جسدت المصورة الفلسطينية، زينب عودة، واقع حال امرأة فلسطينية تخبز الخبز بصعوبة خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي، إذ تعجن الطحين على العتمة، وتحمل أقراص العجين برفقة طفلها إلى أحد المخابز القديمة، التي تخبز على الحطب.
القصة المصورة التي صوّرتها عودة تكونت من خمسة صور فوتوغرافية، بدأت بمرحلة العجين، وصولاً إلى الخبز الجاهز، وعُرِضت إلى جانب مجموعة صور أخرى داخل معرض "إضاءة من غزة" ، الذي نظمته نقابة الصحافيين الفلسطينيين، واتحاد المصورين العرب، والمركز الإيطالي للتبادل الثقافي.
وعكست مجموعات الصور الفوتوغرافية الفنية، التي زينت قاعة المعرض الذي أقيم داخل نقابة الصحافيين غرب مدينة غزة، عدة قصص، توزعت بين حُب الحياة والطبيعة والمساحات الخضراء، وبين أزمات القطاع المتتالية نتيجة الحصار الإسرائيلي، وبعض المهن التي يحاول أصحابها الحصول على لقمة العيش.
وتقول عودة لـ"العربي الجديد" إنها حاولت عكس معاناة المرأة الفلسطينية خلال الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، عبر الحديث عن إحدى الزوايا التي تعاني منها، موضحة أن عكس بعض الحالات عن طريق القصة المصورة يزيد من قوة الرسالة.
زوايا المعرض احتوت على قصص أخرى عكست إحداها قصة عائلة كبيرة، توضح تفاصيل الحياة، الأكل، الغسيل، اللعب، بينما بينت قصة أخرى تشابه اتساخ أيدي عدد من أصحاب المهن مثل مهنة "الميكانيكي، مصلح الدراجات الهوائية، مصلح إطارات السيارات، مصلح الغازات، مصلح المولدات الكهربائية".
كذلك عكست إحدى القصص المشاركة مراحل الذرة، والتي تبدأ منذ زراعة الحبوب، ونضجها، وقطفها، وبيعها، وطهوها، وإلى جانبها قصة تروي تفاصيل لعب وملامح الأطفال في المناطق الحدودية، من رفح جنوباً، حتى بيت حانون شمالاً، ومجموعة صور أخرى لشاب يلتقط صور "السيلفي" في أماكن مختلفة داخل قطاع غزة.
ويقول المصور، محمد أبو السبح، لـ"العربي الجديد" إنه شارك في قصة مصورة مكونة من خمس صور، تعكس لحظة الغروب، مستخدماً نفس المشهد في فصول مختلفة وأوقات مختلفة، تظهر اختلاف الغيوم، لافتاً إلى أن الصور جاءت نتاج دورة القصة الفوتوغرافية التي نظمها المركز الإيطالي للتبادل الثقافي.
أما المصور، عطية درويش، فيوضح لـ"العربي الجديد" أنه شارك في مجموعة صور توضح تفاصيل الحياة، وتعكس المشاهد الجمالية في قطاع غزة، إذ صورت إحداها مظلات ملونة، وأخرى شارعاً مكتظاً بالسيارات، وثالثة جملاً يمشي في شارع عام، مبيناً أهمية القصة المصورة في عكس أدق التفاصيل.
من ناحيته، يقول شادي القرا، مدير المركز الإعلامي في المركز الإيطالي للتبادل الثقافي "فيك" في غزة، أن المعرض يأتي نتاج لسلسلة دورات قام المركز بتنفيذها بالشراكة مع اتحاد المصورين العرب لجنة المصور الصحافي، تم خلالها تدريب مجموعة من المصورين على القصة المصورة، عبر تقديم منهج أكاديمي، وتكليف كل طالب بإنجاز قصة.
ويوضح القرا، لـ"العربي الجديد"، أن الدورة التي استمرت لمدة شهرين استهدفت عشرة مصورين، لديهم القدرة على التصوير، وتنقصهم الخبرة في إنجاز القصة الفوتوغرافية المصورة، لافتاً إلى أنهم أصبحوا قادرين على إنجاز القصة الصحافية المصورة بشكل احترافي.
بدورها، أشارت مديرة المركز الإيطالي للتبادل الثقافي، ميري كالفيلي، إلى أنها ستقوم بإظهار الصور خارجياً من أجل التأكيد على روح الحياة في قطاع غزة، بينما أثنى خالد بلبل، عضو المجلس الإداري لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، على الجهود التي بذلت من أجل الخروج بهذه اللوحات الفنية، موضحاً أهمية تواصل الجهود مع كل الجهات للارتقاء بالواقع الإعلامي الفلسطيني.