طلعات "داعش" الجوية استعراض إعلامي يخدمه ويخدم التحالف

19 أكتوبر 2014
حصل "داعش" على 3 طائرات (غوهان شاهين/الأناضول)
+ الخط -

يبدو أن توافقاً ما حصل بين بعض مكوّنات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبين "داعش" بالذات، على التضخيم الإعلامي للقدرات القتالية للتنظيم، والتي وصلت لحدود الترويج لامتلاكه سلاحاً جوياً، وقيامه بطلعات جوية تدريبية ضمن المناطق التي يسيطر عليها.

يعتمد التنظيم كثيراً على الاستعراض الإعلامي في رفع معنويات جمهوره وفي إرهاب سكان المناطق التي يسيطر عليها. ويبدو أنه يتوافق في هذا التوجّه، مع توجهات دول قوات التحالف، التي تسعى إلى تبرير فشلها أمام جمهورها من خلال تضخيم قوة التنظيم، وإخافة مجتمعاتها من أن خطر "داعش" قد يصل إليها.

وقد استدعى الخبر الذي أورده "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، يوم الجمعة الماضي، نقلاً عن شهود، أن "طيارين عراقيين يدرّبون أعضاء داعش في سورية على قيادة ثلاث طائرات حربية استولى عليها التنظيم".
وكشف "المرصد" أن "التنظيم يستخدم الطائرات في مطار سيطر عليه مقاتلوه في محافظة حلب، وأن هناك شهوداً رأوا الطائرات وهي تقلع مراراً من المطار".

واستدعى هذا الخبر رداً من الجيش الأميركي على لسان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكولونيل باتريك رايدر، الذي قال "لا علم لنا بأي طلعات جوية للدولة الإسلامية في سورية أو غيرها". ويرى مدير إدارة عمليات "الجيش الحر" السابق العميد أركان هاني الجاعور، أن "الموضوع برمّته هو مجرد تضخيم إعلامي أكثر منه موضوعاً حقيقياً".

وكشف أن "تنظيم داعش قد استولى على ثلاث طائرات من طراز، لام 39، في مطار الجراح في ريف حلب، بعد أن انسحب منه لواء الإسلام وبعض فصائل المعارضة". وأضاف "لقد كنت على تواصل مباشر مع الفنيين الذين عملوا على تجهيز تلك الطائرات أثناء وجودها بحوزة لواء الإسلام، وهي عبارة عن طائرات تدريبية تستخدم لتدريب طلاب الضباط وإمكاناتها القتالية ضعيفة جداً، وليس لها أية قيمة عملية على الأرض، حتى أن 60 في المائة من ذخيرتها غير موجود".

أما عن إمكانية قيامهم بطلعات جوية تدريبية، فقال الجاعور، أنه "حتى يتمكن الطيار من القيام بطلعة جوية، فهو يحتاج لوجود برج مراقبة، وهو غير متوفّر لدى داعش، وبالتالي بإمكان تلك الطائرات في حال كانت جاهزة أن تحلّق على ارتفاع لا يزيد عن مئة متر، وبمسافة لا تتجاوز ستة إلى ثمانية كيلومترات عن المطار".

ويضيف "يحتاج التنظيم إلى طيار خبير بالمنطقة، لأنه في حال تمكنت الطائرة من التحليق على علو أكثر من مئة متر فستُكشف لرادارات النظام، ويُمكن إسقاطها بسهولة. كما أن الطيار في حال ابتعاده لمسافة تزيد عن بضعة كيلومترات مع عدم وجود برج مراقبة فإنه سيضيع حتماً. طبعاً هذا بالإضافة إلى أن التحليق على علو منخفض يجعله صيداً سهلاً للمضادات الأرضية، هذا في حال تجاهلنا وجود التحالف في المنطقة، الذي يستطيع ضرب تلك الطائرات بمجرد محاولتها التحليق، لذلك فالموضوع كله مجرد موضوع استعراضي".

ورأى أن "للتحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، أهدافاً غير واضحة حتى الآن في المنطقة، لذلك يحاول تضخيم قوة داعش، ويظهر هذا التضخيم من خلال الجدول الزمني الطويل جداً للقضاء على التنظيم، الذي يستطيع الجيش الحر أن يطرده من كل الأراضي السورية، خلال بضعة أشهر، فيما لو تم تسليحه بالسلاح الكافي والمناسب".

وكشف أن "الحرّ وعلى الرغم من ضعف امكاناته، استطاع دحر داعش في كل من حلب وإدلب وحماه، بالرغم من التمهيد المدفعي والجوي الذي كان يقوم به النظام لمساعدة التنظيم في التقدّم أثناء معاركه مع فصائل المعارضة".

وكان "العربي الجديد" قد كشف نقلاً عن مصدر خاص، أن تنظيم "داعش" قام بإعدام كل عناصر النظام الذين تم أسرهم في مطار الطبقة العسكري في الرقة، ما عدا الضباط الطيارين الذين تم الإبقاء عليهم للاستفادة منهم في تدريب عناصر التنظيم على صيانة واستخدام الطائرات التي استولى عليها.

وكان التنظيم قد استولى على عدد من المطارات في سورية أبرزها مطار الطبقة ومطار حمدان في ريف البوكمال ومطارا منغ والجراح العسكريان في ريف حلب الشمالي.

المساهمون