عائلة طفل فلسطيني تقرّر مقاضاة الاحتلال على قتله

26 أكتوبر 2014
بهاء لم يكن في منطقة المواجهات (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت عائلة الطفل الفلسطيني بهاء سمير موسى بدر (13 عاماً) من قرية بيت لقيا، غربي رام الله، في الضفة الغربية، وبعد مُضي عشرة أيام على استشهاده، برصاص جيش الاحتلال، نيّتها محاكمة جنود الاحتلال، الذين تسبّبوا بمقتل طفلها، بشكلٍ متعمّد دون مبرّرات.

ووثّقت العائلة من خلال شهود عيان وأشرطة مرئية، أنّ طفلها بهاء لم يكن في منطقة المواجهات حين استشهد برصاص الاحتلال، بل كان يسير برفقة أصدقائه عائداً إلى منزله، بالتزامن مع انسحاب قوات الاحتلال من القرية، هذا ما أكّدته محامية العائلة نائلة عطية لـ"العربي الجديد"، موضحةً بأن جميع المعطيات والأدلة، التي تملكها تدلّ على أنّها عملية قتل متعمّد بدمٍ بارد، لطفل عمره 13 عاماً بشكل إجرامي.

وتُظهر الصور المرئية، مجموعة من الفتية يسيرون في شارع داخل القرية، بالقرب من أحد المحال التجارية، فرحين بانسحاب جنود الاحتلال، من دون وجود أي تظاهرة تُذكر، ومن دون آثار للحجارة، والزجاجات الحارقة.

كما أظهرت كاميرات المراقبة، لأحد المحال التجارية أيضاً، على بعد 20 متراً، محاولة الطفل بدر عبور الشارع، بالتزامن مع مرور مركبة فلسطينية من مدخل القرية، لكن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحيّ باتجاه المركبة والفتية الذين هربوا، وحاولت المركبة العودة، فتبيّن أن بهاء قد سقط شهيداً.

وطالبت المحامية، عطية، باعتقال الضابط المسؤول عن الفرقة التي اقتحمت بيت لقيا، والتحقيق معه وعزله، وتقديمه للمحاكمة بتهمة القتل العمد، إذ اعترف بإطلاقه الرصاص، بحسب ما نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وتنقسم القضية بشكل متوازٍ إلى محورين (جنائي، ومدني)، لأنّ سلطات الاحتلال تحاول التبرير لجنودها، من أجل تخليصهم من تهم القتل المتعمّد، بذريعة الخطورة والدفاع عن النفس، بينما تُعتبر مدنية كونها تُرفع بحق دولة الاحتلال، لأنّها المسؤولة عن الجيش.

وحول ادّعاء سلطات الاحتلال، بأنّ جنودها تعرّضوا لهجومٍ على بعد 20 متراً بالزجاجات الحارقة لحظة قيامهم بإصلاح آلية عسكرية تعطلت على مدخل القرية، فنّدت عطية أقوال المتحدث باسم جيش الاحتلال، في مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة "هآرتس".

وتحدّت عطية الاحتلال بإثبات ادعاءاته، إذ لا تُظهر الصور التي تمتلكها أي مركبات عسكرية معطلة، بل كانت الآليات الإسرائيلية تسير بسلام من دون أن يهاجمها أحد، بينما كان الشهيد بهاء يبتعد عن جنود الاحتلال مسافة تزيد عن 200 متر.