عبد البصير الأفغاني: من أجل أبنائي

28 ابريل 2016
بقي تعليم أبنائه حلماً (العربي الجديد)
+ الخط -
يعيش الأفغاني عبد البصير في باكستان منذ ثلاثين عاماً. حياة اللجوء الصعبة لم تمنعه من تأمين قوت عائلته

"يعاني أبنائي من الحرّ والبرد. نعيش في منزل بلا كهرباء ولا غاز ولا ماء". يتحدث اللاجئ الأفغاني عبد البصير إلى "العربي الجديد" عن معاناته في باكستان، هو الذي عاش ثلاثين عاماً في معظم أنحاء هذه البلاد التي كانت غريبة عليه عندما جاء إليها هرباً من الحكم السوفييتي والحروب المتعاقبة. مهن كثيرة مارسها في باكستان من أجل أبنائه. لكنّ الأسرة بكاملها ما زالت تعيش حتى اليوم أوضاعاً مزرية تُحرَم فيها من مختلف الخدمات الأساسية.

تنقّل عبد البصير (54 عاماً) مع أسرته 20 عاماً في البلاد، قبل أن يستقر بهم المقام قبل 10 سنوات في راولبندي. يقول إنّ الحياة في باكستان صعبة للغاية، "ونواجه مشاكل كثيرة. منزلنا غرفه صغيرة لا خدمات فيها. هو قطعة من جهنم في الصيف. لكن لا بدّ لنا من التحمل". لا تختلف حالتهم الصعبة في الشتاء عن الصيف، فهم لا يملكون وسائل تدفئة. كذلك لا يمكن للرجل أن يوفر لأفراد أسرته الملابس الشتوية.

يتابع: "أسعى مع أبنائي الكبار كي تعيش أسرتنا في رخاء، لكنّ الغربة تحول دون ذلك. لا نرسل الأطفال إلى المدرسة، ونعيش أحوالاً سيئة في المنزل مع غياب الخدمات". يخرج الرجل مع أبنائه بعد صلاة الفجر إلى سوق الخضار القريب من منزلهم في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد. يعملون منذ الصباح الباكر حتى المساء هناك. يبدأ عبد البصير عمله بشراء الفواكه والخضار من التجار الوافدين من المدن الباكستانية المختلفة إلى راولبندي، ثم يبيعها لبائعي الفواكه والخضار المحليين. ويستمر عمله حتى العاشرة صباحاً. بعد ذلك يجلس مع أولاده في كوخ صغير في إحدى زوايا السوق يشربون الشاي ويتناولون شيئاً من الحلويات، ثم يبدأ الرجل وأبناؤه ببيع الفواكه للزبائن حتى صلاة الظهر. عندها يمضي عبد البصير إلى المسجد، للصلاة. ثم يتناول الغداء في المنزل ويستريح حتى صلاة العصر. أما الأبناء فيتناولون الغداء في السوق، ويعملون حتى صلاة المغرب بلا توقف. على الرغم من كلّ هذا العناء، إلا أنّ هؤلاء يجنون في اليوم ما بين 800 روبية باكستانية (8 دولارات أميركية) و1000 روبية (10 دولارات).

هذا المبلغ غير كاف لاحتياجات الأسرة. كذلك يجعل الوالد عاجزاً عن إرسال الصغار إلى المدرسة، وهو ما سيبقى حلماً لديه طوال حياته. يقول: "كنت آمل كثيراً أن يتعلم أولادي، لكنّ الظروف المعيشية الصعبة حالت دون تحقيق الحلم". يؤكد: "هذا هو شأن أولاد معظم اللاجئين في باكستان".

المساهمون