وأكد المصدر أنّ الإمدادات التي يؤمّنها حلفاء حفتر لا تتوقف على نقل مقاتلين، بل تشمل أيضاً إمدادات عسكرية، وصلت إلى قاعدة الجفرة، تتمثل في سيارات مسلّحة، ومدافع، وعربات مصفحة، استعداداً لإطلاق حفتر المرحلة الثانية من عمليته نحو طرابلس.
وكشف المصدر العسكري أنّ فصائل من المرتزقة تم نقلهم فعلياً على دفعات من قاعدة الجفرة نحو مدينة ترهونة، عبر طرقات صحراوية يستخدمها مهربو البشر، عبر الشويرف، ووادي مرسيط، ثمّ نسمة، مروراً بمنطقة العرقوب، ووصولاً إلى ترهونة، التي يبدو أنّ حفتر يستخدمها كقاعدة جديدة لاقتحام طرابلس.
وكان مكتب الإعلام الحربي التابع لحكومة الوفاق قد أعلن، في بيان عاجل مساء أمس الأحد، عن تمكّن طيران قوات الحكومة من استهداف رتل لمليشيات حفتر في منطقة مرسيط بالقرب من مزده (180 كم جنوب غربي طرابلس).
وكان مصدر مصري وثيق الصلة بدوائر صناعة القرار قد قال، في وقت سابق من الشهر الجاري، لـ"العربي الجديد"، إن الأيام الأخيرة شهدت اتفاقات واسعة مع مليشيات ومسلحين أفارقة، من دول محيطة بالسودان، للمشاركة في عملية اقتحام طرابلس مقابل أموال.
وقال المصدر، إن الاتفاقات جرت مع عناصر مسلحة من تشاد، بتمويل من الإمارات والسعودية
وكشف المصدر أنه في إطار عمليات التجهيز لـ"معركة الحسم"، وفق تعبيره، أبرم قادة الإمارات، اتفاقاً مع نائب رئيس المجلس العسكري في السودان، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، لتزويد مليشيات حفتر بمسلحين، من المليشيات المسلحة في السودان، التي يرتبط قادتها بعلاقات وثيقة بحميدتي.
ويحظى الأخير، برعاية ودعم وعلاقات قوية بقادة أبوظبي والرياض، بحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، في ظل مشاركة عناصر من قوات الدعم السريع التي يقودها في الحرب في اليمن إلى جانب التحالف السعودي-الإماراتي.
كما أكدت تقارير خبراء الأمم المتحدة، العام الماضي، دفع حفتر أموالاً طائلةً لحركة "العدل والمساواة" السودانية للعمل لصالحه ودعم وجوده في مناطق جنوب ليبيا.
وكان وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، قد أكد في تصريح تلفزيوني في 13 مايو/أيار الماضي، أنّ الإمارات زوّدت حفتر بمرتزقة من "الجنجويد" والمعارضة التشادية للهجوم على طرابلس.
وأظهرت فيديوهات، تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي، عشرات الأسرى من المرتزقة الأفارقة الذين تمكنت قوات حكومة الوفاق من أسرهم في مدينة غريان، إثر سيطرتها عليها في السادس والعشرين من الشهر الماضي.
Facebook Post |
ويتوقع الخبير العسكري الليبي، محيي الدين زكري، استخدام حفتر للمرتزقة في القتال في جبهات جديدة سيعمد لفتحها لتشتيت قوات الحكومة. وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الحديث عن وجود المرتزقة في صفوف حفتر بات أمراً لا يحتاج تأكيداً، لكنه في ذات الوقت لن يستخدمها في القتال في الخطوط الأمامية في عملية اقتحام طرابلس، التي يعتمد فيها بالدرجة الاولى على مقاتلي اللواء التاسع المؤلف في أغلبه من مؤيدي النظام السابق.
وبحسب معلومات زكري، فإنّ حفتر أشرف في الآونة الأخيرة على إعادة النظر في خططه، وإبعاد كلّ القيادات البارزة التي كانت تقود حملته السابقة، وعلى رأسهم ابنه صدام، وقائد غرفة العمليات المركزية عبد السلام الحاسي، وقام بالدفع بقيادات جديدة.
وعن اتجاهات الحملة العسكرية المقبلة لحفتر، قال: "ستكون باتجاه فتح محاور جديدة سواء غربي العاصمة، بواسطة قواته المرابطة في صرمان، أو باتجاه فتح قتال نحو غريان وسرت، في رقعة واسعة من شأنها تشتيت قوة الحكومة وتمهيد الأوضاع للواء التاسع، للدخول سريعاً باتجاه أحياء جديدة وسط العاصمة".