طالبان مصريان يفوزان بجائزة "وجه وجهتك" الدولية

04 ابريل 2015
فريق الطلاب الفائز في مسابقة وجه وجهتك الدولية
+ الخط -
عبقرية الزمان والمكان، وذكاء فطري حماه الله وحباه بأسرة مثقفة ومتعلمة، شكلت كلها أدوات النجاح لفريق العمل الطلابي المشارك في مسابقة "وجه وجهتك" الدولية والتي أقيمت في الدوحة مارس 2015، ليتأهل الفريق بذلك للصعود إلى دوري النهائي لطلاب ثلاثين دولة والمزمع عقده بمدينة نوكسفيل بولاية تينيسي الأمريكية نهاية مايو/أيار القادم.

كانت "مؤسسة الفيصل بلا حدود" الخيرية قد أطلقت النسخة التجريبية من البرنامج العالمي "وجّه وجهتك"، بمشاركة سبع مدارس في قطر هي: آمنة بنت وهب الإعدادية المستقلة للبنات، الخليج الإنجليزية، أكاديمية نيوتن العالمية، نيوتن العالمية لاجون، نوبل الدولية، عمر بن الخطاب الإبتدائية المستقلة للبنين، ومدرسة بارك هاوس الإنجليزية.

تنافست الفرق المشاركة في خمس تحديات تتناول مواضيع مختلفة (تقنية، وعلمية، وفنية، وارتجالية وخدمة المجتمع)، حيث بحثوا هذه التحديات وطوروا أفكارا لحلها. وحصل فريق "ذا فلافي نيفيوز" من "أكاديمية نيوتن العالمية" على جائزة المرتبة الأولى في تحدي التعلم المرتبط بخدمة المجتمع.

مشاعر الفوز
تحدثنا سمية تامر، أحد أعضاء الفريق الفائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الدولية Destination Imagination عن مشاعرها بعد الفوز، فتقول في صوت يملؤه الفرح والأمل: "لم أكن أتوقع الفوز فلم أعرف أن الخيال قد يتحول إلى حقيقة ويصبح واقعا" وتتسائل سمية متعجبة: هل استطعت فعلا أن اتخطي حواجز الخوف والخجل، وهل استطعت أن أنافس نفسي وأراهنها على الفوز؟ وتجيب سمية على نفسها قائلة: كنت دائما اتخيل نفسي شخصية قيادية ولكنني لم أتمكن من التحقق من هذا إلا بعد فوزي في مسابقة "وجه وجهتك"، تلك المسابقة تجعلك تختار هدفا وتسعى إلى تحقيقه ودعم الظروف من حوله للبقاء على قيد الحياة وكأنه كائن وليد تربيه بنفسك.

قد تعجبك شخصية سمية ذات الـ 13 عاما، وهي تشرح لك كيف أنها وفريقها استطاعوا أن يخرجوا ما بداخلهم من خيال وطاقة وسعي من أجل إنشاء فكرة جماعية لخدمة المجتمع. وقد تنبهر بثقتها العالية بنفسها حينما تؤكد قائلة: "أنا شاطرة". لتعرف أن أهم أسباب النجاح هي ثقة الطفل في نفسه وقدرته على التعبير عن ذاته.

ارتق بمجتمعك
"ارتق بمجتمعك" هو العنصر الذي اختاره فريق سمية من بين ثمانية عناصر كلها مثيرة بالنسبة لمن هم في مثل أعمارهم، لتكون هي الفكرة الأكثر فائدة للمجتمع من حولهم، والتي تقوم على اختيار منطقة سكنية والبدء في تدشين موقع إلكتروني يحمل اسمه، ومن ثم يتم ضخ كل المعلومات المتوافرة لديهم عن هذا المكان، وجمع الصور له، ثم البحث عن القضايا والمشكلات التى يعاني منها سكان الحي من خلال عمل استطلاع للرأي على عينة فعلية من السكان، في محاولة منه لتحدي المشكلات والبحث عن حلول لها.

تقول السيدة ميرفت فهمي والدة سمية أنها كانت مدركة لصعوبة المشروع الذي استغرق أكثر من شهر ونصف من الجهد والتعب إلا أنها كانت واثقة من قدرات إبنتها وفريقها خاصة وأن سمية كانت تشارك في العديد من الأنشطة التطوعية سواء في مصر أو في قطر أو أي مكان آخر تذهب إليه.

وتستطرد الأم قائلة: إن إبنتها سمية تتمتع بشخصية قيادية منذ طفولتها ما أهلها إلى الفوز بتلك المسابقة وأنها أيضا واثقة من فوزها في دور النهائيات.

الرجل الصغير
أما فارس الكردي، وهو طالب مصري الجنسية، وأحد أعضاء الفريق الفائز في المسابقة  فقد ساهم في تصميم وتنفيذ موقع إلكتروني خدمي يجمع ويوفر معلومات للسكان المحيطين بالمدرسة عن الخدمات والشقق المتاحة والعروض التجارية والفعاليات الرياضية والثقافية، وقد اعتمد في المشروع على البحوث الميدانية للمنطقة المحيطة.

"فارس صديق مخلص ومتعاون ويحب العمل في فريق"، هكذا بدأ والد فارس حديثه واصفا شخصية ابنه، يصفه أيضا بكونه رجلا صغيرا يتحمل مسؤولية نفسه وإخوته في حال عدم تواجد الأبوين بالمنزل، كما أنه يجتهد في المذاكرة من تلقاء نفسه ليحقق الهدف الذى تم زراعته فيه من صغره وهو اعمار الأرض، كما أنه يهتم بالصلاة وحفظ القرآن والدعاء.

أما بخصوص مساعدة الأبناء في المشروع، فلم يتدخل أي من أولياء أمور فارس وسمية في طريقة إنجازهما لمشروعيهما، كما أكدوا لنا، ولكنهم حرصوا على توفير الدعم النفسى والمعنوي والتحفيذ على الاستمرار خاصة في لحظات الإحباط والملل، وذلك لأن المسابقة كبيرة ومتعددة الجوانب والأهداف وقد كان للمدرسة والمشرفه على المشروع دور هام في التجاوب مع هذه الأهداف خاصة أن الفريق أول مره يتسني له الاشتراك فى هذه المسابقة السنوية.

موقع خدمي
اختار فارس وفريقه مشروع spiration Innovation Community Services  والذي تم تقديمه من خلال برامج وأنشطة مصاحبة للمدرسة المنتمي إليها الفريق، من خلال استمارات يملأها الطلبة.

استعان فارس ببعض الوسائل التقنية وبرامج الكمبيوتر مثلdream weaver  لتصميم الموقع، أيضا برامج الفوتوشوب لتجميع وإدخال الصور والفيديوهات المصاحبة للبيانات التي تم جمعها عن مدينة بروة -وهي مكان تواجد المدرسة- كما قام وفريقه بتشكيل مجسم يشبه لعبة الميكانو (puzzle) للمساعدة في شرح المشروع أثناء العرض.

يقول فارس الذي يلمع وجهه بالذكاء والفطنة: "الفضل لله أولا ثم أمي فهى من ربتني على الاجتهاد والسعى في الأرض، وأتمنى من الجميع ومنهم إخوتي الصغار أن يصبحوا واجهه طيبة لبدنا مصر. 

المساهمون