30 يونيو 2019
النفس الثاني للحراك الشعبي في الجزائر
أول من أمس الجمعة 5 يوليو/ تموز، وفي خطوات متسارعة في شوارع حي المدنية (نسبة إلى شهداء الثورة التحريرية الجزائرية الأخوة عثمان مدني وعبد القادر مدني وعلي مدني) أو حي "صالومبي" سابقا، أخذت السيدة سعدية وهي متوجهة نحو قلب العاصمة الجزائرية، في يدها الراية الوطنية، وتردد "تحيا الجزائر"، دار هذا الحوار المقتضب:
- سيدتي أين الوجهة؟
- إلى شارع الشهيد ديدوش مراد رحمه الله، ومنه إلى الحراك الشعبي، بالبريد المركزي، افرحي يا ابنتي إنه عيد استقلال الجزائر، هو استقلال ثاني للجزائر.
بصوتها الذي غلبته الدموع لم تتمالك نفسها وهي تطلق زغاريد أخرجت العائلات من عمارات "ديار البابور"، في صبيحة أول أمس الجمعة وهو يوم عطلة في الجزائر، فما كان من النساء سوى اتباعها وإطلاق الزغاريد، كيف لا وهو يوم عيد استقلال الجزائر، كما أنها لفتت انتباه المارة، ليضيف إليها شاب في الجهة المقابلة للشارع: "زيدي زغرودة أخرى يا ميمتي، العصابة كلها في السجن".
راية واحدة .. الجمعة الـ20
عيد الاستقلال العام 2019 ليس عاديا، بل هو مختلف تماما عن سابقه، فقبل سنة وفي نفس اليوم، حمل شباب صورة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وهم يجوبون شوارع العاصمة محتفلين بعيد الاستقلال المجيد، أطفال صغار حملوا "كادر الرئيس" يمجدون الرئيس الذي أنهكته الوعكة الصحية، لأزيد من أربع سنوات، وعبر كل ولايات الجزائر الـ48، حملت الصور في الشوارع إيذانا بالاحتفالات، وبإدارة وإشراف رؤساء البلديات والولاة الذين استثمروا في عيد الاستقلال السابق ليظهروا ولاءهم لمن سيتقدم للترشح للعهدة الرئاسية الخامسة، ووراءهم رؤساء أحزاب الموالاة ومناضلون جابوا الشوارع وهم يقدمون القرابين لصورة معلقة في إطار من الخشب، ويقدمون له التحية في شكل "إرضاء سيادة الرئيس".
"السلمية" شعارا وواقعا
الصورة ليست قاتمة ولكنها تحتاج إلى وضوح أكثر، بعدما أذعن بوتفليقة لمطالب الشعب والحراك منذ 22 فبراير/ شباط الماضي، وخلال 39 يوما من الاحتجاج والمسيرات والمظاهرات، رمى الرئيس السابق المنشفة واستقال أمام ضغط رهيب للشارع، تتواصل مسيرات الضغط ومطالب الشعب باستقالة كل رموز النظام السابق في العيد الـ57 لاستقلال الجزائر، وفي جمعة الحراك الـ20 مظاهرات سلمية ومسيرات عبر كل ولايات الوطن تطالب باستقالة الحكومة الحالية برئاسة نور الدين بدوي ورحيل رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح، عشية تنظيم الحوار الوطني للمعارضة السياسية والذهاب نحو مقترحات حلحلة الأزمة السياسية التي لن ترى بصيص الأمل إلا بمواصلة النفَس الشعبي الذي ألهمه الحراك منذ أكثر من أربعة أشهر.
- سيدتي أين الوجهة؟
- إلى شارع الشهيد ديدوش مراد رحمه الله، ومنه إلى الحراك الشعبي، بالبريد المركزي، افرحي يا ابنتي إنه عيد استقلال الجزائر، هو استقلال ثاني للجزائر.
بصوتها الذي غلبته الدموع لم تتمالك نفسها وهي تطلق زغاريد أخرجت العائلات من عمارات "ديار البابور"، في صبيحة أول أمس الجمعة وهو يوم عطلة في الجزائر، فما كان من النساء سوى اتباعها وإطلاق الزغاريد، كيف لا وهو يوم عيد استقلال الجزائر، كما أنها لفتت انتباه المارة، ليضيف إليها شاب في الجهة المقابلة للشارع: "زيدي زغرودة أخرى يا ميمتي، العصابة كلها في السجن".
راية واحدة .. الجمعة الـ20
عيد الاستقلال العام 2019 ليس عاديا، بل هو مختلف تماما عن سابقه، فقبل سنة وفي نفس اليوم، حمل شباب صورة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وهم يجوبون شوارع العاصمة محتفلين بعيد الاستقلال المجيد، أطفال صغار حملوا "كادر الرئيس" يمجدون الرئيس الذي أنهكته الوعكة الصحية، لأزيد من أربع سنوات، وعبر كل ولايات الجزائر الـ48، حملت الصور في الشوارع إيذانا بالاحتفالات، وبإدارة وإشراف رؤساء البلديات والولاة الذين استثمروا في عيد الاستقلال السابق ليظهروا ولاءهم لمن سيتقدم للترشح للعهدة الرئاسية الخامسة، ووراءهم رؤساء أحزاب الموالاة ومناضلون جابوا الشوارع وهم يقدمون القرابين لصورة معلقة في إطار من الخشب، ويقدمون له التحية في شكل "إرضاء سيادة الرئيس".
"السلمية" شعارا وواقعا
الصورة ليست قاتمة ولكنها تحتاج إلى وضوح أكثر، بعدما أذعن بوتفليقة لمطالب الشعب والحراك منذ 22 فبراير/ شباط الماضي، وخلال 39 يوما من الاحتجاج والمسيرات والمظاهرات، رمى الرئيس السابق المنشفة واستقال أمام ضغط رهيب للشارع، تتواصل مسيرات الضغط ومطالب الشعب باستقالة كل رموز النظام السابق في العيد الـ57 لاستقلال الجزائر، وفي جمعة الحراك الـ20 مظاهرات سلمية ومسيرات عبر كل ولايات الوطن تطالب باستقالة الحكومة الحالية برئاسة نور الدين بدوي ورحيل رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح، عشية تنظيم الحوار الوطني للمعارضة السياسية والذهاب نحو مقترحات حلحلة الأزمة السياسية التي لن ترى بصيص الأمل إلا بمواصلة النفَس الشعبي الذي ألهمه الحراك منذ أكثر من أربعة أشهر.