عبدالفتاح عسلية: رجل الأفاعي

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
28 يونيو 2018
0A329847-62B1-4345-A9DF-3862AE6C2381
+ الخط -
كانت طريق الفلسطيني عبدالفتاح عسلية إلى المدرسة حين كان طفلاً، أشبه برحلة استكشافية، يتقفى خلالها أثر الزواحف ويصطادها عائداً بها إلى منزله شمال قطاع غزة، لكنه كان يصطدم برفض أهله ذلك الفعل. واليوم، نضج هذا الطفل حتى أصبح شاباً مربياً الأفاعي في قطاع غزة، وصاحب خبرة في المجال تعدت 20 عاماً.

مع مرور الوقت، أصبح صيد الأفاعي بمثابة هواية يداوم عليها عسلية، إذ يرتاد الأحراش والمناطق الزراعية وحتى المنازل التي وصلتها هذه الزواحف، كي يجمعها في منزله ويربيها، وكل أهدافه تتعلق بتوفير الوعي للمدنيين حول أنواع الأفاعي المنتشرة في فلسطين ولدغاتها ما إذا كانت سامة أو غير سامة، بل ويقدم خدمات وقائية.


(عبدالحكيم أبورياش)

يجمع عسلية أكثر من 15 صنفاً من الأفاعي في صناديق زجاجية داخل غرفة صغيرة خصصها لذلك في منزله، حتى بات مألوفاً في محيطه على أنه "مربي الأفاعي".

ولا يخفي الشاب أن تربية الأفاعي تعد مجالاً خطراً، في الوقت الذي تعرض لعدة لدغات منها على مدار سنوات تربيته لها، لكنه مع مرور السنوات بات أكثر حذراً وخبرة في التعامل معها، كما أصبح يفهم طرق تربيتها وتغذيتها وحتى التعرف إلى أشكالها وأنواع لدغاتها التي يصنفها ما بين سامة أو معتدلة أو غير سامة.

ويقول عسلية لـ"العربي الجديد" إن "مسألة التمييز بين الأفاعي أمر معقد، وقد لا تصل إلى التفريق بينها إلا عند الإمساك بها ومشاهدتها عن قرب. والشائع لدى الخبراء أن الأفاعي السامة هي من تحمل رأساً مثلث الشكل، لكنّ هناك أفاعيَ بيضاوية الرأس وتعتبر سامة جداً".
وفي فلسطين، يعيش نحو 28 صنفاً من الأفاعي السامة وغير السامة، بينما يُربي عسلية نحو 15 نوعاً في منزله، وحصل عليها عبر رحلاته الاستكشافية في الأحراش والمناطق الزراعية، ومنا "العربيد" و"البقلاوية" و"الزيتون" و"الفيران" و"بقلاوية الصحراء" و"أبو السيور" و"الزعرة"، وغيرها.

ويبين عسلية أن المزارعين الفلسطينيين وأصحاب البيوت يستعينون به في وقت عثورهم على أي من أنواع الأفاعي، كما أنه يقدم خدمات أخرى للأطباء على سبيل التعرف إلى أنواع لدغات الأفاعي التي قد تصيب المواطنين.


(عبدالحكيم أبورياش)


وبين وقت وآخر، يقوم عسلية بنشر مقاطع فيديو خاصة عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، تتناول طرق التعامل مع الأفاعي والتعريف بها وأنواعها وأماكن وجودها، وغرضه أن ينمي وعي الفلسطينيين حول هذه الزواحف.

ولأن أزمة الكهرباء تضرب كل مناحي الحياة في غزة، عصفت أيضاً بمجال تربية الأفاعي لدى عسلية، والذي أكد أن عدداً من الأفاعي قد مات لديه، بفعل عدم قدرته على توفير درجة حرارة مناسبة لها كي تبقى على قيد الحياة، رغم محاولاته البدائية في زيادة درجة الحرارة داخل الصناديق الزجاجية التي تحوي الأفاعي.

ويؤكد عسلية أن "المرارة تضطرب عند الأفاعي وبالتالي تموت"، وهو الأمر الناجم عن نقص في درجات الحرارة، وهي التي لا يستطيع توفيرها باستمرار في ظل انقطاع التيار الكهربائي لنحو 20 ساعة يومياً، مقابل وصوله لأربع ساعات فقط خلال اليوم على أقصى تقدير.

وبحسب إحصائية صادرة عن جمعية "الحياة البرية في فلسطين"، فإن عدد الأفاعي التي تعيش في فلسطين يقدر بـ34 نوعاً، ومنها تسعة أنواع سامة، و25 نوعاً غير سام، وتعيش في مناطق النقب والأغوار وبقية الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى "الأفعى الفلسطينية" والتي تعتبر 
دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون