طهران تضع هذه الشروط للحوار مع إدارة ترامب

04 اغسطس 2018
قاسمي: إيران تُلاحق مصالحها وتتحرّك وفقاً لها (فاطمي بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
شددت طهران على أنّ وجود المستشارين الإيرانيين في سورية يأتي بناء على طلب من حكومة دمشق، وأن هؤلاء سيبقون هناك ما دامت هذه الحكومة تريد ذلك، بينما وضعت شروطاً على أي حوار مع الولايات المتحدة الأميركية.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، اليوم السبت، أنّ وجود المستشارين الإيرانيين في سورية يأتي بناء على طلب من حكومة دمشق، وأن هؤلاء سيبقون هناك ما دامت هذه الحكومة تريد ذلك، قائلاً إنه "حين تشعر طهران بأن الوضع في سورية وصل إلى استقرار نسبي وأن الحرب على الإرهاب قد انتهت وأن الإنجازات قد تحققت، فمن الممكن حينها تقليص الوجود في سورية أو الخروج منها".

وجاءت هذه التصريحات خلال لقاء خاص أجراه قاسمي مع موقع "بانا" الإيراني، وقد أضاف خلاله "أن تدخل إيران في سورية لم يأت بناءً على طلب دولة أخرى، فلن نتركها وفقاً لمطلب دولة ثانية"، في إشارة منه إلى التطوّرات الأخيرة المتعلقة بالحديث الروسي الإسرائيلي المتعلق بالوجود الإيراني في الجنوب السوري.

وأكد قاسمي أنّ "إيران تُلاحق مصالحها وتتحرّك وفقا لهاً، وهو ما تفعله روسيا أيضاً". وذكر أن بين الطرفين العديد من النقاط المشتركة، من بينها ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، واصفاً تعاونهما في سورية بـ"الجيد". ونقل أنه "يحق لروسيا أن تنظّم علاقاتها مع الآخرين وفقاً لمصالحها، وهذا ذاته يحق لنا".

وأعرب قاسمي عن وجود اتصالات دائمة بين إيران وروسيا وتركيا تخصّ سورية. واعتبر أن بعض الأطراف تسعى إلى شن حرب نفسية لتخريب صورة إيران وعلاقاتها الخارجية والتأثير على التعاون الإيراني الروسي.

وفي ما يخصّ الحوار الإيراني الأوروبي المتعلق بالحفاظ على الاتفاق النووي، قال قاسمي إن "الاتفاق إنجاز مهم، وتريد كل الأطراف الحفاظ عليه"، مشيراً إلى أن "طهران تأمل الوصول إلى نتيجة فيما يخص الضمانات الاقتصادية المفترض منحها كي تحصد مكتسباتها بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق".

ورأى قاسمي أن "إيران ليست تحت ضغط مقترح الحوار مع الولايات المتحدة الأميركة، لا سيما أنها (أميركا) الطرف الذي نكث بالعهود"، داعياً "الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستفادة من تجارب فريق حيادي ومتخصص والتعامل مع إيران من دون أحكام مسبقة". وأكد أن "خيار الحرب غير دقيق وغير صحيح في هذه المرحلة لكلا الطرفين".

شروط لواشنطن

من جهته، ذكر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان، علي نجفي خوشرودي، أن ترامب الذي طرح عرض التفاوض غير المشروط مع إيران يسعى إلى تعديل موقفه المتعلق بالاتفاق النووي، الذي أثّر على صورته أمام المجتمع الدولي. وطرح شروطاً واضحة بقوله إنه "إذا كانت المفاوضات ضمن إطار يحفظ العزة والمصلحة والحكمة، التي يؤكد عليها المرشد الأعلى، وإذا ما قدمت واشنطن اعتذاراً ووضعت سياساتها العدائية جانباً وعادت إلى الاتفاق النووي والتزمت ببنوده فمن الممكن القبول بالحوار".

أمّا المساعد الأول للشؤون الدولية لرئيس البرلمان الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، فذكر في تغريدة على "تويتر" أن "التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية لم يكن محرماً أو محظوراً أبداً"، معتبراً أن "المشكلة ليست بالحوار وإنما بالسلوك العدائي وبانتهاك التعهدات وبالجرائم المرتكبة".

وقال أيضاً إنّ "الطرفين عقدا العديد من الجولات الحوارية، سواء تلك التي قام بها وزيرا خارجية البلدين لبحث الاتفاق النووي أو الجولات الثلاث في العراق"، التي قال إنه "حضرها بنفسه". واعتبر أن الوقت المناسب والقوة ركنان مهمان في أي مفاوضات دبلوماسية.

بدوره، قال عضو مجلس خبراء القيادة آية الله سيد هاشم بطحايى إنه "في حال أراد ترامب زيارة طهران فيتوجب علينا شرعاً ووفقاً للقرآن الكريم استقباله والحفاظ على أمنه، لأن أمثاله يجهلوننا".

واتّهم بطحايى "الولايات المتحدة الأميركية بالتخطيط لمؤامرات جديدة لقضّ مضجع الداخل الإيراني، وبأن واشنطن تتصرّف بازدواجية، إذ تدّعي الديمقراطية وعدم التدخل بشؤون إيران الداخلية لكنها تتصرف ضد الإيرانيين خلف الكواليس". واعتبر أن سلوك ترامب متناقض كذلك، قائلاً إنه "يجب التصرف وفقاً لأحكام القرآن، ليعرف الإيرانيون ممن يطلبون قبول الحوار أن النوايا الأميركية كاذبة".

المساهمون