن يا صغيرات كما سُرقت أعمارنا من قبلكن، فما يرحل من العمر لا يعود، عاملنهم كرجال وتجاهلن سواد المجتمع وقصر الفهم والاستهتار بالدين والحياة والإنسان.