15 نوفمبر 2024
عالم ترامب
قبل تولي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مهامه الرسمية، كان الكل يتحسب للعهد الأميركي الجديد، ومدى انعكاساته على العالم، وسط نظريات وتحليلات كانت تؤشر إلى إمكان أن يزيد الرئيس القادم من خلفية اقتصادية بحتة من تقوقع الولايات المتحدة خلف حدودها، واعتكافها عن التدخل في الملفات العالمية. كذلك كانت التحذيرات تنطلق من احتمال انطلاق موجةٍ عنصريةٍ جديدةٍ، يقودها ترامب تجاه المسلمين تحديداً، ولا سيما أنه خصهم، من دون غيرهم، بأجزاء كثيرة من خطبه خلال الحملة الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
كل هذه التحذيرات والتحليلات كانت قبل 14 يوماً فقط، أي قبل حفل التنصيب غير الحاشد الذي أقيم لترامب أمام الكونغرس في واشنطن في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي. لكن أحداً لم يكن ليتخيل أن هذا الرئيس الأميركي يمكن أن يقلب الأمور، في الداخل والخارج، رأساً على عقب في هذه الفترة الوجيزة جداً. فقد بدا ترامب متعجلاً جداً في رسم ملامح ولايته الرئاسية، وتأكيد أنه سيكون مختلفاً بشكل جذري عن سلفه، وربما عن كل الرؤساء الأميركيين السابقين منذ تأسيس الولايات المتحدة.
قرارات تنفيذية، صنفت بأنها فرمانات سلطانية، أعلنها ترامب، جعلت العالم في صدمةٍ وترقب لما هو آت، والذي يبدو أسوأ بكثير من الأيام الأولى لعهد الرئيس الأميركي. لم يكتف ترامب باستعداء طرف واحد في قراراته وتصريحاته وتصرفاته، بل يبدو ماضياً في اتجاه مواجهات متعدّدة الأطراف. ليس قرار حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلا البداية، خصوصاً أن ترامب لا يتوانى عن التصريح ضد "التشدّد الإسلامي" و"الإرهاب الإسلامي"، والذي لم يسبقه إليه أحد من المسؤولين الغربيين أو الأميركيين، إذ كان يُكتفى بالحديث عن "الإرهاب"، من دون ربطه بأي دين، وهو ما ناقضه ترامب تماماً، ومستمر فيه حتى يوم أمس، إذ غرّد حول حادثة اللوفر بأن: "مسلم إرهابي يهاجم...".
تغريدات وقرارات تؤشّر إلى توجه أقسى في الأيام المقبلة، وهو ما بدأه فعلياً على الأرض في الإنزال الأميركي في اليمن، والذي قيل إنه ضد تنظيم القاعدة، قبل أن يتوجه نحو إيران بالتهديد والوعيد، محيلاً الأوضاع إلى ما قبل الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الغربية. فبعد عودة سياسة فرض العقوبات ضد إيران، استرجع الرئيس الأميركي خطاب التلويح بالخيار العسكري، والذي أكد أنه سيستخدمه في حال تابعت إيران "اللعب بالنار"، على حد وصفه. تبدو مرحلة المواجهة مع إيران أيضاً في بدايتها، والأيام المقبلة قد تشهد وتيرة متزايدة من التصعيد، خصوصاً بعدما ربط ترامب بين طهران وملفات اليمن والعراق.
وإذا كانت هذه التغييرات العالمية غير كافية، فقد زادها ترامب إثارةً بتوجهاتٍ عدائية تجاه الصين. لكن، هذه المرة، من زوايا اقتصادية، من دون استبعاد الخيارات العسكرية أيضاً، وهو ما ألمح إليه مساعده ستيف بانون، والذي أشار، في أحد تصريحاته، إلى أن "الحرب في بحر الصين آتية لا محالة". وهي حربٌ قد تكون خطوتها الأولى تضييقاً اقتصادياً ومحاولة سحب البساط من تحت أقدام بكين.
حتى حلفاء الولايات المتحدة لم يسلموا من توجهات الرئيس الجديد، إذ ذكرت صحيفة فورين بوليسي أن ترامب يستعد لحرب العملات، ليس فقط ضد الصين، بل ضد ألمانيا أيضاً، والتي يسعى إلى إجبارها على تغيير سياستها الاقتصادية، بما في ذلك التزامها باليورو الذي يربط دول الاتحاد الأوروبي ببعضها. وهو سبق أن أثار حفيظة دول الاتحاد الأوروبي، بقراراته الاقتصادية الحمائية، إضافة إلى ما اعتبر تشجيعاً لمغادرة الاتحاد الأوروبي، عندما توصل إلى اتفاقية تجارية مع بريطانيا.
كل هذا وغيره الكثير، ونحن لا نزال في الأسبوعين الأولين من حكم ترامب، والذي من الواضح أنه يريد تشكيل عالم آخر يحمل اسمه.
كل هذه التحذيرات والتحليلات كانت قبل 14 يوماً فقط، أي قبل حفل التنصيب غير الحاشد الذي أقيم لترامب أمام الكونغرس في واشنطن في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي. لكن أحداً لم يكن ليتخيل أن هذا الرئيس الأميركي يمكن أن يقلب الأمور، في الداخل والخارج، رأساً على عقب في هذه الفترة الوجيزة جداً. فقد بدا ترامب متعجلاً جداً في رسم ملامح ولايته الرئاسية، وتأكيد أنه سيكون مختلفاً بشكل جذري عن سلفه، وربما عن كل الرؤساء الأميركيين السابقين منذ تأسيس الولايات المتحدة.
قرارات تنفيذية، صنفت بأنها فرمانات سلطانية، أعلنها ترامب، جعلت العالم في صدمةٍ وترقب لما هو آت، والذي يبدو أسوأ بكثير من الأيام الأولى لعهد الرئيس الأميركي. لم يكتف ترامب باستعداء طرف واحد في قراراته وتصريحاته وتصرفاته، بل يبدو ماضياً في اتجاه مواجهات متعدّدة الأطراف. ليس قرار حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلا البداية، خصوصاً أن ترامب لا يتوانى عن التصريح ضد "التشدّد الإسلامي" و"الإرهاب الإسلامي"، والذي لم يسبقه إليه أحد من المسؤولين الغربيين أو الأميركيين، إذ كان يُكتفى بالحديث عن "الإرهاب"، من دون ربطه بأي دين، وهو ما ناقضه ترامب تماماً، ومستمر فيه حتى يوم أمس، إذ غرّد حول حادثة اللوفر بأن: "مسلم إرهابي يهاجم...".
تغريدات وقرارات تؤشّر إلى توجه أقسى في الأيام المقبلة، وهو ما بدأه فعلياً على الأرض في الإنزال الأميركي في اليمن، والذي قيل إنه ضد تنظيم القاعدة، قبل أن يتوجه نحو إيران بالتهديد والوعيد، محيلاً الأوضاع إلى ما قبل الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الغربية. فبعد عودة سياسة فرض العقوبات ضد إيران، استرجع الرئيس الأميركي خطاب التلويح بالخيار العسكري، والذي أكد أنه سيستخدمه في حال تابعت إيران "اللعب بالنار"، على حد وصفه. تبدو مرحلة المواجهة مع إيران أيضاً في بدايتها، والأيام المقبلة قد تشهد وتيرة متزايدة من التصعيد، خصوصاً بعدما ربط ترامب بين طهران وملفات اليمن والعراق.
وإذا كانت هذه التغييرات العالمية غير كافية، فقد زادها ترامب إثارةً بتوجهاتٍ عدائية تجاه الصين. لكن، هذه المرة، من زوايا اقتصادية، من دون استبعاد الخيارات العسكرية أيضاً، وهو ما ألمح إليه مساعده ستيف بانون، والذي أشار، في أحد تصريحاته، إلى أن "الحرب في بحر الصين آتية لا محالة". وهي حربٌ قد تكون خطوتها الأولى تضييقاً اقتصادياً ومحاولة سحب البساط من تحت أقدام بكين.
حتى حلفاء الولايات المتحدة لم يسلموا من توجهات الرئيس الجديد، إذ ذكرت صحيفة فورين بوليسي أن ترامب يستعد لحرب العملات، ليس فقط ضد الصين، بل ضد ألمانيا أيضاً، والتي يسعى إلى إجبارها على تغيير سياستها الاقتصادية، بما في ذلك التزامها باليورو الذي يربط دول الاتحاد الأوروبي ببعضها. وهو سبق أن أثار حفيظة دول الاتحاد الأوروبي، بقراراته الاقتصادية الحمائية، إضافة إلى ما اعتبر تشجيعاً لمغادرة الاتحاد الأوروبي، عندما توصل إلى اتفاقية تجارية مع بريطانيا.
كل هذا وغيره الكثير، ونحن لا نزال في الأسبوعين الأولين من حكم ترامب، والذي من الواضح أنه يريد تشكيل عالم آخر يحمل اسمه.