وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الطريق الدولي الواصل بين العراق والأردن عبر محافظة الأنبار، طويل جداً وفيه مناطق صحراوية يمر بها"، مبيّناً أنّ "مساحات واسعة من الطريق خارجة عن سيطرة القوات العراقية، و"داعش" له معسكرات منتشرة على جانبي الطريق في المناطق الصحراوية منه".
وأكد أنّ "زمام المبادرة في تلك المناطق التي تنتشر فيها معسكرات داعش بيد التنظيم، إذ إنّه يحدّد المكان والزمان لتنفيذ أي عملية، وبإمكانه الرجوع إلى معسكراته بعد تنفيذها".
وأوضح العيساوي أنّ "تنظيم "داعش" يستغلّ دوماً الظروف الجوية، فيباغت القوات العراقية والثكنات الموجودة على الطريق، لينفذ عملياته ضدّها، أو يهاجم المارّة على الطريق باتجاه الرطبة أو منفذ طريبيل".
وأشار إلى أنّ "الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن، طويل ولا يمكن السيطرة عليه، خصوصاً مع انشغال القوات العراقية بمعركة الموصل، وانسحاب قطعات عسكرية كبيرة من هناك".
وأضاف: "على الرغم من وجود قطعات من الجيش والشرطة والقوات العشائرية، فضلاً عن وجود نقطتين للحشد الشعبي في منطقة الكيلو 160، إلا أنّ تلك القوات لم تستطع فرض سيطرتها على هذا الطريق المهم والحيوي".
من جهته، حذّر القيادي العشائري الشيخ عبد الله الجميلي، من خطورة إهمال هذا الطريق الاستراتيجي، والذي "يشكّل خطراً كبيراً على المارّة من الجنود وغيرهم".
وقال الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة للأسف أهملت المناطق الحيوية في محافظة الأنبار، وهي المناطق التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومنها بعض المساحات على الطريق الدولي، الأمر الذي منح داعش فرصة السيطرة عليها وتنفيذ هجماته من خلالها".
وذكّر بأنّ "الحوادث التي سُجّلت على هذا الطريق، أوقعت عشرات القتلى من المدنيين والعسكريين"، مشيراً إلى أنّ "ذلك يستدعي من الحكومة مراجعة خطتها الأمنية في الأنبار عموماً، والطريق الدولي خصوصاً".
ولفت الجميلي إلى أنّ "سيطرة القوات الأمنية على طريق العراق الأردن، يعني انحسار وجود داعش في الصحراء"، مطالباً بـ"حلّ عاجل لهذه الأزمة الأمنية الخطيرة".
ولم تشهد مناطق غرب محافظة الأنبار، استقراراً أمنياً منذ توقف عمليات التحرير في المحافظة قبيل انطلاق معركة تحرير الموصل، وتعاني تلك المناطق من هجمات كرٍّ وفرٍّ مستمرّة لتنظيم "داعش" الذي يواصل تهديده بالمحافظة.