07 يوليو 2019
صناعة الفرحة في الجزائر
فرحة مختلفة، هي تلك التي عاشها الجزائريون بعيدا عن أروقة السياسة ودواليبها، فرحة لم تكن تحدث لولا التفاف الجزائريين حول شعار واحد "لا للعهدة الخامسة" ولا لاستمرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في سدة الحكم..
بعضهم يرى في النّظام القائم هاضما للحقوق، وبعضهم يرى في الأحزاب المحسوبة على المعارضة دكاكين سياسية عاجزة عن إيصال مطالب الشعب لهرم السلطة، والبعض وجد الشّارع عنوانا عريضا لتحرّر متجدّد بعد صمت دام سنوات بسبب قرارات منع المسيرات تحت قانون "حالة الطوارئ" وتكميم الأفواه بصكّ "شراء السّلم الاجتماعي" الذي لطالما استعملته السلطة للإبقاء على ديمومتها.
الاحتجاج في الجزائر بات فصلا من فصول التاريخ الحديث، إذ اجتمع الكلّ على كلمة واحدة تسعى لتحقيق الخطوة وراء الخطوة، وذلك لا يتأتّى إلا برفع شعار "سلمية نريدها حقا سلمية".
لا يختلف اثنان في الجزائر على أن الشعب حفظ الدرس جيدا وتعلم من الماضي كثيرا، من سنوات الدم والدموع، أو كما تسمى بـ"سنوات العشرية السوداء" التي وُسِمت أيضا بــ"العشرية الحمراء"، درس كان قاتما ومؤلما لدى قطاع واسع من الناس، وخصوصا في المدن الداخلية وفي القرى والجبال، لهذا كانت "السلمية" المبدأ الأكبر في الكف الأيمن لمطالب الجزائريين، بينما ارتفعت الراية الوطنية في الكف الأيسر خلال المسيرات أراد لها الشعب أن تكون احتفالات تحت يد واحدة واللحمة الواحدة والقضية الواحدة بعيدا عن اللعبة السياسية التي تحاك خلف الستار.
الكثيرون اعتبروا الحراك الشعبي خطوة نحو قول "لا" للظلم الاجتماعي، إذ تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا مختلفة ومتعددة بالآلاف أغلبها تظهر الفرحة التي نادرا ما عاشها الجزائريون إلا عقب انتصارات المنتخب الجزائري لكرة القدم، وكل وتعبيره الخاص، هناك من طالب بسكن يحلم به منذ عشرين سنة أو ربع قرن حتى، ومنهم من طالب بحق العمل بعدما كتب على يافطة "وداعا للحرقة"، أي وداعا للهجرة غير الشرعية، بعدما لمح الشباب بصيص أمل يبزغ في الشارع، ومنهم من حاول أن يرسم ابتسامة عريضة وهو يلتقط صور "السيلفي"، تعبيرا منه عن حبه للوطن، حبّ لطالما كتمه الجزائري في ظل دروب الحياة الصعبة، رغم أن درجة الوعي كبيرة بأن الطريق ليس سهلا ولكن الأهم في الخطوة الأولى، وحالة الرفض للواقع الاجتماعي المعيش، وهو ما نستشعره من شعار رفعه الكثيرون "20 سنة باراكات" و"يكفي نهبا لثروات البلاد".
ليس الحراك الشعبي هو الذي أيقظ البركان النائم في الجزائر ولكن هناك تراكمات السنوات، شابتها وقفات احتجاجية كان ينظّمها عدد من النقابات في شتى القطاعات، وكذا من البطالين، كانت تقمع وفي الوقت نفسه تهيئنا للحظة الاستفاقة، التي لا يمكن تنويمها مجددا، ولأصوات لا يمكن إسكاتها بأي وعود، ونار لا يمكن إخمادها بجرعة ماء، لأن الشعب اليوم يريد إنجازات ملموسة، فلا أحد يمكن إقناعه باقتناص الفرحة القادمة إليه على طبق من وعود، بل تعلّم درسا جديدا بأن الفرحة يمكن صنعها في أوقات الأزمة وفي لحظات الغليان الشعبي.
بعضهم يرى في النّظام القائم هاضما للحقوق، وبعضهم يرى في الأحزاب المحسوبة على المعارضة دكاكين سياسية عاجزة عن إيصال مطالب الشعب لهرم السلطة، والبعض وجد الشّارع عنوانا عريضا لتحرّر متجدّد بعد صمت دام سنوات بسبب قرارات منع المسيرات تحت قانون "حالة الطوارئ" وتكميم الأفواه بصكّ "شراء السّلم الاجتماعي" الذي لطالما استعملته السلطة للإبقاء على ديمومتها.
الاحتجاج في الجزائر بات فصلا من فصول التاريخ الحديث، إذ اجتمع الكلّ على كلمة واحدة تسعى لتحقيق الخطوة وراء الخطوة، وذلك لا يتأتّى إلا برفع شعار "سلمية نريدها حقا سلمية".
لا يختلف اثنان في الجزائر على أن الشعب حفظ الدرس جيدا وتعلم من الماضي كثيرا، من سنوات الدم والدموع، أو كما تسمى بـ"سنوات العشرية السوداء" التي وُسِمت أيضا بــ"العشرية الحمراء"، درس كان قاتما ومؤلما لدى قطاع واسع من الناس، وخصوصا في المدن الداخلية وفي القرى والجبال، لهذا كانت "السلمية" المبدأ الأكبر في الكف الأيمن لمطالب الجزائريين، بينما ارتفعت الراية الوطنية في الكف الأيسر خلال المسيرات أراد لها الشعب أن تكون احتفالات تحت يد واحدة واللحمة الواحدة والقضية الواحدة بعيدا عن اللعبة السياسية التي تحاك خلف الستار.
الكثيرون اعتبروا الحراك الشعبي خطوة نحو قول "لا" للظلم الاجتماعي، إذ تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا مختلفة ومتعددة بالآلاف أغلبها تظهر الفرحة التي نادرا ما عاشها الجزائريون إلا عقب انتصارات المنتخب الجزائري لكرة القدم، وكل وتعبيره الخاص، هناك من طالب بسكن يحلم به منذ عشرين سنة أو ربع قرن حتى، ومنهم من طالب بحق العمل بعدما كتب على يافطة "وداعا للحرقة"، أي وداعا للهجرة غير الشرعية، بعدما لمح الشباب بصيص أمل يبزغ في الشارع، ومنهم من حاول أن يرسم ابتسامة عريضة وهو يلتقط صور "السيلفي"، تعبيرا منه عن حبه للوطن، حبّ لطالما كتمه الجزائري في ظل دروب الحياة الصعبة، رغم أن درجة الوعي كبيرة بأن الطريق ليس سهلا ولكن الأهم في الخطوة الأولى، وحالة الرفض للواقع الاجتماعي المعيش، وهو ما نستشعره من شعار رفعه الكثيرون "20 سنة باراكات" و"يكفي نهبا لثروات البلاد".
ليس الحراك الشعبي هو الذي أيقظ البركان النائم في الجزائر ولكن هناك تراكمات السنوات، شابتها وقفات احتجاجية كان ينظّمها عدد من النقابات في شتى القطاعات، وكذا من البطالين، كانت تقمع وفي الوقت نفسه تهيئنا للحظة الاستفاقة، التي لا يمكن تنويمها مجددا، ولأصوات لا يمكن إسكاتها بأي وعود، ونار لا يمكن إخمادها بجرعة ماء، لأن الشعب اليوم يريد إنجازات ملموسة، فلا أحد يمكن إقناعه باقتناص الفرحة القادمة إليه على طبق من وعود، بل تعلّم درسا جديدا بأن الفرحة يمكن صنعها في أوقات الأزمة وفي لحظات الغليان الشعبي.