عباس كامل... "غوبلز" السيسي

08 فبراير 2017
+ الخط -

ثمة عناصر تشابه بين دوري جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، واللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي في المخابرات الحربية ووزارة الدفاع، ثم في رئاسة الجمهورية، إذ إن كلاً منهما تحكم في آلة الدعاية الإعلامية من أجل الترويج للنظام السياسي، عبر دعاية موجهة تهدف إلى التحكم في الجماهير وردود أفعالها، كما يؤكد خبراء ومختصون في مجال الإعلام.

ويتضح تشابه دور الرجلين، عبر سيطرة كل منهما على إعلام بلديهما في لحظات فارقة، واستخدام نظريات إعلامية للتحكم في عقول الجماهير، من بينها ما يسمى بنظرية التأطير، للتأثير في ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ، وهو ما يمكن شرحه بمثال ما جرى في ﺣﺎﺩﺙ ﺗﺤﻄﻢ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺗﺠﺴﺲ أميركية ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، إذ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ الأميركي وعقّب على الأمر قائلا "ﺇﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ الأميرﻜﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ" وﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ تنصت ﻗﺒﻞ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ، وﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﻫﻞ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻷﻣيﺮﻳﻜﺎ ﺃﻡ ﻻ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻷﻣيﺮﻳﻜﻲ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺗﻢ، ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺳﻮﻑ يفتشونها ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ضمنية ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ.

وتستخدم آلة الدعاية الإعلامية للنظام السياسي، المسيطر عليها من قبل عباس كامل، "نظرية التأطير" بفعالية تامة نجحت في التأثير على المصريين منذ 30 يونيو/حزيران 2013، إذ تم إغراق المصريين برسائل موجهة من قبل عدد كبير من الإعلاميين المفروضين على الساحة الإعلامية من قبل اللواء عباس كامل، وعبر رصد أسلوب هؤلاء الإعلاميين، يتضح وجود آلية تنسيق بينهم، إذ يتحدثون عن موضوع ما بنفس الإسلوب والطريقة وبشكل متزامن.


وظهر اسم اللواء عباس كامل للمرة الأولى حين سربت وسائل إعلام مصرية، أجزاء من حوار السيسي مع الكاتب الصحافي ياسر رزق، وكان السؤال عن عدد القتلى في فض اعتصام رابعة، فردّ السيسي: اسألوا عباس. وفي الليلة التي قرر فيها السيسي أن يهيئ الشعب لترشحه للرئاسة، كان اللواء عباس حاضرًا، إذ عمل الإعلام الموجه من قبله، على وضع الشعب بين عدة خيارات سيئة، إما عودة الإخوان، أو نجاح مرشح أميركا أو ثورة ثالثة.

لكن الفارق بين جوزيف غوبلز وعباس كامل ؛ يتمثل في أن غوبلز كان في الأصل رجلا مثقفاً وضع مخزونه المعرفي والإعلامي في خدمة الفاشية، في حين أن عباس كامل عسكري تدرج في الرتب وفقاً للنظام العسكري، وليس له أي خلفيه ثقافية، غير أن الرجلين في النهاية وإن كانا قد نجحا في تضليل الشعب، إلا أن النهاية كانت سيئة في الحالة الأولى، وربما تكون أسوأ في الحالة الثانية.