وكانت نتيجة هذه العملية إلحاق أضرار بموقع "ثافلاست" الذي يعود إلى قرابة ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وقد كان معقلاً للتعايش الروماني الأمازيغي، إذ يحتوي على عدد كبير من القطع الثمينة التي ظلّت طوال سنوات عرضة للنهب والتخريب، في غياب تامّ لأيّ دراسة أثرية ولأيّ أشغال تهدف إلى التنقيب والترميم.
الحادثة وصفت بالـ"الجريمة"، ونفّذت بتواطؤ بعض المسؤولين مع الشركة الصينية، ولم تتوقف إلا بتصدّي سكّان المنطقة لها. فهم قرّروا رفع بيان عام للسلطات المحلية، ما أدّى برئيس الدائرة إلى التدخل وتوقيف العمل بعد زيارة تفقدية.
ولا تعدّ هذه الحادثة الأولى من نوعها في الجزائر، إذ يتمّ، وبشكل دوري منذ سنوات، تدمير التراث الحضاري للجزائريين، والهدف دائماً هو إنشاء بنايات بسيطة مكان كنوز لا تقدّر بثمن بحسب خبراء.
ولعل أهم تلك الجرائم كانت تدمير قسم كبير من موقع "سيتيفيس" في مدينة سطيف، الذي قال شهود عيان إنّ ما حدث فيه كان أشبه بالمجزرة، فقد كان العامل يتناول المطرقة ويمضي في تحطيم التماثيل والجدران التي تعود لآلاف السنين بكل برودة أعصاب.
هذا إضافة إلى السرقات التي تعرّضت لها آثار الجزائر أثناء ذلك، والتي جعلت قسماً كبيراً من القطع يختفي في ظروف غامضة دون أيّ رادع.
اقرأ أيضاً: تمثال زنوبيا يظهر من جديد